الدبلوماسية المصرية تحشد العالم لدعم تمويل إعمار غزة

أمانى عزام
بذلت الدبلوماسية المصرية والعربية جهودًا كبيرة لحشد الدعم الدولى للمشاركة فى مؤتمر تمويل غزة، ورغم التحديات الكبرى إلا أن الجهود المبذولة حققت نجاحات كبيرة ونالت اهتمام عدد كبير من الدول الكبرى والاتحاد الأوروبى، حيث قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدبلوماسية المصرية والعربية قامت بتحركات مكوكية نشطة للغاية لحشد الدعم الدولى للمشاركة فى مؤتمر تمويل غزة، على كل المستويات، سواء الإقليمية أو الدولية أو المنظمات والتجمعات الإقليمية أو الأمم المتحدة وكل المنظمات التابعة لها، مشيرًا إلى أنه حتى الآن هناك نتائج إيجابية لهذا التحرك الدبلوماسى المكثف.
وأشار«رخا»، إلى أن أول نتيجة لذلك، كانت تبنى القمة العربية لخطة التعافى وإعادة الإعمار المصرية وأصبحت خطة عربية، ثم تبناها مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى فأصبحت عربية إسلامية، كما أن هناك أربع دول أوروبية وهم أكبر دول الاتحاد الأوروبى فرنسا وألمانيا وايطاليا بالإضافة إلى بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبى أعلنوا تأييدهم ومساندتهم لخطة إعادة الإعمار وأنهم سوف يساهمون فى تمويلها لكن يتعين إنهاء حالة الحرب.
وأوضح، أنه على المستوى السياسى هناك اتصالات مستمرة ومكثفة للتوصل إلى تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار والقتال لأنها تؤدى إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة تمهيدا للمرحلة الثالثة وإعادة الإعمار، كما يجرى الدعوات لحضور مؤتمر دولى لإعادة الإعمار لأنه يحتاج إلى تمويل كبير، لافتًا إلى أنه حتى الآن وافقت 100 دولة كما أن العدد قابل للزيادة، فعندما يتحدد موعد المؤتمر على وجه الدقة ستوافق دول أخرى.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تقود العملية لارتباط الأزمة بأمنها القومي، مشيرًا إلى أن القاهرة هى الدينامو والمحرك لكنها تحتاج إلى مساعدة الأشقاء ومجهودهم البارز.
وأوضح السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التحركات الدبلوماسية لحشد الدعم الدولى للمشاركة فى مؤتمر التمويل شهدت جهودا بناءة أتت بأصداء جيدة جدا لدى العديد من العواصم العالمية، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر سيكون قوة دفع كبيرة للمبادرة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة ومستقبل القطاع ما بعد الحرب.
ولفت إلى أن خطة الإعمار التى وضعتها مصر أصبحت خطة عربية إسلامية بعد الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، كما اكتسبت زخما دوليا.
فيما قال الدكتور سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك مشكلة فى قبول الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بالخطة، بالتالى فإنهم يعملون على عرقلة جهود القاهرة، ورغم ذلك هناك تأييد واسع للخطة المصرية، مشيرًا إلى أن القاهرة تقوم بدور كبير جدا فى حشد الاتحاد الأوروبى ودول أخرى.
وتوقع «عكاشة» أنً تواجه مصر والدول العربية معارضة إسرائيلية وأمريكية قوية، بالتالى فهم أمام معركة دبلوماسية كبيرة لا تتعلق بالحشد الدولى لكن لإقناع أمريكا أن الخطة يمكن أن تكون فاعلة ويمكن أن تؤدى الغرض منها، مؤكدًا أن مصر نجحت فى أن تقوم بحملة دبلوماسية قوية فى الاتحاد الأوروبى وفى عدد من الدول المهمة على رأسها فرنسا وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى يمكنها المساهمة فى تحسين ردود الفعل الأمريكية.
فيما قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرفض الأمريكى يحتاج إلى أدوات ضغط وحركة مماثلة، مشيرًا إلى أن القاهرة قدمت الرؤية البديلة وهذا كافى لأنها دولة المواجهة الأولى والقضية الفلسطينية هى الدائرة الأولى للأمن القومى المصرى.
بدورهف قال طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هذه المرحلة تتطلب تكاتفًا عربيًا، وتفكيك عناصر الأزمة، وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه خلال القمة العربية.
وأشار إلى ضرورة توافق الأطراف الإقليمية والدولية على مشروع إعمار غزة، خاصة أن المشروع بدأ يحظى بدعم وتأييد دولي، لذلك لابد من توحيد الصف العربى للضغط على الإدارة الأمريكية والتوافق على وقف إطلاق النار واستمرار الحوار مع الطرف الأمريكى لضمان الوصول إلى اتفاق.
وشدد بهاء محمود، الباحث فى مركز الأهرام للبحوث السياسية والاستراتيجية، على ضرورة الاستمرار فى عقد لقاءات عربية عربية، ولقاءات عربية أمريكية للوصول إلى اتفاق، والتأكيد على أن استمرار الحرب سيعود بالضرر على الأمن الإسرائيلى.
مؤكدًا على ضرورة التحرك ككتلة عربية موحدة، خاصة أن الرفض الأمريكى ليس مطلقا ولكن هناك مساحة من التفاوض والتوافق.