الثالثة على الجمهورية
«مى»: كلما تعثرت نهضت بدعاء أمى وسند أبى وابتسامة أختى

البحر الأحمر ـ خالد الجهينى
«تعبك ما رحش هدر».. جملة بسيطة تحتاج الكثير من الجد والاجتهاد والإصرار على التفوق والنجاح، وضعتها «مى حسن محمد حسن»، هدفًا لها لتتردد على مسامعها يوم نتيجة الثانوية العامة، فهى طالبة بمدرسة حامد جوهر الرسمية المتميزة لغات، استطاعت الحصول على المركز الثالث على مستوى الجمهورية فى الشعبة العلمية «علوم»، فهى لم تكن تبحث عن صخب ولا منصات، بل كانت فقط تبحث عن لحظة رضا.
ذلك التفوق، حسبما أكدته «مى» أنه كان نتاج وقد قيلت، وبأعلى صوت. فحين صدرت نتيجة الثانوية العامة، واعتلى اسمها قوائم الشرف، لم تصدق أذنيها.. كانت الثالثة على الجمهورية فى الشعبة العلمية علوم، والمركز الثالث لم يكن رقماً فحسب، بل تتويجًا لرحلة من الليل الطويل، والدعاء الخافت، والدموع التى ما كانت تذرف إلا فى صمت.. «دعيت بس.. وربنا سمعنى».. هكذا وصفت مى لحظة النصر، كانت تذاكر كثيرًا، لكنها كانت تدعو الله أكثر، فلم تكن تضع ساعة على مكتبها لتعد الوقت، بل كانت تضع قلبها كله على الطريق، لتسير خلف هدفها بخطى ثابتة، لا تتعثر، وإن تعثرت كانت تنهض بدعاء أم، وابتسامة أخت، وسند أب لا ينام قبل أن يطمئن على ابنته.