الإثنين 29 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى: موقف «القاهرة» تاريخى وقدمت التضحيات الكبرى

فى لحظة تاريخية مفصلية تعيشها القضية الفلسطينية، وبينما يواصل الشعب الفلسطينى صموده الأسطورى فى مواجهة الاحتلال والعدوان، التقت «روزاليوسف» الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطينى وقاضى قضاة فلسطين، الذى تحدث بصراحة وعمق عن مستجدات المشهد الفلسطينى، كشف فيه تطلعات الفلسطينيين، وامتزجت فى حديثه السياسة بالإنسانية، والألم بالأمل، والواقع المرير برؤية مستقبلية لا تنفصل عن ثقة الفلسطينيين بحقهم المشروع فى الحرية والاستقلال، وفى ثنايا الحوار، تحدث عن معاناة أهل غزة، والدورين المصرى والأردنى اللذين وصفهما بـ«المواقف التاريخية» فى حماية الشعب الفلسطينى من مخططات التهجير القسرى.. وإلى نص الحوار..



■ بداية.. كيف تقيم خطوة اعتراف عدد من دول العالم بدولة فلسطين؟

- نحن نرحب ترحيبًا عاليًا بكل اعتراف يصدر عن أى دولة تعلن التزامها الواضح بدولة فلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة، فهذا الاعتراف ليس مجرد قرار سياسى عابر، بل هو انحياز للحق والعدالة، وإقرار بشرعية قضيتنا التى يحاول الاحتلال طمسها منذ عقود، علاوة على أن الخطوة تمنح قضيتنا زخمًا إضافيًا على الساحة الدولية، وتدفع الجهود العربية والدولية نحو هدف واحد هو تحقيق سلام شامل وعادل قائم على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية التى تعترف بها الغالبية العظمى من دول العالم.

■ مؤتمر نيويورك الأخير أثار اهتمامًا واسعًا.. ما أهم ما خرج به من رسائل برأيكم؟

- البيان الذى صدر عن المؤتمر لم يكن تقليديًا، بل حمل وضوحًا كبيرًا فى المواقف، إذ أكد الأسس والمبادئ الكفيلة بتحقيق سلام مستدام وأمن مستدام فى المنطقة. على رأس هذه الأسس جاء إنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فورًا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن إلى المواطنين الذين أنهكتهم الحرب.. كما دعا لوقف جميع الأعمال والإجراءات الأحادية التى يقوم بها الاحتلال، والتى تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولى وتقويضًا مباشرًا لحل الدولتين.

■ ما تقييمك للموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية؟

- الموقف المصرى تاريخى بامتياز.. مصر لم تتخل يومًا عن فلسطين، وقدمت التضحيات الكبرى منذ بداية القضية وحتى اليوم.. ورفضها الصارم لمخططات التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة كان بمثابة الضمانة الكبرى لإفشال هذه المخططات الشيطانية.

■ كيف انعكست هذه الاعترافات الدولية على معنويات الشعب الفلسطينى؟

- هذه الاعترافات تبعث برسائل أمل إلى شعبنا، تقول له إن العالم لم يعد يقف مكتوف الأيدى أمام الاحتلال.. أهلنا فى غزة والضفة والقدس وفى مخيمات الشتات بحاجة إلى جرعة معنوية، وهذه الخطوات تمنحهم شعورًا بأن تضحياتهم لم تذهب سدى، وأن دماء الشهداء وآلام الجرحى وصمود الأسرى كلها تجد صداها فى الموقف الدولى.

■ إلى أى مدى يعانى أهل غزة اليوم من حصار المساعدات وتأخر الإغاثة؟

- الوضع فى غزة لا يوصف بكلمات، الناس هناك يعيشون مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة.. العدوان دمر البنية التحتية، والمستشفيات عاجزة، والبيوت مهدمة، والأطفال والنساء يعيشون تحت الحصار والجوع والخوف.. كل دقيقة تأخير فى إدخال المساعدات تعنى فقدان حياة جديدة.. نحن نطالب المجتمع الدولى أن يتحرك فورًا لوقف العدوان وضمان تدفق الإغاثة.

■ فى ظل هذه المستجدات، كيف ترون مستقبل القضية الفلسطينية؟

- رغم قسوة اللحظة وما يرافقها من آلام وجراح، فإننا نتمسك بالأمل، الحق لا يضيع مهما طال الزمن، قضيتنا ليست مجرد نزاع سياسى، بل هى قضية إنسانية وأخلاقية عادلة، آن الأوان أن يتحمل العالم مسئوليته التاريخية، لينتصر للعدل، ويضع حدًا للاحتلال، ويمنح الشعب الفلسطينى حقه الطبيعى فى العيش بحرية وكرامة على أرض دولته المستقلة.