السبت 16 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف».. مدرسة التنوير تتحدى الفساد وتتبنى قضايا الوطن

وهى تحمل إرثًا يعكس الشجاعة والنزاهة والدفاع عن حقوق الناس فى المعرفة والحلم بغد أفضل، تحتفل جريدة «روزاليوسف»، بمرور عشرين عامًا من عمر إصدارها الثاني.



عشرون عاما من الحملات والخبطات الصحفية، من حملة «حماية نيل مصر»، التى دافعت عن شريان الحياة، إلى صفحات متنوعة تشمل الرأى والرأى الآخرـ  والتحقيقات والتقارير والأخبار التى كشفت الفساد وواجهت التطرف، لتكون رافداً من روافد التنوير والبحث عن الحقيقة.

سطّرت الجريدة تاريخًا وطنيًا يستحق الفخر.. خلف هذا الإرث وقف جيل من الشباب الصحفى الواعد، جنود آمنوا بحرية القلم بقلوب مليئة بالحماس، تحدوا الصعاب ليقدموا صحافة أصيلة، بجهودهم، يبقى إرث «روزاليوسف» منارة تهدى إلى الحقيقة، إنهم حقًا يستحقون وسام الشرف عن جدارة.

صفحات الرأى: بوصلة الفكر

 

صفحات الرأى فى «روزاليوسف» كانت منارة فكرية، تجذب النخب وتخاطب المواطن، كتب فيها عمالقة الصحافة، يقدمون روشتة للسلطة السياسية بجرأة ووضوح، كانت بمثابة مرآة تعكس هموم الشارع وتوجهات القيادة، محققة توازنًا بين العمق الفكرى والتأثير الشعبى.

أحزاب وبرلمان: أسرار السياسة

 

صفحات الأحزاب والبرلمان، كانت كنزًا من الأسرار السياسية، تكشف خبايا التشابكات والصراعات داخل أروقة السلطة، بأسلوب تحليلى دقيق، قدمت «روزاليوسف» تفاصيل دقيقة وكواليس حصرية، جعلتها مرجعًا لا غنى عنه لفهم السياسة المصرية بعمق وشفافية.

 

اشتغالة:  صوت الشارع

 

صفحة «اشتغالة»، اقتحمت عالم الشباب والمراهقين بلغة حية وكاريكاتير مميز، نقلت نبض المقاهى وسائقى التوك توك، مقدمة صحافة المواطن بطعم السوشيال ميديا مبكرًا، كانت جسرًا لجيل لم يعرف الصحف، محققة اختراقًا إبداعيًا فى عالم الصحافة.

 

عمود 6×6:  اشتباكات يكتبها جدول الضرب

 

كان عمود 6×6 للراحل الأستاذ عبدالله كمال ساحة معارك يومية، ينازل فيها وزراء وساسة بجرأة نادرة، كشف خفايا وصراعات الحكومة، متحديًا تابوهات السياسة، بقلمه الحاد، سطرت «روزاليوسف» تاريخًا صحفيًا لا ينسى، محط إعجاب النخبة والقارئ العادى.

 

صحافة وصحفيون: هموم المهنة

 

خصصت «روزاليوسف» صفحة للصحافة، تناقش هموم المهنة وتحدياتها، بقلم صحفيين مخضرمين، كشفت عن كواليس العمل الصحفى، مدافعة عن حرية القلم، كانت صوتًا للصحفيين، تعزز دوره كحراس للحقيقة فى مواجهة الضغوط.

صفحات الفن: خبايا بلا فبركة

 

صفحات الفن فى «روزاليوسف»، كشفت أسرار الوسط الفنى بصدق ومهنية، بعيدًا عن التضخيم، تناولت قصصًا مثل رفض عمرو دياب لشروط عماد أديب، بأسلوبها الأنيق، مزجت بين الإثارة والتحليل، لتكون مرآة حقيقية لعالم الفن.

 

ضد التطرف: نبراس الحقيقة

 

صفحة «ضد التطرف»، كانت سيفًا صحفيًا يواجه فكر الإسلام السياسى، تنبأت بكارثة حكم الإخوان فى تقرير شهير بعنوان «ماذا لو حكم الإخوان» بتحليلاتها الثاقبة، كشفت مخططات المتأسلمين، لتظل منارة للتنوير ودرعًا ضد التطرف.

 

قساوسة ورهبان: نافذة المجتمع الكنسى

 

خصصت «روزاليوسف»، صفحة للمجتمع الكنسى، تسلط الضوء على عالم القساوسة والرهبان، بتغطية حساسة ومهنية، نقلت تفاصيل الحياة الروحية والاجتماعية، مقدمة صورة إنسانية شاملة، كانت جسرًا للتواصل، يعزز التفاهم بين أطياف المجتمع المصرى.

 

حملة «حماية نيل مصر من التعديات»

ملحمة «روزاليوسف» فى الدفاع عن شريان الحياة 

 

 

تحتفل روزاليوسف اليوم بمرور عشرين عاما على تأسيسها، حاملة فى جعبتها إرثا صحفيا يعكس الشرف والنزاهة، وحيث كانت وستظل صفحاتها المضيئة نبراسا للقارئ ومرآة حقيقية للمجتمع بكل تفاصيله. 

وستظل حملة  «حماية نيل مصر» من أهم حملات جريدة روزاليوسف، هذه الحملة التى شكلت علامة فارقة فى تاريخ الصحافة المصرية، وحيث لم تكن مجرد سلسلة تحقيقات وتقارير، بل معركة وطنية خاضتها الجريدة بشجاعة للدفاع عن نهر النيل، شريان الحياة وحاضن الحضارة المصرية.

بدأت الحملة كرد فعل على تعديات صارخة استهدفت حرم النيل. كانت الأراضى المحيطة بالنهر، التى تتدنى فيها مناسيب المياه خلال السدة الشتوية، عرضة للاستيلاء غير القانوني. أصحاب النفوذ، من رجال أعمال وسياسيين، استغلوا انحسار المياه لردم الأراضى وتحويلها إلى قصور وفيلل فاخرة، محققين أرباحًا طائلة على حساب جمال النيل ومجرى مياهه، هذه التعديات لم تكن مجرد انتهاك للقوانين، بل اعتداء على حقوق المصريين فى الاستمتاع بمنظر النيل الخلاب، وتهديد مباشر لتدفق مياهه، مما يمس الأمن المائى للبلاد.

«روزاليوسف» وقفت كجدار صلب أمام هذه التجاوزات، رافعة شعار «لا استثناءات». لم تفرق الجريدة بين صغار المعتدين وكبارهم، حتى لو كانوا وزراء أو شخصيات ذات نفوذ. على مدى سنوات، امتلأت صفحاتها بالمستندات والصور التى كشفت زيف التصاريح المزورة والتعديات الممنهجة، كل يوم كان يحمل «خبطة» جديدة، تكشف عن اسم أو مشروع يهدد النيل. هذا الجهد المستمر أثار ردود فعل واسعة، ودفع القيادة السياسية لاتخاذ قرارات حاسمة. ففى عام 2007، زار وزير الرى مقر الجريدة بشارع قصر العينى ليثنى على جهودها، مؤكدًا أن حملتها ساعدت وزارته فى مواجهة المعتدين، وأعلن تشكيل لجنة سباعية لحصر التعديات، وتعديل قانون الرى لتشديد العقوبات، ونقل المنشآت السياحية من وسط القاهرة إلى جنوب الجيزة.

لم تقتصر معركة «روزاليوسف» على الداخل، بل امتدت لتشمل قضايا حوض النيل. كانت الجريدة سباقة فى كشف مخاطر اتفاقية عنتيبي، التى سمحت بإقامة سدود دون إخطار الدول المتشاركة فى النهر.

اليوم، وبعد عشرين عامًا، تحتفل «روزاليوسف» بإرثها كمرآة للمجتمع وجدارية منقوشة بتاريخ مصر الحديث. حملة «حماية نيل مصر»، شهادة على التزام الجريدة بكشف الحقيقة، مهما كانت العوائق، مثلما كانت حملات أخرى شاهدة على إرثها الوطنى الحافل بالإنجازات مثل حملاتها ضد ختان الإناث، وزواج القاصرات، اطفال الشوارع، أزمة رغيف الخبز، تسييس وعسكرة المساجد، السوق السوداء للسفارات ، وغيرها من الحملات  التى ستظل شاهدة على صمود الصحافة الوطنية النزيهة.

 

التحقيقات: حرب على الفساد

 

صفحات التحقيقات فى «روزاليوسف»، كانت شعلة مضيئة ضد الفساد، بأسلوب كتابة سلس وحاد، كشفت صفقات مشبوهة وكواليس مخفية، تحقيقاتها الجريئة جعلتها صوت الشعب فى مواجهة الفاسدين، محققة إنجازات صحفية غيرت مسار قضايا كبرى.

 

تبات ونبات: نبض العواطف

 

صفحة «تبات ونبات»، مزجت الكاريكاتير الساخر بمدرسة «روزاليوسف» مع كتابات إنسانية عن المشاكل العاطفية والزوجية، بأسلوب خفيف الظل، عالجت هموم القلوب، وجذبت القراء بعمقها وروحها الإبداعية، لتصبح ملاذًا لمن يبحث عن التأمل والضحك.