الجمعة 3 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إلى الذين «يرسمون على القلب وجه الوطن»

إلى الذين «يرسمون على القلب وجه الوطن»

«وحياة عيون مصر اللى نهواها



وأكتوبر اللى كما النشور جاها 

بلاش نعيد فى ذنوب عملناها 

وحياة ليالى سود صبرناها

 واتبددت بالشمس وضحاها

نكبح جماح الغرور مع أنه مـن حقنا 

ونحمى النفوس منه

ولو العبور سألونا يوم عنه نقول: مجرد خطوة خدناها».. 

هكذا كان احتفاء فيلسوف الشعراء عمنا صلاح جاهين بنصر أكتوبر المجيد، ليس كمثله شعر ولا نثر، فهو فى هذه الرباعية العبقرية، لم يكتف بالفرحة لكنه بدا وكأنه يقرأ المستقبل، فوجه رسالة واضحة بأننا نستطيع تكرار هذا النصر!

اليوم، ومصر تحتفل بالذكرى 52 لانتصارات أكتوبر لا تزال روح النصر حاضرة تعطينا الأمل فى تحقيق حلم النهضة والانتصار على كل التحديات، هذا النصر الذى قال عنه وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان، لقد كانت حرب أكتوبر بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، ولم نكن نملك القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى، لقد أظهرت الحرب أننا لسنا أقوى من المصريين، وأن ما حدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون.

نعم كان زلزالاً دمر نفسية الصهاينة، وانتصاراً عريضاً أسعد كل ما هو مصرى وعربى وإنسانى.. فكيف ينسى المصريون لحظة اقتحام أبطالنا البواسل قناة السويس وتحطيم خط الجنرال بارليف، وصورة محمد العباسى أول جندى رفع العلم المصرى فوق أرض سيناء الطاهرة..

هذه الصورة التى لم يستطع الشاعر المرهف الكبير صلاح عبدالصبور أن يقاومها، فرسمها فى قصيدة عنوانها« إلى أول جندى رفع العلم»، فقال فيها:

«ولكن.. كيفَ كانَ اسمٌ هنالك يحتويك؟

وأنتَ فى لحظتك العظمى

تحولت إلى معنىً كمعنى الحبِّ

معنى الخيرِ معنى النورِ 

معنى القدرةِ الأسمى

تُراك، وأنتَ فى ساحِ الخلودِ، وبينَ ظلِّ الله والأملاك

تُراكَ، وأنتَ تصنعُ آيةً، وتخطُّ تاريخا

تُراكَ، وأنتَ أقربُ ما تكونُ

إلى مدارِ الشمسِ والأفلاك

تُراكَ ذكرتنى،

وذكرتَ أمثالى من الفانين والبسطاء».

فكل التحية والإجلال إلى الذين قهروا الجيش الذى ظن أنه لا يقهر، وكل التقدير لأبطال قواتنا المسلحة فى عيدهم، تحية إلى الذين «رسموا على القلب وجه الوطن، وصانوك يا مصر طول الزمن، ليبقى شبابك جيلًا فجيلًا، وتركوا على كل أرضٍ علامة، قِلاعًا من النور تحمى الكرامة».