الإصدار الثانى عاد ليحكى الحكاية

عمرو عطوة
هناك أسماء تكتبها الصحف على صفحاتها، وهناك صحف تكتب أسماءها فى ذاكرة التاريخ؛ روز اليوسف واحدة من هذه القامات التى صنعت لنفسها مكانًا فى قلب الصحافة المصرية منذ مائة عام. خاضت خلالها صولات وجولات من أجل الحرية والديمقراطية وتقبل الرأى الآخر.
الإصدار الثانى لم يكن مجرد عودة بعد توقف، بل كان ولادة جديدة تنبض بروح الماضى وتطل على المستقبل، واضعة نصب أعينها رسم ملامح صحافة من نوع آخر تخاطب القارئ بشكل يومى وتنقل ما يحدث فى الدوائر السياسية والحياة الاجتماعية أولًا بأول.
البداية كانت عندما اتصل بى صديقى المتميز، الصحفى القدير الراحل عبدالله كمال، حاملًا فكرة إعادة إصدار الجريدة بعد غياب سنوات انضممت فورًا إلى الرحلة كمدير فنى، نعيد معًا رسم ملامحها لتواكب زمنها وتكسر حاجز الالتزام التقليدى بالصحافة القومية.
وبعد شهرين من الانطلاق، جلسنا فى هيلتون النيل نضع خطة جديدة، تبويب مبتكر، وماكيت جرىء يغيّر شكل المشهد وعند الظهور الأول لما خططنا له، جاء الإعجاب من كل الجهات: الجمهور، المتلقون، زملاء المهنة، وحتى الأكاديميون الكبار مثل الدكتورة الجليلة ليلى عبد المجيد والدكتور محمود علم الدين الذين أشادوا بالتجربة وحللوها بإعجاب.
ثم سلمنا المشعل لزملاء أجلاء أكملوا المسيرة وأضافوا من جهدهم وأفكارهم ما جعل الجريدة أكثر ثراءً حتى اليوم: الأستاذ الصديق إبراهيم خليل، والأستاذ جمال طايع والأستاذ عصام عبد الجواد والأستاذ أحمد باشا، وأخيرًا الأستاذ المحترم أيمن عبد المجيد.
وهكذا عادت روز اليوسف لتثبت أن الحبر لا يجف، وأن الكلمة الصادقة لا تموت.
المدير الفنى الأسبق لروزاليوسف