السبت 12 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قاهرة المعز وعاصمة النور

قاهرة المعز وعاصمة النور

هنا فى قلب قاهرة المعز، كتب التاريخ بحروف من نور عن عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، ما بين حى الدرب الأحمر وحى الجمالية، انسجام وتناغم روحى وثقافى عجيب، الجامع الأزهر ومنطقة الغورية والمساجد والأسبلة التاريخية والبيوت الثقافية العتيقة، وعلى الجانب الآخر المشهد الحسينى، وخان الخليلى ومنطقة شارع المعز، قبلة السياح من كل جنسيات العالم، أطلق على الشارع قديمًا عدة أسماء هى الشارع الأعظم وقصبة القاهرة وقصبة القاهرة الكبرى، وأخيرًا أطلق عليه اسم شارع المعز لدين الله الفاطمى سنة 1937 تكريمًا لمنشئ القاهرة، وتمتد تلك التسمية من باب الفتوح إلى باب زويلة، شاملة شوارع باب الفتوح، أمير الجيوش، النحاسين، بين القصرين، الصاغة، الأشرفية، الشوايين، العقادين، المناخلية، والمنجدين، السكرية إلى باب زويلة. وتعود التسمية الحالية إلى الخليفة الفاطمى المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدى عبد الله الفاطمى، الذى يعود أصله إلى جزيرة صقلية بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319هـ وتنسب إليه القاهرة المُعزية، بويع بالخلافة فى المغرب وكان أول خليفة فاطمى يدخل مصر بعد فتحها سنة 358هـ.



 فى المقابل تأتى مدينة النور وعاصمة الموضة والجمال ومدينة الحب، كلها ألقاب تطلق على باريس إحدى أهم العواصم الثقافية والاقتصادية فى العالم التى أثرت بتاريخها العريق وفنونها الفريدة فى العالم بأسره على مدار العصور والتى سحرت العالم بجمالها ورقى حضارتها وثقافتها التى انطلقت إلى ربوع المشرق والعواصم العربية.

من دروب ودهاليز السياسة، وخروجا من الحالة السياسية والتوترات فى المنطقة، اصطحب الرئيس عبدالفتاح السيسى ضيف مصر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى زيارة تاريخية أقل ما توصف للمنطقة التراثية التاريخية فى خان الخليلى.

المشاهد التى نقلتها وسائل الإعلام المصرية والعالمية، كانت رسائل واضحة للجميع بأن مصر بلد الأمن والأمان، تمد يدها بالسلام، وتسعى لوقف كل ما يدور فى المنطقة من مؤامرات، وهدم الدول واشتعال الحروب والصراعات وتشريد الأبرياء. 

مصر أثبتت قديمًا أنها أصل التاريخ ومهد التوحيد وصاحبة أعظم الإمبراطوريات فى الشرق القديم.. واليوم يثبت الأبناء والأحفاد لأجدادهم القدماء أنهم على قدر المسئولية رغم مرور آلاف السنين ما زالت القاهرة قادرة على جذب انتباه العالم فى الشرق والغرب بحضارتها وقدرة شعبها على صنع المستحيل عندما يعتلى عرشها من يجيد فن اكتشاف عبقرية وقدرة وإبداع هذا الشعب العظيم مرة أخرى. 

التاريخ بالأمس يذكر العالم أن هذا الوطن لا يموت ولا يسقط جراء العواصف والشدائد وإنما خلقت مصر لتسود الدنيا إذا ما توفر لها الأرض الخصبة لكى تشق جذورها فى عمق التاريخ وفى قلب الحضارة. 

مصر بحنكتها السياسية وقوة الردع التى ظهرت بها خلال السنوات الثلاث الأخيرة تؤكد للجميع أننا على الطريق الصحيح وأن نظرية الردع فى هذا الزمان تكون فى أغلب الأحيان أساسا راسخا لجلب السلام. 

شكرا لكل من يرحب بضيوف مصر خاصة أهالى منطقة خان الخليلى.. أظهرتم المعدن الأصيل للذهب والفضة التى تتميز به المنطقة وأهلها على مر السنين..

 تحيا مصر.