السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أكل الزوجة.. وسمنة الأب.. أبرز الأسباب

تفاصيل أغرب قضايا الطلاق بمحاكم الأسرة

الزواج، فى الأصل، هو رباط مقدس يجمع بين الزوجين، لكن فى زمن تتبدل فيه القيم، وتتصاعد أوهام البحث عن المثالية المحفورة فى الأذهان، يتحول هذا الرباط أحيانًا إلى جحيم يدفع أصحابه إلى هدم الأسرة وفسخ العهد المقدس.



فى الماضي، كان قرار الطلاق شديد الصعوبة، لا يُقدم عليه الزوجان إلا بعد أن تستحيل العِشرة. لكن فى زمننا هذا، صدقت المقولة الشعبية «اللى يعيش ياما يشوف»، ومحكمة الأسرة باتت شاهدة يومية على قصص أغرب من الخيال.

إيمان تشتكى من وزن زوجها

فى إحدى الجلسات، تقف «إيمان. م» بثباتٍ مخلوط بالحزن، تطلب الطلاق للضرر من زوجها، مؤكدة أنها عازمة على الانفصال حتى لو اضطرت للخلع فى حال رفضت المحكمة حكمها.

بدأت روايتها بصوت مثقل بالخذلان، قائلة: «حياتى الزوجية وصلت لمفترق طرق بسبب الزيادة الكبيرة فى وزن زوجى».

وتشرح التفاصيل: «بمجرد سفره خارج مصر للعمل، صار يعتمد على الوجبات الجاهزة والسريعة، شيئًا فشيئًا، تضخّم وزنه حتى أعاقه عن ممارسة حياته الطبيعية. لم يعد ينام كبقية الناس، بل يضطر إلى الجلوس شبه مستقيم، متكئًا على عدة وسادات كى يتمكن من التنفس».. حاولت الزوجة بشتى الطرق أن تنتشله من دوامة السمنة، رتبت وجباته بعناية، نصحته بجراحة تكميم معدة، لكنه رفض بدعوى الخوف من العمليات. . صار عاجزًا عن أبسط الأمور، ومع ذلك واصلت دعمه، لكن الطعنة الكبرى جاءت من حيث لم تتوقع.. تقول إيمان: «شاهدت بعينى دموع طفلى بعدما تعرض للتنمر من أصدقائه بسبب زيادة وزن أبيه، دخل ابنى فى اكتئاب شديد، فقررت ترك المنزل معه حفاظًا على نفسيته، طلبت الطلاق وديًا، لكنه رفض، فلجأت إلى المحكمة».

ريهام.. وعقدة الأم

قصة أخرى لا تقل غرابة ترويها «ريهام. ع»، زوجة شابة حلمت بحياة هادئة وبيت دافئ، لكنها اصطدمت بواقع مختلف، إذ تقول بحسرة: «مش عاجبه أكلى، وكل شوية يقولى اتعلمى من ماما». تعلّق زوجها المفرط بوالدته أنهى حياتهما قبل أن تبدأ، ورغم أنها كرّست وقتها لإرضائه، كانت دائمًا فى مواجهة كلمات قاسية تكسر قلبها.

تضيف: «لم يمر يوم دون مشاجرة بسبب الأكل. حاولت الحفاظ على بيتي، فكنت أتواصل مع والدته وأسألها عن وصفاتها، وأنفذها بالحرف، ومع ذلك لم يكن يعجبه. وتتابع: عشت أيامًا مرة وأنا ما زلت فى بداية حياتى الزوجية، حتى أصبت بانهيار نفسى».

وتستكمل: «فى النهاية أجبرنى على مغادرة المنزل وأرسلنى إلى بيت أبي. قال لى صراحة: يا تتعلمى الطبخ مثل أمي، يا ننهى الجوازة، ولا أعلم أى ذنب اقترفت».

أسباب الظاهرة

من جانبها، ترى الدكتورة إيمان عبدالله، استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسرى، أن السنوات الأولى من الزواج هى الأصعب، لأنها مرحلة اختبار وفهم بين الطرفين.

 وتشدد على أن استمرار الحياة الزوجية مرهون بقرار الطرفين ورغبتهما الحقيقية فى بناء أسرة متينة، بعيدًا عن فكرة «العبودية والأمر والطاعة».. تضيف أن القرارات المصيرية للأسرة يجب أن تكون بالتشاور، وتنصح الأزواج الجدد بالصبر والتأقلم على اختلاف الطبائع، ووضع قواعد مشتركة لتسيير الحياة، مع إدراك أن كل إنسان يتأثر ببيئته وتربيته المختلفة.

أما الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فتؤكد أن المجتمع يعانى من ضعف الوعى بكيفية إدارة الخلافات الزوجية. وتوضح أن التفاوض والتفاهم هما مفتاح الحل، وفى بعض الأحيان يتطلب الأمر تدخل كبار العائلة والحكماء لوقف دوامة العنف والعناد.

وتشير إلى أن المشكلات ليست حكرًا على الرجال فقط، فكما أن بعض الأزواج يتبنون مواقف سلبية، هناك زوجات أيضًا يقمن بتصرفات استفزازية تدفع الزوج إلى ردود فعل عنيفة.

وتشدد على أن الحل يكمن فى رفع مستوى الوعى والتثقيف الأسرى، وتعزيز الوازع الدينى والقيمى، حتى تُبنى البيوت على أرض صلبة بدلًا من أن تنهار تحت وطأة خلافات تافهة.