«نتنياهو».. كل حلفائه «باعوه»

إسلام عبدالكريم
وسط محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الخروج من مستنقع الحرب فى غزة، يواجه من جديد عاصفة أشد، يمكن أن تكتب نهاية حكومته، وربما نهاية لعهده بالعمل السياسي، إذ جاءت الضربة القوية من أقرب الحلفاء السياسيين لرئيس الحكومة، الأحزاب الدينية (الحريديم)، والتى ترفض خدمة أتباعها فى الجيش، حيث كانت من بين اشتراطات انضمامها للائتلاف عدم تجنيد «الحريديم».
ويرفض «الحريديم» الخدمة فى صفوف الجيش، إذ يرون أن أقدس شيء لليهودى هو دراسة التعاليم الدينية، ولا يجوز الانشغال بشىء عنها، حتى وإن كان الخدمة فى صفوف جيشهم.
وخلال هذا الشهر، انسحبت 3 أحزاب «حريدية» من الحكومة، وهى «أجودات يسرائيل» و«ديجل هتوراة»، إضافة إلى حزب «شاس»، لتتحول حكومة نتنياهو من أغلبية إلى «حكومية أقلية».
ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فإن «شاس» سيبقى فى الوقت الراهن جزءًا من الائتلاف الحكومي، ولن يدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.
ورغم هذا، فإن التقديرات تشير إلى أن الائتلاف لن ينهار، ولن تذهب إسرائيل إلى انتخابات مبكرة، إذ سيدخل «الكنيست» عطلته الصيفية فى نهاية يوليو الجارى، مما يمنح رئيس الوزراء 3 أشهر أخرى للبحث عن حلول للنجاة من خسارته للأغلبية، لكن الأزمة لا تكمن فقط مع الأحزاب اليمينية الدينية، ولكن الاستيطانية أيضًا، إذ يرفض اليمين الاستيطانى، بزعامة وزير المالية «بتسلئيل سموتريتس» وحزبه «الصهيونية الدينية»، ووزير الأمن القومى إيتمار بن جفير وحزبه «القوة اليهودية» التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وهدد «بن جفير» بأنه لن يستمر فى الحكومة حال التوصل لاتفاق مع حركة حماس وإدخال المساعدات إلى القطاع ووصولًا إلى إنهاء الحرب.
ورغم أن «سموتريتش» لم يعلن عن موقفه من الاستمرار فى الحكومة من عدمه حالة التوصل لاتفاق، إلى أن «بن جفير» دعاه للاستقاله من الحكومة رفضًا لإنهاء الحرب على غزة.
وخلال الأيام الأخيرة، حاول «نتنياهو» التوصل لتفاهمات حفاظًا على الائتلاف ومنع انهياره، فرغم ما حظى به من دعم عقب الحرب مع إيران وثقته فى أنه سيتخطى الأزمات السياسية الداخلية– حتى الانتخابات المبكرة- إلا أن هذا الأمر بدأ بالتراجع عقب تزايد الضغوط من جانب «الحريديم»، و«اليمين الاستيطانى»، وأيضًا المعارضة.
ووجهت المعارضة الإسرائيلية، بزعامة يائير لابيد، انتقادات كبيرة لنتنياهو فيما يتعلق بعدم تجنيد الحريديم، فى وقت يعانى الجيش نقصًا حادًا فى القوى البشرية، ما أدى إلى زيادة العبء على قوات الاحتياط وتمديد استدعائهم لفترات إضافية.
وقال «لابيد»: إن إسرائيل تدار حاليًا من قبل حكومة أقلية غير شرعية لا تملك صلاحية اتخاذ قرارات مصيرية.
نقطة إضافية لا يمكن إغفالهما، ورغم أنها غير مرتبطة بالائتلاف الحكومى، إلا أنها مرتبطة بمصير رئيسه، وهى محاكمة نتنياهو، والتى شهدت تصعيدًا خلال الفترة الماضية، وسط تقارير عن تهربه من جلسات المحاكمة والتى كان آخرها البيان الصادر من مكتبه بإصابة رئيس الحكومة بالتهاب معوى وتوصية طبية بالراحة، وهو ما مكّنه من تأجيل المحاكمة، إلا أن تقارير صحفية أشارت إلى أن «نتنياهو» ادّعى المرض لتأجيل المحاكمة وصولًا للإجازة الصيفية للمحاكم، كما أنه سارع للسفر للولايات المتحدة قبل أسابيع أيضًا لتضييع الوقت قبل إجازة المحكمة.