الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدبلوماسية المصرية.. خط الدفاع الأول فى مواجهة الادعاءات الإسرائيلية

لعبت الدبلوماسية المصرية دورًا محوريًا فى ردع الأكاذيب وتفنيد الادعاءات المضللة التى حاولت إسرائيل ترويجها حول معبر رفح والمساعدات الإنسانية، حيث كانت ولا تزال وزارة الخارجية المصرية بقيادة الوزير بدر عبدالعاطى وكتيبة عمل من الدبلوماسيين المقاتلين خط الدفاع الأول ضد الحملات الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، فيما يتعلق بقطاع غزة ومزاعم مشاركة مصر فى حصار الأشقاء الفلسطينيين به.



وفى قلب هذه المواجهة، ظهر وزير الخارجية كرجل الخارجية الأول، حيث قاد خطابًا دبلوماسيًا واضحًا وحازمًا، لم يتردد فى مواجهة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، التى وصف فيها غزة بـ«السجن الكبير»، بلغة حادة كاشفًا زيفها، مؤكدًا أن القاهرة لن تقبل أن تتحمل وزر الأزمات الإنسانية التى تسببت بها إسرائيل.

«عبدالعاطى» شدّد فى بيانات وتصريحات متتالية على أن الجانب المصرى من معبر رفح مفتوح منذ بداية الأزمة، وأن ما يعوق حركة المساعدات هو السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطينى والعمليات العسكرية الدائرة هناك، مؤكدًا بالأرقام أن مصر استقبلت عشرات الآلاف من المصابين الفلسطينيين، وأدخلت آلاف الشاحنات المحملة بالإغاثة، فى حين واصلت إسرائيل نشر الأكاذيب لتشويه الدور المصري.

بينما قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تحركت مصر بسرعة وبجدية وحزم، مستخدمة أدواتها الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية، من أجل منع تصعيد الأزمات المتلاحقة والحروب، والعمل على احتوائها وتقليص آثارها حتى لا تمتد إلى نطاق أوسع وشددت على الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين، وما يمثله ذلك من تصفية للقضية وظلم لن تشارك فيه مصر أو تسمح به.

وفى أكثر من بيان، شددت القاهرة على أن رفح لن تكون ممرًا لتهجير الفلسطينيين، ووصفت تصريحات إسرائيلية عن «مغادرة طوعية» أو «سجن غزة الكبير» بأنها «ادعاءات واهية» تهدف إلى تبرير سياسات التهجير القسرى وتقويض ثوابت القضية الفلسطينية.

كما أطلقت الخارجية المصرية حملة إعلامية توعوية تضمنت نشر كتيبات ومنشورات رسمية لتفنيد «10 ادعاءات متداولة» بشأن معبر رفح، مدعمة بأرقام وحقائق، فى محاولة لمواجهة الحرب المعلوماتية التى تستهدف القاهرة.

فى السياق نفسه، قال السفير رخا أحمد مساعد وزير الخارجية الأسبق فى تصريحات لروزاليوسف، إنه منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة ظهرت حملة إعلامية واسعة قادتها إسرائيل بدعم من وسائل إعلام غربية وأمريكية استهدفت تشويه الحقائق وترويج روايات مضللة ركزت على فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والزعم بموافقة مصر، غير أن الموقف المصرى كان قاطعاً بالرفض من مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية والأجهزة السيادية بل وصل الأمر لاعتبار محاولة تهجير الأشقاء من أراضيهم خط أحمر لا ينبغى الاقتراب منه.

 وكثفت مصر جهودها الدبلوماسية، حيث قام وزير الخارجية وفريقه بزيارات واجتماعات فى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى ومنظمة التعاون الإسلامى والاتحاد الأوروبى لتوضيح الموقف المصرى، وأسفرت هذه التحركات عن تعرية الرواية الإسرائيلية وتأكيد عزلتها دولياً وهو ما اعترف به الإسرائيليون أنفسهم..

 ورفعت مصر عدة مذكرات إلى الأمم المتحدة، ونشطت فى تنسيق الجهود مع واشنطن وقطر وأطراف أخرى للضغط نحو وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، محذرة من أن أى عملية عسكرية إسرائيلية فى رفح ستنعكس سلبًا على الأمن الإقليمى ومعاهدة السلام.

بدوره تحدث السفير على الحفنى عن الدور المصرى فى مواجهة الأكاذيب التى تروجها تل أبيب، مشددا على أنه رغم التحديات الجسيمة والظروف المعقدة، تحركت مصر بسرعة وبجدية وحزم، معتمدة على جميع أدواتها الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية، من أجل منع تصعيد الأزمات المتلاحقة والحروب، والعمل على احتوائها وتقليص آثارها حتى لا تمتد إلى نطاق أوسع.

فعلى الصعيد الدولى، كثّفت مصر تحركاتها فى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وعملت على التنسيق مع مختلف المنظمات الدولية، مستفيدة من بعثاتها الدبلوماسية وحضورها فى جميع المحافل الممكنة، لرفع صوتها محذّرة من التداعيات الخطيرة للرغبة المحمومة التى تسيطر على الكيان الإسرائيلى، والمدعومة من بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، فى توسيع نطاق الحرب وتحقيق مصالح خاصة على حساب استقرار المنطقة، بما يهدد بجرها إلى أتون حرب إقليمية أو حتى دولية.

ومنذ اندلاع الأزمة فى غزة فى أكتوبر 2023، تبنّت وزارة الخارجية المصرية خطابًا واضحًا وحاسمًا فى مواجهة ما وصفته بـ«الأكاذيب الصهيونية» حول دور القاهرة فى معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية، إذ أكدت مرارًا أن الجانب المصرى من معبر رفح مفتوح أمام القوافل، محملةً إسرائيل المسئولية عن تعطيل إدخال المساعدات بسبب سيطرتها العسكرية على الجانب الفلسطينى من المعبر وشنّ عمليات عسكرية محيطة، علاوة على أن مصر سهّلت عبور آلاف الشاحنات ونقلت عشرات الآلاف من المصابين لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية.

وبفضل صبر القاهرة الاستراتيجى وضبط النفس، استطاعت مصر أن تقود تحركات فعّالة فى الإطارين العربى والإسلامى، عبر منظمة التعاون الإسلامى وجامعة الدول العربية، ما أسفر عن صدور قرارات موضوعية وشجاعة، ساعدت على إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على أجندة المجتمع الدولى، ومنعت تهميشها أو طمسها، فى الوقت الذى يعانى فيه الشعب الفلسطينى من ويلات العدوان العنصرى المدعوم غربيًا.