إحتجاز إثيوبيا 20 مليار متر مكعب مياه خلف السد يهدد سلامته

نهى حجازى
فى خطوة أثارت الكثير من الجدل واللغط، اتُّهمت إثيوبيا بتعمد منع تصريف نحو 20 مليار متر مكعب من المياه خلف سد النهضة قبل موسم الفيضان فى شهر يونيو المقبل، ما يستدعى تصريف هذه الكمية بشكل تدريجى لتجنّب التأثير السلبى على دولتى المصب، مصر والسودان.
وفى هذا السياق، استطلعت صحيفة «روزاليوسف» آراء خبراء المياه والجيولوجيا حول خطورة هذا الإجراء.
تحرك دبلوماسى
حذّر الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من خطورة عدم تصريف كمية المياه المخزنة خلف سد النهضة، مؤكدًا أن الوقت يمر سريعًا، ولم يتبقَّ سوى أقل من شهرين على بدء موسم الأمطار.
وأوضح أن إثيوبيا ستُضطر لتفريغ نحو 20 مليار متر مكعب قبل ذلك الحين، مشددًا على ضرورة أن يتم ذلك بشكل تدريجى حتى لا يتسبب فى أضرار للسودان، التى تستعد، كما مصر، لاستقبال هذه المياه.
كما دعا شراقى إلى تحرك دبلوماسى وفنى عاجل من دولتى المصب لمواجهة هذا الوضع غير المستقر، لا سيما فى ظل استمرار إثيوبيا فى تشغيل السد بشكل أحادي، دون اتفاق ملزم يحفظ حقوق ومصالح دول حوض النيل.
عواقب وخيمة
من جانبه، أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية، أن السعة التخزينية القصوى لبحيرة السد العالى تبلغ حوالى 164 مليار متر مكعب، وأن مصر تسحب منها أكثر من 55.5 مليار متر مكعب سنويًا، مما يخلق فراغًا يمكن أن يستوعب أى كميات إضافية قد تُفرج من سد النهضة. وأشار نور الدين، فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، إلى أن موسم الفيضان يبدأ فى يونيو من كل عام، ويُجرى خلاله تفريغ جزء من مياه بحيرة ناصر تحضيرًا لاستقبال الفيضان، وهو ما يعزز قدرة مصر على امتصاص أى تصريف إضافى. كما أوضح أن إثيوبيا تحتجز حاليًا نحو 20 مليار متر مكعب من المياه خلف السد، إلا أن هناك فاقدًا كبيرًا بسبب التبخر يُقدّر بأكثر من 5 مليارات متر مكعب، إلى جانب تسرب عميق عبر شقوق قاع البحيرة بنحو 10 مليارات متر مكعب.