يوليو ثورة عقود من الإبداع

مروة مظلوم
انتفاضة الحرية فى عروق الشعوب دائما ماتكون مصدر إلهام لأدبائها فيكتب التاريخ بدماء الراحلين ونبض الأحياء وصيغة إبداعية تحيا لعقود وقرون فى نفوس كل من قرأ ولم يكتب وسمع ولم يشهد وروى ونقل عن روايات أجداده بحماس وحب عن ثورة الـ23 من يوليو كيف بدأت بحركة ضباط طموحين فى تحرير الأرض وتغيير شكل الحكم والحياة فى بلدهم لمجموعة من حركات التحرير فى إفريقيا ومع انطلاقة رصاصة البداية التحمت الجماهير بصفوف الجيش تؤيده وتؤازره وخرجت إلى الميادين لتعلن الـ23 من يوليو ثورة شعب وليس مجرد حركة جيش ..
وانغمست الأقلام فى أحبارها لتكتب سطرًا جديدًا فى التاريخ وصفحات من الإبداع مسرحيات وروايات وأشعار بعضها قدم الثورة بأحداثها فى شكل درامى وفنى وبعضها تناول سرداً حقيقيا للأحداث على لسان أبطال القصة الأصليين فى مذكرات الضباط الأحرار ..وفيما يلى عرض لأهم الروايات والكتب التى تعرضت لثورة يوليو..
رواية أنا حرة
كما اعتدنا من كتابات الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس قدوم كلماته على لسان حال المرأة، تتجلى المرأة وتمردها فى روايته الصادرة عام 1954 التى تتناول المرأة ورغبتها فى التحرر من خلال شخصية أمينة، الفتاة البسيطة التى تنتمى إلى الطبقة المتوسطة وتعيش فى حى العباسية وتحاول نيل حريتها بسبل مختلفة.
تقدم الرواية رؤية خاصة عن الثورة من خلال المرأة، فالثورة التى تفجرت بعد صعوبات وتمخضت عن جراح المصريين لاسيما بعد حرب 1948 والهزيمة بتلك الحرب للعرب أمام العدو الإسرائيلى، تلاءمت مع حالة التمرد التى تسعى لها أمينة، فهى الفتاة المراهقة التى ترتاد المدرسة الثانوية ومنها للجامعة فى تمرد ملحوظ بتلك الحقبة الزمنية، حيث تدور أحداث الرواية فى أربعينيات القرن المنصرم.
الباب المفتوح
تعتبر رواية الباب المفتوح هى خير معالج لمفاهيم ثورة 23 يوليو 1952 من الناحية المجتمعية ولاسيما بالنسبة للمرأة التى واجهت الصعوبات لإثبات ذاتها قبل الثورة، بحسب ما تقوله الرواية، فليلى الفتاة المطيعة تتمرد على التقاليد ويمكنها عقلها من تدبر أمورها بقلب مغلق لا يتسع للحب، حتى تحمل شهادة البكالوريا ومن بعدها تلتحق بكلية الآداب، كل هذا فى فترة ما بين 1951 وحتى 1956، لتشارك بمحض إرادتها ضمن صفوف الفدائيات أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وتجد الحب أيضا حينما تجد نفسها، لتكشف لطفية الزيات أن مفتاح حرية المرأة فى يدها.
سكة السلامة وكوبرى الناموس
كانت هناك مسرحيات تناولت الآثار الاجتماعية للثورة والتحولات والتغيرات الاجتماعية ونقد المجتمع وأفراده وسلوكياته أو منها ما توجه إلى نقد المتغيرات السياسية. منها على سبيل المثال: لسعد الدين وهبة مسرحية «سكة السلامة» ومسرحية «بير السلم» ومسرحية «كوبرى الناموس». فمثلًا فى مسرحية «سكة السلامة» التى أخرجها سعد أردش عام 1964، وقام ببطولتها: سميحة أيوب، توفيق الدقن، شفيق نور الدين، عبدالمنعم إبراهيم، فؤاد شفيق، وأحمد الجزيرى، قام الكاتب سعد الدين وهبة فيها بتوجيه النقد لمجتمع ما بعد الثورة برغبة الإخلاص فى الحفاظ على مكاسبه من الانتهازيين.