الصحة خطة طبية لتأمين ضيوف الرحمن فى الأراضى المقدسة

محمود جودة
بين الزحام والروحانيات، وفى قلب المشاعر المقدسة، تتقدم “البعثة الطبية المصرية” بخطى ثابتة، لتكون الحارس الصامت على صحة وأمان نحو 79 ألف حاج مصرى، جاءوا لأداء الركن الخامس، فى موسم الحج لعام 1446هـ/2025، اختارت وزارة الصحة المصرية أن ترفع سقف الجاهزية، وتفعل منظومة “ذكية” تتكامل فيها الوقاية مع الرعاية، والتدخل السريع مع التواصل المستمر، لتتحول رحلة الحج إلى تجربة آمنة، تبدأ من لحظة السفر وحتى العودة، نرصد جهود البعثة الطبية، وأرقاما تترجم التخطيط إلى واقع يخدم الحجاج المصريين على مدار الساعة.
بنية طبية على الأرض المقدسة
مع بداية توافد الحجاج المصريين إلى الأراضى السعودية لأداء مناسك الحج للموسم الحالى، أعلنت وزارة الصحة والسكان جاهزية بعثة طبية متكاملة، تضم 29 عيادة تعمل على مدار الساعة، منها 26 فى مكة المكرمة، و3 عيادات فى المدينة المنورة.
وتزودت هذه العيادات بكوادر طبية تجاوز عددهم 200 شخص، ما بين أطباء وتمريض وصيادلة ومسعفين، وتعمل على تقديم خدمات الكشف وصرف العلاج مجانًا، مع إحالة الحالات الحرجة إلى المستشفيات السعودية، بالتنسيق مع السلطات الصحية فى المملكة.
تدخلات عاجلة وتحرك ميدانى
واستقبلت العيادات نحو 4000 زيارة حتى قبل أواخر مايو، فى مكة والمدينة، كما تم تحويل عشرات الحالات إلى المستشفيات السعودية، أجريت منها عمليات جراحية دقيقة، ولا تزال بعضها تحت الرعاية الطبية، أو العناية المركزة، ومن بينها حالات هبوط حاد استدعت إجراء قساطر قلبية عاجلة، وأخرى علاج انسداد مرارى حاد، وغيرها.
ولأول مرة، تعاقدت البعثة الطبية مع أحد المستشفيات الكبرى بمكة المكرمة، لتسريع إجراءات الإحالة والعلاج، ما يسهم فى توفير بيئة علاجية أكثر مرونة للحجاج المصريين، كما تم توزيع خرائط مفصلة لمواقع العيادات ضمن “بوكليت الحاج”، إلى جانب أرقام الطوارئ المخصصة وهى “0567099821” فى مكة المكرمة، بينما “0569601161” فى المدينة المنورة، ويأتى التنسيق مع وزارة الصحة السعودية والقطاع الخاص، يعكس تقديرا متبادلا يهدف لحماية صحة الحاج المصرى.
أدوية وحقائب متنقلة
وفى خطوة استباقية، جهزت وزارة الصحة كميات كافية من الأدوية الأساسية، تشمل علاجات الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكرى، ومضادات حيوية، وأدوية الطوارئ، ما قلل من الحاجة إلى الاعتماد على السوق المحلية السعودية.