الخميس 2 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجيش - أكتوبر - الطمأنينة

الجيش - أكتوبر - الطمأنينة

تحية إجبار وإجلال للجيش المصرى العظيم، ولا تحية تعلو فوق تحية الشهداء فى هذا اليوم العظيم، الذى هو بمثابة لحظة تاريخية بعد 52 عامًا تفضى إلى نتيجة غير قابلة للجدل، مفادها انتصار كبير لمصر على الادعاء الإسرائيلى بأن جيشها لا يقهر، وأصبح العالم بأكمله شيئًا مختلفًا عما كان قبل انتصار 73، مصر قبل حرب أكتوبر ليست هى مصر بعده، ولا المنطقة العربية ظلت على حالها، باختصار طغى انتصار أكتوبر على إسرائيل والعالم بأكمله، وجاءت ذكرى حرب 73؛ لكى تتذكر إسرائيل جيدا ماذا جرى فى هذه الحرب من بطولات للجيش المصرى ،وكيف اخترق واستولى على خط برليف الذى ادعت إسرائيل أنه لا يهدم ،حتى باستخدام القنابل الذرية، وتحطم خط بارليف فى 6 ساعات؛ لتنهار كل أكاذيب وادعاءات إسرائيل أمام قوة وبسالة الجندى المصرى وتدوى صرخات المسئولين الإسرائيليين فى وسائل الاتصال السرية، والعلنية توسلا للأمريكان بسرعة ،وضرورة إنقاذهم من أنياب الجنود المصريين.



وفى هذا السياق أرسل الرئيس السادات صاحب قرار حرب أكتوبر برقية إلى الرئيس السورى حافظ الأسد ذكر فيها أنه ينزف دمًا لموافقته على وقف إطلاق النار ، وكشف فى نفس البرقية أن الجيش المصرى حارب أمريكا لمدة عشرة أيام متوالية ، وأوضح أن السفير البريطانى أيقظه فى الفجر ،حتى يقبل وقف إطلاق النار ، وأيضا زار رئيس الوزراء الروسى فى ذلك الوقت مصر لمدة أربعة أيام بغرض الضغط على مصر لقبول وقف إطلاق النار ، هكذا كان الجيش المصرى وسيظل حامى مصر ، والصغير والكبير من الأعداء والأصدقاء يعملون له كل حساب ، وليس بعيدا عن ذلك الادعاءات والأكاذيب والتى تبثها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الجيش المصرى واستعداداته وتسليحة وقوته، وهو ما يعكس حالة الهلع والخوف والذعر الإسرائيلى من الجيش المصرى على خلفية ما جرى من انتصار فى حرب 73.

هذه الحرب روت بدماء الشهداء أرض سيناء الطاهرة، لتظل أرواحهم مع المصريين جميعًا من أجل حفظ مصر، وروح إيقاظ لنا من جديد لنصبح أكثر قوة وأملاً وكشفا لمصر، لأن الوقوف فى وجه العدو حتى لو أدى إلى الاستشهاد فهذا هو الواجب ، وهذه هى الوطنية ،لأن الشهداء المصريين باستشهادهم كشفوا كل الادعاءات الكاذبة التى ادعتها إسرائيل بأن جيشها لا يقهر، لقد أعاد الشهداء بنصر أكتوبر الكرامة والكبرياء لكل المصريين، بل لكل العرب سلامًا على الشهداء حيث أنتم بعد أن أديتم الأمانة وجاهدتم فى سبيل الله حق الجهاد، وحرب أكتوبر التى فاجأت العالم كله بتخطيط وتدريب وحسابات دقيقة لكل شىء حتى وصل الحال إلى أربطة أحذية جنود الجيش وسطوع وغروب الشمس وإجازات الإسرائيليين وأعيادهم الدينية ،وطقوسهم الخاصة بهذه الأعياد والأكثر من ذلك أن المخاطبات بين قوات الجيش المصرى ،وقيادتهم كانت تتم باللغة النوبية؛ التى عجزت أجهزة الموساد الإسرائيلى عن تفسيرها، الأهم أن قيادة الجيش المصرى ألغت حظر السفر للضباط لأداء الحج والعمرة ضمن خطة الخداع الاستراتيجى، والمفاجأة الكبرى التى بشكل أو بآخر أسهمت فى خطة الخداع هى أن حرب أكتوبر كان مقررا لها شهر أكتوبر 1970؛ إلا أن وفاة الزعيم جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 وتسليم السلطة لأنور السادات كرئيس للجمهورية أجلت المعركة، وفى عام 1971 أعلن السادات أن هذا العام هو عام الحسم، إلا أنه بعد فترة وجيزة تراجع بحجة أن الحليف الروسى مشغول بالحرب الباكستانية الهندية، كل هذه التطورات أدت إلى أن إسرائيل بكل أجهزتها أجزمت وأطمأنت كامل الاطمئنان، بأن مصر لن تحارب، ويذكر أيضا فى نفس السياق أن مستشار الأمن القومى حافظ إسماعيل قد أجرى محادثات مع وزير الخارجية الأمريكية فى ذلك الوقت كسينجر حتى يكون هناك اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل؛ إلا أن كسينجر قال لمستشار الأمن القومى للسادات أنه لا يتدخل فى أية أزمة، إلا إذا كانت ساخنة حتى يسهل ثنيها مثل الحديد الساخن عندما تشتعل فيه النار يسهل التحكم فيه.

هكذا تطورت الأحداث وجاء نصر أكتوبر ،ليسارع نفس الشخص الذى رفض التدخل «كسينجر» طالبًا بوقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات غير مباشرة بين مصر وإسرائيل وتوالت الأحداث حتى وصلنا لما نحن فيه بأن لا أحد يستطيع أن يقترب من حدود مصر بفضل قوة وشجاعة وجسارة الجبش المصرى.

ولكن الخطير اليوم ،ما يدور فى المنطقة العربية صعب وخطير وفوق التصور، هناك سياسيون يظهرون عكس ما يبطنون ،لكن للتاريخ قول فى هؤلاء ،ومهما حرصوا على إخفاء بعض الحقائق فى ضوء حسابات صعبة، فإن التاريخ أيضا لا يستر مثل هذه الألاعيب، والأفعال للأبد، وستظل مصر دائمًا وأبدًا حصنًا منيعًا أمام كل الأعداء والمؤامرات، وذكاء المصريين يعمى بصيرة كل الأعداء، واطمئنان المصريين على جيشهم قد بلغ ذروته ليستحق الجيش المصرى كل الدعم والتقدير، ويعيش 6 أكتوبر.