الجمعة 28 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: لأول مرة.. إجماع عربى ودولى على دعم القضية الفلسطينية

نجحت القمة العربية الطارئة بالقاهرة، فى توحيد الصف العربي، علاوة على اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير لأهالى القطاع، ودون مساس بثوابت القضية الفلسطينية، حيث قال اللواء أركان حرب نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق فى القوات المسلحة، إنه لأول مرة يكون هناك إجماع عربى دولى بشأن فلسطين، خصوصاً أن قطاع غزة فى أمس الحاجة إلى هذا الإجماع أمام قرارات الإدارة الأمريكية وعنف جيش الاحتلال. 



وتابع رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق:  «أثبتت القمة العربية، عدم التخلى عن القضية الفلسطينية، وهذا ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنه لا سلام بدون دولة فلسطينية، ويجب على الدول العربية أن تثبت على هذا القرار فى مواجهة ردود الأفعال، وأن يكون لدينا رغبة كبيرة فى تنفيذ هذه المخرجات على أرض الواقع، كما يجب على الدول العربية أن تكون مستعدة لردة الفعل الأمريكى وكيفية التعامل مع قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب». 

وأضاف، أن القمة العربية كانت هى الأمل الأخير لإعمار غزة، والفضل فى ذلك يرجع إلى القيادة المصرية الحكيمة منذ اليوم الأول، إذ أدركت كيفية التعامل مع ما يتم فى قطاع غزة، لذلك نشاهد الآن قمة عربية مُجمعة على قرار واحد، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى إعمار غزة وأيضا فى إدارة قطاع غزة وذلك من خلال تشكيل لجنة إدارية من الكفاءات الفلسطينية المستقلة من المهنيين والتكنوقراط، لتتولى إدارة القطاع، بهدف الإشراف على جهود الإغاثة وإدارة شئون القطاع تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إليه، وإبعاد أى فصيل من شأنه إعاقة هذا التقدم سواء من فتح أو حركة حماس، لكى يتم إبطال جميع المبررات غير المنطقية من الإدارة الأمريكية وجيش الاحتلال. 

رفض التهجير.. قرار تاريخى

وأكد الدكتور أسامة شعث، الأستاذ فى العلاقات الدولية، أن إعمار غزة يجب أن يكون بأيدى أبنائها لبناء وطنهم، وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن الإعمار يجب أن يكون بسواعد الفلسطينيين، وقرارات القمة هى الأهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة لدعم القضية الفلسطينية، وتأكيد الحق الفلسطينى الكامل بالبقاء فى أرضه ووقف التهجير ومنعه كليًا.

وتابع “شعث”: إجماع الدول العربية على إعمار غزة ورفض التهجير قرار تاريخي، لضرورة بقاء الشعب الفلسطينى فى أرضه، وفقًا للقانون الدولى الذى يضمن حقًا طبيعيًا لكل إنسان أن يبقى فى أرضه وممارسة حقه السياسى والإنسانى على أرضه وتقرير مصيره، مشيرًا إلى أن القمم العربية السابقة أصدرت قرارات كثيرة ولم ينفذ جزء كبير منها، لكن هذه المرة، المسألة مختلفة تمامًا لأن الجامعة العربية عليها مسئوليات للرفض والشجب والإدانة ومسئولية الوقوف فى وجه المخططات الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة .

وأوضح، السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية الاستثنائية محورية فى تحديد وتنسيق المواقف العربية تجاه تطورات القضية الفلسطينية فى مرحلة حساسة للغاية، مشيراً إلى أن القمة كانت مخصصة للقضية الفلسطينية بشكل رئيسى، إذ جاءت فى وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بإحدى أخطر مراحلها، حيث تسعى الحكومة الإسرائيلية، بقيادة اليمين المتطرف، إلى تصفية القضية الفلسطينية، كما تشهد الأراضى الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، أحداثاً مأساوية من دمار وقتل نتيجة للعدوان الإسرائيلى المستمر، بالإضافة إلى ملف تهجير الفلسطينيين.

واستطرد: القمة العربية كانت «حائط صد» منيع تجاه كل هذه المخاوف بقيادة زعيم مصرى يساند الأشقاء فى قطاع غزة منذ اليوم الأول للحرب، ليؤكد أن الشعب الفلسطينى لن يغادر أرضه، ويقرر الرئيس السيسى اعتماد خطة إعمار غزة دون خروج فلسطينى واحد عن أرضه، بل إن خطة الإعمار ستتم بسواعد أهلها بجانب تقديم الدعم اللازم من قبل الاتحاد الأوروبى الذى كان له كلمة فى غاية الأهمية وتصريحات تؤكد حرصه على إعمار غزة ورفض التهجير لسكان القطاع”. 

ولفت إلى أن مصر والدول العربية قامت بما يجب القيام به من مساندة ودعم لقطاع غزة والقضية الفلسطينية فى نفس الوقت أشارت إلى الجهود التى بذلها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وحدة الصف الفلسطينى

فيما شدد الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي، وعضو مجلس الشيوخ، على أن ملخص القمة العربية الطارئة جاء فى أن العرب قرروا أن يكونوا إيجابيين، بدلًا من الدخول فى تراشق مع “ترامب” ومشروعه لتهجير سكان قطاع غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن، فكان البديل تقديم مشروع تعمير لا يحتاج إلى إخراج الناس الذين كان تمسكهم بوطنهم إحدي العلامات الفارقة عندما ذهب الفلسطينيون إلى الشمال ولم ينزحوا إلى الجنوب حيث الحدود المصرية، وإنما ذهبوا إلى غزة العاصمة، فكانت هذه هى علامة التمسك بالأرض كالعادة.

وأوضح “سعيد” فى تصريح خاص لجريدة “روزاليوسف”، أن مصر لديها الكوادر فهى تمتلك خبرة 10 سنوات من البناء والتعمير شيدت خلالها 24 مدينة جديدة، وبالتالى فإن مسألة تعمير غزة ليست جديدة بل قمنا بها قبل ذلك فى حرب غزة الرابعة، لكن هذه المرة يجب أن يكون التشييد والبناء سببًا فى استمرار الدولة وتوقف الحرب والتدمير وإنهاء عملية القتل الجماعى.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن هناك واجبات ضرورية على العرب وهى بناء الحكم الفلسطينى طلما نطالب بدولة، وهو مايعنى ضرورة أن تحتكر الدولة الأسلحة وبالتالى هناك إشكالية مع حماس فى هذا الموضوع، موضحًا أنه حتى الآن حركة حماس ترحب بلجنة المساندة التى اقترحتها مصر لكن ليس لديها مشروع يتعلق بمستقل وضع الأسلحة وهذه نقطة جوهرية ناقشتها القمة العربية، مؤكدًا أن وظيفة الوطن العربى أن يقول لحماس أنه آن الأون أن تعود الأمور إلى نصابها، وهى أن تبقى منظمة التحرير الفلسطينية هى الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى والتى تملك شرعية الحق فى المقاومة المسلحة واتخاذ قرارات الحرب والسلام.

وأكد المفكر السياسي، أن اعتماد الخطة المصرية فى إعمار غزة وتنفيذ الكلمة المصرية يثبت أن مصر مركز تفكير العالم العربي، ولديها خبرة كبيرة فى المفاوضات ووضعت سلاما ناجحا مع إسرائيل أعفاها من حروب كانت لتستمر منذ جلاء آخر جندى إسرائيلى عام 1982 وحتى الآن، فنحن نتحدث عن 43 سنة من السلام، وإذا كان هناك شبر واحد محتل لكان وضعنا هو استمرار الحرب مرة واثنين وثلاثة، مشيرًا إلى أن هذا ما منح الشعب المصرى فرصة ليبنى وطنه ويصون نفسه.

وتابع “السعيد”: «رأينا البلاد الأخرى التى لم تقم بهذا السلام مثل سوريا كيف سقطت فى فخ الحروب الأهلية ولم تحرر الأرض، بالعكس إسرائيل احتلتها وأعادت احتلالها ثم بعد ذلك توسعت فى احتلالها، لكن بالنسبة لمصر جيشنا موجود فى سيناء وهناك بروتوكول عسكرى تم تعديله عام 2005 يعطى لمصر السيطرة الكاملة فى استغلال قوتها، لا شيء يقيدنا لكن لا نسعى لحرب نريد الحفاظ على اتفاقية السلام وفى نفس الوقت لا نقبل ما يحدث فى فلسطين لأنه عمل فى غاية البشاعة».

حشد المجتمع الدولى

واتفق معه الدكتور سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذى قال: إن القمة العربية مهمة وجاءت فى وقت حرج، مشيرًا إلى أن المخرجات والبيان الختامى رفض التهجير ووضع خطة للتعمير متدرجة المراحل، مشيرًا إلى أن الوضع جيد إلى الآن لكن لا يوجد تأكيد من قبل حماس أو السلطة الفلسطينية التى حضرت القمة، على الاتفاق حول توحيد الصف الفلسطينى وهذه مسألة مهمة، مؤكدًا أن القمة أدت ما عليها وأدت دورها على أكمل وجه، والكرة الآن فى الملعب الفلسطينى إما أن يتحدوا وهذه مسألة مهمة، وإذا لم يحدث ذلك فهذه مشكلتهم إنما مصر قامت بدورها هى والعالم العربي.

وأوضح “عكاشة”، أن اعتماد القمة العربية للخطة المصرية أمر جيد لأن الخطة المصرية وضعت خطة إعمار جيدة من مرحلتين وحشدت الدول المؤيدة للاقتراح لبدء إعادة الإعمار من الشهر القادم، مشيرًا إلى أن هناك خطوات واضحة نحو تهيئة المكان، لكن كل هذا مرهون بتنحى حماس عن حكم القطاع.

ولفت الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن اعتماد الخطة المصرية يؤكد أن مصر تولى اهتمامًا كبيرًا للقضية الفلسطينية وتضع مصلحة الفلسطينيين نصب أعينها، مشيرًا إلى أنه منذ اليوم الأول والملك عبد الله فى الولايات المتحدة الأمريكية قال نحن فى انتظار الخطة المصرية، جميع الدول العربية أيدت الخطة المصرية، حتى من لم يحضر من الجزائر وتونس لم يرفضوا الخطة وظلت الخطة المصرية هى الموجودة على الطاولة منذ البداية.