«البحر الأحمر» ..«أحمد».. إبداع فى تحدى القراءة

رغم الظلام الذى خيّم على أعينهم، إلا أن نور البصيرة أشعل فى قلوبهم دروبًا من الإبداع والإصرار، فقد كثيرون نعمة البصر، لكنهم لم يفقدوا الرؤية، تلك التى تنبع من الداخل، وتُحوّل التحدى إلى طاقة، والقيود إلى حوافز، فهناك نماذج إنسانية ملهمة لأشخاص فقدوا نعمة البصر، لكنهم أضاءوا عوالم من التميز فى مجالات شتى، منهم من أبهر فى الموسيقى، ومن سطع فى التعليم، ومن اقتحم عالم التكنولوجيا أو الأدب بإبداع قلّ نظيره ، ومنهم من حفظ القرآن الكريم، وآخر تعلم فن الخطابة والدعاية، والحرف اليدوية، إنهم يؤكدون أنه لامستحيل والإبداع دائما ممكن.

من قلب مدينة الغردقة، ومن بين جدران مدرسة النور للمكفوفين، خرج طالب استثنائى يُعيد تعريف الإرادة والطموح، ليؤكد أن البصيرة أقوى من البصر، وأن الموهبة لا تُعاق، إنه أحمد علاء محفوظ، الطالب المبدع من ذوى الهمم، الذى استطاع أن يصنع من التحدى طريقًا للنجاح، ومن فقدان البصر نافذة لرؤية أوسع وأعمق.

«أحمد» لا يكتفى بالتفوق الدراسى، بل يملك موهبة لافتة فى إلقاء الشعر، وثقافة تفوق أقرانه، وطموحًا لا تحدّه الحواجز، فاز العام الماضى بالمركز الثالث على مستوى الجمهورية فى المشروع الوطنى للقرّاء، وسط إشادات واسعة وتكريم من محافظ البحر الأحمر ورئيس المدينة ووكيل وزارة التربية والتعليم.

ولم يكن هذا الفوز سوى حلقة فى سلسلة من النجاحات؛ إذ سبق له قبل عام ونصف العام أن حصد المركز الثالث على مستوى الجمهورية فى مسابقة تحدى القراءة، متفوقًا على طلاب المدارس الحكومية والخاصة، ليبرهن على أن الموهبة لا تعترف بنوع المدرسة بل بحجم الجهد والإبداع، بل صعد مؤخرًا ليمثل المحافظة فى تحدى القراءة العرب، وحصد المركز الثالث على مستوى المحافظة وسط منافسة قوية.