تربيطات وتحالفات وغرف عمليات مركزية
الأحزاب تسابق الزمن لخوض معركة «النواب»

محمود محرم ومحمد السيد وأحمد زكريا
حراك واسع تقوم به الأحزاب السياسية المصرية، استعدادًا لخوض المعركة الانتخابية لمجلس النواب الجديد 2025، من خلال إعادة ترتيب الصفوف ورسم خريطة التحالفات الجديدة التى ستشكل ملامح المرحلة المقبلة، فضلًا عن رفع حالة الطوارئ داخل المقرات المركزية وأماناتها فى المحافظات، إذ تحولت الاجتماعات التنظيمية والزيارات الميدانية إلى مشهد شبه يومى.
وبينما بدأت بعض الأحزاب فى إعلان مرشحيها وبرامجها الانتخابية، تواصل أخرى مشاوراتها لاختيار الكوادر الأكثر قدرة على المنافسة، وتكشف المؤشرات عن سباق سياسى ساخن يعكس حيوية المشهد الحزبى، ويؤكد سعى مختلف القوى إلى تقديم وجوه جديدة، وبرامج واقعية، تعبر عن أولويات المواطن، وتواكب مسار الجمهورية الجديدة.
جريدة «روزاليوسف»، كانت حريصة على استطلاع المشهد داخل الأحزاب على مستوى الجمهورية، وآخر استعداداتهم للاستحقاق الانتخابى المقبل، وفى هذا الإطار يؤكد النائب عصام هلال، الأمين المساعد لحزب مستقبل وطن، أن الحزب لا ينظر إلى انتخابات «النواب» المقبلة كحدث استثنائى، بل كجزء من دورة طبيعية مستمرة فى العمل السياسى، مشيرًا إلى أن البنية التنظيمية التى بناها الحزب منذ عام 2014 أصبحت اليوم أساسًا صلبًا يمكنه من خوض أى معركة انتخابية بثقة واقتدار، معتمدًا على كوادره المنتشرة فى مختلف المحافظات.
ويكشف «هلال»، أن الحزب أولى خلال الفترة الماضية اهتمامًا كبيرًا بتنشيط الأمانات الإقليمية من خلال زيارات تفقدية وجولات ميدانية لضمان جاهزيتها التنظيمية قبل بدء الإجراءات الرسمية والاجتماعات، شملت مختلف المستويات الحزبية من الأمانة المركزية إلى المحافظات والمراكز، وتم خلالها شرح استراتيجية الحزب للمرحلة المقبلة، والتأكيد على مبدأ «المشاركة لا المغالبة»، وهو النهج ذاته الذى تبناه الحزب فى انتخابات مجلس الشيوخ الماضية.
الأمين المساعد لـ«مستقبل وطن»، يضيف: «أن اختيار المرشحين داخل الحزب يتم وفق معايير دقيقة تشمل الخبرة والجاذبية الجماهيرية والقدرة على الأداء البرلمانى الفعال»، موضحًا أن طاقم الحزب أجرى بالفعل تقييمًا شاملًا لأداء النواب الحاليين لتحديد من يستحق التجديد، بهدف الحفاظ على تمثيل قوى ومتوازن داخل البرلمان الجديد.
ولضمان أعلى درجات التنظيم، يشير «هلال» إلى أنه تم إنشاء غرفة عمليات مركزية داخل الأمانة العامة، وأخرى فرعية فى المحافظات، لمتابعة مجريات العملية الانتخابية، من حيث التنظيم والتنسيق الميدانى والتحفيز الجماهيرى، فى إطار خطة متكاملة تضمن إدارة احترافية للحملة.
النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن، نائب رئيس البرلمان العربى، يقول: «إن الحزب على استعداد لخوض انتخابات النواب الجديدة ضمن صفوف القائمة الوطنية من أجل مصر، بروح من المسئولية الوطنية والالتزام بدعم مسيرة الاستقرار السياسى والتنمية الشاملة التى تعيشها الدولة المصرية فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى».
روح العمل الجماعى والتكاتف بين الأحزاب الوطنية والمشاركة فى هذا الاستحقاق الانتخابى، يؤكد «نصير» أنها تأتى امتدادًا لدور الحزب فى دعم مسيرة الإصلاح السياسى وترسيخ دعائم الجمهورية الجديدة، لافتًا إلى أن الحزب يدخل السباق الانتخابى بكوادر شبابية مؤهلة وبرامج واقعية تعبر بصدق عن احتياجات المواطنين فى مختلف المحافظات، لضمان تمثيل قوى وفعال داخل البرلمان المقبل يعكس صوت الشارع المصرى.
وفى حديثه عن المشهد الحزبى، يصف أمين عام «حماة الوطن» الاجتماع التنسيقى الأول للأحزاب المشاركة فى القائمة الوطنية بالأجواء إيجابية للغاية، معتبرًا إياها دليلًا على حالة من التوافق والمسئولية بين مختلف القوى السياسية، ومؤشرًا على وعى وطنى يتجاوز الحسابات الضيقة نحو هدف أكبر هو نجاح التجربة الديمقراطية وتعزيز ثقة المواطن فى العملية الانتخابية.
ومع حرصه على البناء السياسى المنضبط، يشدد «نصير» على دعم حزبه لكل الجهود الهادفة إلى إصدار ميثاق شرف سياسى بين الأحزاب المشاركة، يضع المصلحة الوطنية فوق أى اعتبار حزبى، ليكون البرلمان القادم نموذجًا فى التشريع والرقابة، وقادرًا على خدمة مصالح الدولة والمواطن فى آن واحد.
ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل الديمقراطى، المنسق العام للائتلاف الوطنى الحر، يوضح أن التحالف انتهى من جميع الاستعدادات لخوض الانتخابات البرلمانية، إذ يضم الائتلاف ثمانية أحزاب من أبرزها: «الجيل، الاتحاد، مصر القومى، الإصلاح، النهضة، مصر المستقبل، وشباب مصر»، فى تكتل يسعى لأن يكون صوتًا وطنيًا حقيقيًا فى الساحة السياسية.
ويؤكد «الشهابى»، أن الائتلاف لا يطمح إلى «تمثيل مشرف» فحسب، بل يخوض الانتخابات للتنافس على جميع المقاعد، فى معركة انتخابية يراها اختبارا لقدرة الأحزاب الوطنية على استعادة دورها الحيوى فى الحياة السياسية، منوهًا إلى وجود أربع قوائم انتخابية للتحالف تم إعدادها بعناية، تضم 284 مرشحًا، إلى جانب 100 مرشح فردى فى مختلف المحافظات، فى مشهد يصفه بأنه يعكس روح الجدية والانضباط التنظيمى.
وعن تفاصيل التحالف، يكشف رئيس حزب الجيل أنه سيتم الكشف عن أسماء المرشحين يوم التقديم الرسمى، موضحًا أن المرشح سيدفع تأمينًا رمزيًا قدره 3000 جنيه فقط يسترد بعد الانتخابات، وهو ما يراه خطوة لتشجيع المشاركة وتخفيف الأعباء على المتنافسين الجادين.
أما عن الدعاية الانتخابية، فقد اتفق الائتلاف على خطة موحدة تضمن وصول المرشح إلى بيت الناخب فى كل محافظة، من خلال تواصل مباشر مع المواطنين يعكس روح القرب والالتزام.
فى نفس السياق، يقول الدكتور زاهر الشقنقيرى، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهورى: «إن غرف العمليات تعمل حاليًا على استكمال التجهيزات اللوجستية والتنظيمية الخاصة بإدارة العملية الانتخابية”، لافتًا إلى أنه يتم تحديد فرق العمل فى كل محافظة، ووضع القواعد العامة للتواصل مع الغرفة المركزية، تمهيدًا لإطلاق مرحلة التنفيذ الميدانى، بعد أن تم الانتهاء من معظم الاستعدادات منذ أكثر من أربعة أشهر.
«الشقنقيرى»، يشير إلى أن الحزب اعتمد فى اختياراته للمرشحين المحتملين وفق معايير دقيقة تشمل الكفاءة والنزاهة وحسن السمعة والقدرة على التواصل مع الجماهير، إلى جانب الاهتمام بتمثيل المرأة والشباب وأصحاب الخبرات، بما يعكس توجه الحزب نحو دعم الكفاءات وتمكين الفئات الفاعلة فى المجتمع.
المتحدث باسم الحزب، يتابع: «أن من أهم العناصر التى يركز عليها الحزب فى المرشح هى قدرته على التعبير عن رؤية الحزب داخل البرلمان، سواء فى مجلس الشيوخ أو النواب، وفقًا للبرنامج السياسى الذى يتبناه الحزب، بما يضمن وجود نواب قادرين على المشاركة بفاعلية فى صياغة السياسات العامة والتشريعات، لافتًا إلى أن المشاورات الداخلية وصلت إلى مراحلها النهائية، إذ يجرى حاليًا حسم الأسماء فى الدوائر الانتخابية المختلفة، بالتوازى مع استمرار التنسيق بين الحزب وعدد من القوى السياسية الأخرى.
أما فيما يتعلق بالقائمة الوطنية، يرى «الشقنقيرى» إلى أن الحوار لا يزال مستمرًا مع مختلف الأحزاب، بهدف الوصول إلى صيغة توافقية تحقق التوازن المطلوب وتضمن مشاركة فعالة داخل القائمة، بما يعزز من فرصها فى المنافسة ويعكس روح التعاون بين الأحزاب فى الاستحقاق الانتخابى المرتقب.
فى السياق ذاته، يشدد أحمد خالد ممدوح، نائب رئيس حزب المؤتمر، على أن الحزب بدأ بالفعل خطواته التحضيرية لخوض الانتخابات، موضحًا أن الطلبات الأولية للترشح تجاوزت المئة، وأن الحزب أصدر استجابات ترشيحية لمرشحين موزعين على عدد كبير من المحافظات.
وعن المعايير الحزبية فى اختيار المرشحين، يكشف «ممدوح» أنها ارتكزت على 3 محاور رئيسية: «المرشحون المعدون مسبقًا من كوادر الحزب، النواب المخضرمون، والقيادات التى تمتلك قاعدة جماهيرية وعلاقات قوية بدوائرها الانتخابية»، مؤكدًا أن الحزب يمنح تمثيل المرأة وزنًا خاصًا فى خطته، إذ تمثل النساء أكثر من 30% من المرشحين على المقاعد الفردية، إلى جانب جهود واضحة لتمكين الشباب سياسيًا عبر دعم مادى وتنظيمى يقدمه الحزب لهم.
ويضيف نائب رئيس «المؤتمر»: «أن فكرة «التمييز الإيجابى» للشباب والنساء تمثل مرحلة انتقالية ضرورية لتسريع تمكينهم، لكنها ليست هدفًا نهائيًا بقدر ما هى وسيلة لخلق قاعدة تنظيمية قوية تضمن مشاركتهم المستدامة فى الحياة السياسية، مشددًا على أن الاستراتيجية الانتخابية لحزب المؤتمر تتضمن لقاءات تفصيلية مع المرشحين، ووضع خطط ميدانية خاصة بكل دائرة انتخابية، مشيرًا إلى أن هدف الحزب لا يقتصر على تحقيق الفوز فقط، بل على إعداد برلمانيين قادرين على الأداء التشريعى والرقابى الفعال، بما يعزز دور البرلمان كأحد أعمدة الجمهورية الجديدة.
من جانب آخر، يعلن المهندس محمود تركى، المتحدث الرسمى باسم الحملة الانتخابية لحزب النور، أن الهيئة العليا للحزب أنهت جميع ترتيباتها الخاصة بالمشاركة فى انتخابات «النواب»، بعد اجتماع طارئ عقد برئاسة المهندس سامح بسيونى، رئيس الهيئة العليا، وبحضور الدكتور محمد إبراهيم، رئيس الحزب، ونواب ومساعدى رئيس الحزب، وأعضاء الهيئة العليا، إذ تمت مناقشة الدوائر الانتخابية المزمع الترشح بها، واستعراض الأسماء المقترحة للمرشحين تمهيدًا لاعتماد القوائم النهائية وفق الضوابط والمعايير التى أقرها الحزب.
ويشير «تركى»، إلى أن الحزب يستعد لخوض هذا الاستحقاق بروح من المسئولية والانضباط التنظيمى، من خلال كوادر مؤهلة وبرامج انتخابية واقعية تعبر بصدق عن احتياجات المواطنين فى كل المحافظات، منوهًا إلى أن الحزب سيخوض الانتخابات فى عدد من الدوائر، ويدفع بعدد من الوجوه الجديدة ضمن مرشحيه بجانب أصحاب الخبرة، بما يعكس رؤية الحزب لتجديد دماء العمل البرلمانى وتقديم كوادر قادرة على القيام بدورها التشريعى والرقابى وخدمة المواطنين، والتعبير عن تطلعاتهم.
ووفق تصريحاته يقول «تركى»: «إن الهدف ليس مجرد المشاركة، بل تحقيق تمثيل فعال وقوى داخل البرلمان المقبل، يسهم فى الرقابة والتشريع ودعم مسيرة الدولة نحو التنمية الشاملة، مشددًا على أن حزب النور يدخل انتخابات 2025 برؤية واضحة وإرادة صادقة للمشاركة فى بناء الجمهورية الجديدة، واضعًا نصب عينيه هدفًا أساسيًا يتمثل فى خدمة الوطن وصون استقراره ودعم نهج الإصلاح المسئول الذى يقوده السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وحول استعدادات حزب العدل، يقول على أبوحميد، مدير الحملة الانتخابية للحزب: «إن الحملة المركزية للحزب تواصل جهودها النشطة لدعم مرشحى الحزب فى جميع المحافظات، وخلال الفترة الماضية تم تنظيم مجموعة من التدريبات المتخصصة لمديرى الحملات ومسئولى العمل الميدانى والجماهيرى، بالإضافة إلى المجموعات القانونية، كما تم تسليمهم خطط العمل الرسمية المعتمدة من الحزب، مما يضمن أعلى مستوى من التنسيق والانضباط فى إدارة الحملات على مستوى الجمهورية».
ويضيف أبوحميد: «أن الحملة تعمل على قدم وساق لمساعدة المرشحين فى إكمال إجراءات التقديم ومراجعة أوراقهم، وتسهيل أى عقبات قد تواجههم، ولدينا فرق دعم فنى وقانونى ولوجستى من الحملة المركزية جاهزة لمساعدتهم فى كل خطوة»، مؤكدًا أن الحزب لديه أمناء فى 19 محافظة، وجميعهم جاهزون لدعم مرشحيهم فى المقاعد الفردية، كما أن لدينا نحو 50 مرشحًا يمثلون مزيجًا رائعًا من شباب الحزب وكوادره، بالإضافة إلى نواب حاليين وسابقين، وهناك تمثيل قوى للمرأة فى 6 دوائر فردية، إلى جانب وجود بارز للشباب، مما يعكس رؤية الحزب فى تمكين المرأة والشباب كجزء أساسى من العمل السياسى الوطنى، مشددًا على أن الحملة تسير بخطى ثابتة نحو خوض معركة انتخابية نظيفة وقوية، تعكس شعار الحزب الدائم: «الناس أولًا.. مش المصالح».