«روزاليوسف» شاهدة على ملاحم الترميم
لسنوات مضت قامت روز اليوسف بعدة زيارات وجولات فى المتحف المصرى الكبير فى مختلف مراحل إنشائه، فى معامل الترميم بالمتحف، حيث كنا شهودا على ترميم بعض القطع الأثرية، وكم كانت سعادتنا حينما وجدناها ضمن المعروضات فى المتحف المصرى الكبير، وذلك نتيجة لمهارة المرممين والمرممات المصريين.
الجعران المجنح

فى معمل الآثار غير العضوية «المعادن والفيانس والفخار» بمركز ترميم المتحف، شاهدنا الدكتورة ياسمين شعبان أخصائية الترميم وهى تتعامل بمهارة مع واحدة من أروع القطع الأثرية فى المتحف وهى «جعران دندرة المجنح»، والذى كان عبارة عن جزءين، الأول طبقتين من الفضة الثقيلة، بها مواد تطعيم وأحجار نصف كريمة وذهب، والجزء الثانى معدنى عبارة عن قرص الشمس، قامت بتوثيق الجعران ومكوناته وإجراء التحاليل والفحوصات المناسبة له، للتأكد من طبيعة كل مادة ومعدن فى الجعران وأنسب طريقة للتعامل معها.
كانت على الجعران مواد ترميم سابقة تمت إزالتها بمواد مذيبة آمنة وغير ضارة بالأثر، كما وجدوا الجزء الخلفى للجعران ممتلئا بالبكتيريا وبواقى تربة، وقد تم تحليل عينات منه واكتشفوا 5 أنواع من البكتيريا خلف الجعران قاموا بعلاجها بالمواد والطرق الآمنة، كما تمت معالجة بعض الشروخ التى وجدوها، وقد استغرق ترميم الجعران وقتا طويلاً،خاصة أن توثيق القطعة الأثرية وفحصها وتحليلها ونتائج ذلك يستغرق وقتا، كذلك الترميم الأولى وعمل صندوق آمن للنقل وعلاج البكتيريا، وهذه مراحل تتطلب وقتا لضمان الترميم المناسب والأفضل للأثر، والجعران حالياً معروض فى المتحف بشكل رائع.
المعبود توتو

من القطع الأثرية التى كنا شهودا على ترميمها ببراعة بأيد مصرية خالصة تمثال المعبود توتو،حيث كان معبودا خرافيا فى العصر اليونانى الروماني، واتخذ هيئة أبى الهول المُرَكَّبَة، واختص بطرد الشياطين فى الأحلام والعالم الآخر، وقد شاعت عبادته بمصر خلال العصرين اليونانى والروماني، وكانت به أجزاء منفصلة ومكسورة، حتى نجحت أخصائية الترميم الدكتورة أميرة عبدالحكيم حمدى فى معمل ترميم الأحجار والنقوش الجدارية فى ترميمه ببراعة مدهشة.
التمثال كان موجودا فى متحف بنى سويف مع تمثال ثان بنفس الشكل، وتم نقله إلى المتحف المصرى الكبير، حيث أجريت له عملية تجميع خاطئة بالغراء فى وقت سابق، مما مثل إجهادا على جسم الأثر نفسه وأحدث به تلفا فطريا، كذلك كانت هناك عمليات استكمال سابقة بمادتين مختلفتين سببتا ضررا بالأثر وأديا لتكون أملاح عليه،كما كانت به بارات حديد مستخدمة فى تجميعه سابقا،وقد أثرت عليه داخليا وسببت إجهادا على الحجر وتلفا به،وقد تمت إزالة تلك البارات والتعامل معها بشكل احترافى، وتم أخذ عينات لفحصها وتوثيق التمثال ببرامج هندسية حديثة،وتم بعدها تجميع التمثال وترميمه بشكل مدهش كما يبدو فى العرض الخاص به حالياً فى المتحف.










