الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرائيل تجند المجانين

الاضطرابات العقلية تفتك بجنود الاحتلال

قبل نحو شهر، احتفل جندى الاحتياط بجيش الاحتلال، دانيال إدري، بعيد ميلاده الرابع والعشرين، لكنه لم يكن يومًا سعيدًا، إذ كان يعانى من ضائقة نفسية عميقة، ويحاول التأقلم مع الألم والمشاهد والروائح التى أحرقته جراء الحرب على قطاع غزة.



ولم يستطع «إدرى» تحمل الفظائع التى رآها من صنيعة جيشه وبلاده فى مدنيين عزل وأبرياء، وخارت قواه وقرر إنهاء حياته، أملًا فى أن تنتهى معاناته من هول ما رآه بعينيه ليضرم النار فى نفسه.

تلقى تلك الحادثة من جديد الضوء على الآثار النفسية على جنود جيش الاحتلال، وأيضا على التزام الجيش تجاه جنوده وعدم منحهم الاعتبار الكاف، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد ارتفع عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب على غزة إلى 43 بسبب أعراض نفسية ناتجة عن القتال.. وفى شهر مايو الماضي، كشف تحقيق لصحيفى «هآرتس»، أن الجيش يخشى من إجراء فحوصات نفسية للجنود، تجنبا لـ«فتح باب المشاكل» ما سيجعله يسرح الآلاف من الجنود ويظل بدون قوى بشرية.

وفى ظل هذا الإجراء، أكدت الصحيفة، أنه أعيد تجنيد المئات من الجنود المصابين بأمراض نفسية، وبعضهم يعانى من إعاقة ذهنية تامة، إذ وصل الأمر إلى تهديد الجنود بالحبس حالة المطالبة بتلقى استشارات نفسية، إذ نشرت «هآرتس» فى تقرير لها فى يناير 2025 شهادات جنود بالجيش أكدوا أن قادتهم منعوهم من الحصول على الرعاية النفسية والعقلية خلال الحرب، ومن بين التهديدات التى كان يتلقاها الجنود جملة «سأزجّك فى السجن».

جيش الاحتلال، زعم أنه يعتبر فقط الضحايا هم من سقطوا خلال الخدمة العسكرية (سواء فى الخدمة النظامية أو الاحتياطية)، وتنصل الجيش الإسرائيلى فى بيانه قائلا: «لم يكن دانيال إدرى فى الخدمة النظامية أو الاحتياطية، وبالتالي، لا يمكن اعتباره من ضحايا الجيش، ولا يحق دفنه عسكريًا».

صحيفة يديعوت آحرونوت، كشفت أنه فى فبراير 2025، اعترفت إدارة إعادة التأهيل التابعة لوزارة الجيش بأن دانيال يعانى من إعاقة ذهنية، ومع ذلك لم يتم إخضاعه للعلاج المناسب فى المؤسسات الصحية تحت إشراف الجيش أو الدولة.

ما أدى إلى ارتفاع اعداد الجنود المضطربون نفسيًا إلى 7300 جندى حسبما ذكر موقع «كلكاليست».