
رشاد كامل
مساندة ودعم العقاد بالقصائد ومقالات القراء!
وهكذا وجدت «روزاليوسف» السيدة والمجلة والجريدة الوليدة نفسها فى عداوة وخصام وحرب مع الجميع حكومة «نسيم باشا» وحزب الوفد وعلى رأسه زعيمه النحاس باشا ومكرم عبيد سكرتير الوفد وكذلك الإنجليزى بطبيعة الحال.
كل هؤلاء وقفوا ضد روزاليوسف لكنها لم تستسلم ولم تهتز ووقف إلى جوارها« الرأى العام» يشد من أزرها ويساندها بكل قوة.
وفى كتاب لمحات من حياة العقاد الذى كتبه الأستاذ عامر العقاد ابن شقيق العقاد يرصد مظاهر الدعم بقوله: لقد أحدثت حملات العقاد انشقاقًا فى جبهة الوفد فسارع آلاف الشبان الوفديين إلى تقديم استقالاتهم من الحزب واستنكروا مواقف النحاس التى كشفت حملات العقاد تلك اللثام عنها، فانهالت برقيات التأييد على صحيفة روزاليوسف تؤيد موقف الكاتب الكبير من قضية الحرية والاستقلال.
وأخذت الصحيفة تنشر صفحة كاملة كل يوم تضم برقيات التأييد ورسائل تحت عنوان صفحة الرأى العام تؤيد العقاد الكاتب الجبار الحر فى حملاته على الفلول المكرمية، وحفلت الصفحة بقصائد الشعراء الشبان - وقتها - من أمثال «مأمون الشناوى» و«أحمد مخيمر» و«محمد خليفة التونسى» و«عبدالرحمن الشرقاوى» والعوضى والوكيل وغيرهم!
ونشر كامل الشناوى -رحمه الله -آنذاك على الصفحة الثانية من صحيفة روزاليوسف قصيدة يؤيد بها موقف «العقاد» جاء فيها:
هو الكاتب العقاد رقت صحائفه
وغرد فى أفق السياسة هاتفه
إذا ظن أمراً حقق الدهر ظنه
كأن له فى الغيب عينا تكاشفه.
وتصدر الكاتب الكبير الأستاذ صبرى أبوالمجد فى كتابه الموسوعى سنوات ما قبل الثورة عن صفحات ينشر فيها بعض نصوص القصائد المؤيدة للعقاد قائلا: كانت جريدة روزاليوسف اليومية تفرد كل يوم صفحة كاملة تحت عنوان «صوت الرأى العام» تنشر فيها تأييد الجماهير الوفدية وغير الوفدية للأستاذ عباس محمود العقاد، وكان من بين الذين يؤيدون العقاد لجان وفدية بكاملها وكان من بين المؤيدين شعراء كثيرون أذكر من بينهم الشاعر «أحمد مخيمر» الذى نشر قصيدة قال فيها:
وكم من أمة ضحكت علينا
وتساءلنا وما ندرى الجوابا
أهاب الشعب لكن ليس فيه
زعيم يرشد الشعب الصوابا
لقد خانوه حتى ضللوه
ولم يصفو له لما أهابا
وكم أمنية قد خدرى
بها لكنها كانت سرابا
فيا «عباس» أفعمه حماسًا
كوقد النار يلتهب التهابًا
ألستُ أجلهم نفسًا وعلمًا
وأفصحهم إذا نطقوا خطابًا
ومن بين الكلمات التى بعث بها مأمون الشناوى قصيدة إلى العقاد العظيم جاء فيها:
سر فى طريق الحق واكشف لنا
عن نية الأوغاد المجرمين
وحطم الأصنام فى أمة
بمذهب الأصنام ليست تدين
..وتستمر المعركة وللذكريات بقية!