آسر ياسين لـ«روزاليوسف»: «قلبى ومفتاحه» عوضنا عن غياب الدراما الرومانسية

حوار_ سهير عبدالحميد
بعذوبة شديدة قدم الفنان آسر ياسين، شخصية «محمد عزت» فى مسلسل «قلبى ومفتاحه»، والذى عُرض فى النصف الأول من الموسم الرمضانى الحالى، وحقق نجاحًا كبيرًا، حيث كون ثنائيا رومانسيًا مع مى عز الدين، وأعاد العمل بريق الأعمال الاجتماعية، التى تشبهنا بعيدًا عن صخب أعمال البلطجة والصوت العالى، إذ فسر النجم آسر ياسين، أسباب نجاح المسلسل، فى بساطته وصدقه وقربه من الناس، فإنه يذكره بكلاسيكيات الدراما المصرية، ويُعيد رونق الدراما الرومانسية التى اختفت مؤخرًا.
وحول تجربته مع بطل «قلبى ومفتاحه» وكواليس تعاونه مع مى عز الدين والمخرج تامر محسن يتحدث آسر ياسين فى هذا الحوار لـ«روزاليوسف»:
■ فى البداية.. حدثنا عن كواليس تعاونك الأول مع المخرج تامر محسن والدخول لعوالم شخصياته التى تتسم بالتفرد؟
- تامر محسن من المخرجين المهمين الموجودين على الساحة، والذى لا يقبل بأى شىء ويهتم بأدق التفاصيل، والحقيقة تجربتى معه من التجارب التى أعتز بها جدًا، والموضوع بدأ عندما تلقيت اتصالاً من «تامر»، وكنت وقتها فى انجلترا، وعرض عليِ فكرة المسلسل، وطلبت منه تقديم «عمل لايت»، لأن تجربة مسلسل “بدون سابق إنذار”، كانت مرهقة، ولم يكن فى ذهننا أننا نقدم مسلسلًا لرمضان، لكن عندما قرأت سيناريو “قلبى ومفتاحه”، خطفنى كما يقول المثل، ووجدته ثريًا جدًا فى كل تفاصيله والشخصية جاذبة وأثارت حماستى للمشاركة فى العمل.
■ كيف كانت تحضيراتك لبطل “قلبى ومفتاحه”.. وما الذى أخذته من آسر ياسين؟
“ محمد عزت” شخصية قريبة منى جدًا، وتشبه والدى وأصحابه وأشخاصًا كثيرين جدًا، فهو يمثل المبادئ التى تربينا عليها، وموجودة بداخلنا جميعًا، شخص متعلم ويعتز بالكلية التى تخرج فيها، ومحترم ولا يعيش الدور، ولا يحاول أن يكون مثاليًا بشكل مبالغ فيه، فستجده سلبيًا فى بعض المواقف، لكن فى المجمل هو شخص صادق وحقيقى، وهذا كان تحديًا بالنسبة لى، لأن البعض يرى أن شخصية بهذه الصفات قد تكون مملة دراميًا، لكن حرصت أن تظل الشخصية حقيقية حتى لا تفقد جاذبيتها، وأعتقد أن هذا سر نجاحها، والشخصية قدمت رسالة مهمة وبسيطة فى نفس الوقت وهى “الطيبة ليست ضعفًا والمبادئ ليست رجعية.
■ وكيف استطعت أن تخرج من فخ اقتراب الشخصية من المثالية والتى تجعلها مملة دراميًا؟
- بالعمل على أدق التفاصيل سواء نظراته وطريقة كلامه وردود أفعاله وملابسه وغيرها من العناصر، التى تُظهر أنه إنسان طبيعى وبسيط لكنه ليس ساذجًا.
■ هل ترى أن قصة الحب التى جمعت ميار وعزت من الممكن أن تحدث على أرض الواقع؟
- كل المعطيات تقول، إن علاقتهما لم تكن منطقية بنسبة 100٪ ، خاصة أن الخلفيات الاجتماعية والتعليمية مختلفة والتناغم بينهما، أو دمجهما فى علاقة حب صعب حدوثه على أرض الواقع، لكن الظرف الذى جمعهما خلق فرصة للحب.
■ نهاية «قلبى ومفتاحه» جاءت نهاية سعيدة.. هل كانت مقصودة؟
- بالفعل قصدنا أن تكون النهاية سعيدة حتى تكون مصدر أمل للجمهور، خاصة أن الحياة حولنا أصبحت مليئة بالضغوط، والناس فى حاجة لأمل وطاقة ايجابية.
■ كونت ثنائيًا ناجحًا مع مى عز الدين فى «قلبى ومفتاحه».. حدثنا عن هذا التعاون والتناغم الذى جمعكما على الشاشة؟
- «مى» من الشخصيات المحترمة لأقصى درجة، ومن أول يوم تصوير حدث بيننا كيمياء فنية وتفاهم وود، فهى تفعل كل شيء من قلبها وهذا يظهر بوضوح فى تقمصها وأدائها، وخلال التصوير مرت بظرف إنسانى مؤلم وهو وفاة والدتها، لكن كانت قوية وحرصنا جميعًا كفريق عمل أن نكون داعمين لها، وأنا سعيد بالتعاون معها وأتمنى تكراره فى أعمال مقبلة .
■ ما أكثر المشاهد التى تعتبرها قريبة لقلبك وأثرت فى الجمهور؟
- الحقيقة، هناك مشاهد كثيرة قريبة جدًا لى وفى نفس الوقت حققت ردود أفعال إيجابية لدى الجمهور، فمثلًا مشهد طلب الزواج كان مكتوبا بحرفية شديدة والمخرج تامر محسن، اختار هذا المشهد كبداية للحلقات لأنه يمثل تحولًا فى العلاقة بين ميار وعزت، أيضًا مشهد أغنية “باب الجمال”، ومشهد التعارف وموعد العشاء ومشهد النهاية وغيرها وكلها مشاهد مليئة بالإحساس.
■ من أهم أسباب نجاح المسلسل هو تعويض قلة الأعمال الرومانسية المعروضة على الشاشة فى السنوات الأخيرة..كيف كان الأمر؟
- اتفق معكِ فى هذا الأمر، فمؤخرًا معظم الأعمال المعروضة يغلب عليها عنصر الغموض والتشويق والأكشن، فى حين آخر نفتقد الرومانسية الهادئة القائمة على العلاقات والمشاعر، والمُشاهد وجد نفسه أمام عمل رومانسى حالم، رغم وجود تحديات داخل القصة نفسها ، فالعلاقة بين البطل والبطلة مبنية على الاحترام والتفاهم والصدق والحب الحقيقى ليس بالضرورة أن يكون مليء بالدراما الصاخبة.
■ كيف ترى مدى تأثير اسم المسلسل «قلبى ومفتاحه» على عودة الشباب للاستماع لأغانى فريد الأطرش؟
- أنا سعيد بأن المسلسل جعل الشباب يسمعون أغانى فريد الأطرش، خاصة أن الجيل الجديد يسمع نوعية أخرى من الأغانى وهذا شيء يحسب للمسلسل.
■ هل توقعت أن يحقق المسلسل هذا التفاعل الكبير مع الجمهور؟
- كنت متفائلًا منذ البداية، بسبب توافر عناصر النجاح من نص وإخراج متميز لتامر محسن وإنتاج محترف لم يبخل بأى شيء ونجوم كبار أمام وخلف الكاميرا، لكن النجاح الذى حققه المسلسل فاق كل توقعاتى وأصبح حديث الناس على السوشيال ميديا، وفى الشارع الذى اعتبره المعيار الحقيقى للنجاح، لأن المواطن شعر أنه قريب منه ولمس قلوب فئات عدة فى المجتمع، وأعاد للشاشة عمق الدراما الاجتماعية بعيدًا عن النمطية وذكرنا بكلاسيكيات الدراما الخالدة فى ذاكرتنا التى جسدت أحلام البسطاء والناس العادية مثل «ليالى الحلمية» و«المال والبنون» وغيرها.
■ هل آسر ياسين من النجوم الذين يخططون لأعمالهم؟
- لا.. فأنا أرى أن أى عمل أقدمه هو توفيق من الله، وفى بعض الأحيان أكون مخططًا أن أتوقف عن تقديم أعمال من نوعية الأكشن مثلًا وتعرض عليِ أعمال لا يمكن رفضها بسبب قوة السيناريو.
■ وكيف تختار أدوارك؟
- دراستى للهندسة أفادتنى كثيرًا، من ناحية التحليل والتخطيط والانضباط والتى بدورها انعكست على طريقة تفكيرى كممثل، فأنا أتعامل مع الشخصية التى أجسدها على أنها معادلة رياضية أو فيزيائية أفككها بجانب أننى أستخدم المخزون الموجود بداخلى لربط الشخصيات بخلفيات منطقية تساعدنى على فهم الشخصية والإضافة لها.