الخميس 30 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«روزاليوسف» داخل النقطة الحصينة بعيون موسى

بالتزامن مع احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، افتتح الجيش الثالث الميدانى مزار النقطة الحصينة بعيون موسى بعد انتهاء أعمال تطويره، بحضور اللواء أ.ح. طارق حامد الشاذلى محافظ السويس وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة والدكتور محمد الشناوى رئيس جامعة الجلالة وعدد من شيوخ وعواقل سيناء والإعلاميين. 



«روزاليوسف» شاركت فى تلك الزيارة وسط حفاوة استقبال اللواء أ.ح. أحمد مهدى سرحان قائد الجيش الثالث الميدانى ورجاله، للوفد المشارك فى الافتتاح، ومن المقرر تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، سيتم تنظيم زيارات بصفة دورية لطلبة المدارس والجامعات للمزار، من منطلق حرص الدولة دائمًا على أن تكون هناك حلقة وصل وتلاحم بين الشعب وقواته المسلحة، ولترى الأجيال الجديدة بأنفسهم ما سطّره جيشهم العظيم من انتصارات وتضحيات للحفاظ على كل ذرة تراب من أرض سيناء ومصر الغالية.

فى بدء الزيارة استمعنا لشرح تفصيلى لما تضمنته أعمال التطوير ورفع كفاءة الموقع بالكامل من أعمال ترميم للدشم الخرسانية والتحصينات العسكرية التى أنشأها العدو, وذلك للحفاظ على طبيعة الموقع العسكرية وإنشاء مسارات آمنة ومجهزة للزوار، فضلاً عن تطوير البنية التحتية والمرافق الخدمية بالموقع وتنفيذ عدد من الجداريات وذلك بالتعاون مع قسم التربية الفنية بكلية التربية جامعة السويس.

واصطحب اللواء أ.ح. أحمد مهدى سرحان قائد الجيش الثالث الميدانى هو ورجاله الوفد، فى جولة ميدانية داخل النقطة الحصينة بعيون موسى مستعرضين الأهمية التاريخية للموقع، وكان شيئًا يدعو للفخر والاعتزاز عندما علمنا أن تلك النقطة كانت تعتبر فى الماضى أقوى نقطة فى خط بارليف، وكان يتباهى بها العدو لشدة تحصينها، وعلى الرغم من ذلك استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة فى حرب أكتوبر المجيدة اقتحامها والسيطرة عليها بالكامل بما فيها من أسلحة وذخيرة بعد أن تركها العدو وفرّ هاربًا، وقد تم الاحتفاظ بتلك الأسلحة والأجهزة بنفس النقطة وعلى حالتها لتصبح مزارًا فيما بعد له قيمة تاريخية كبيرة ووجهة عالمية للسياحة وكأحد أبرز الشواهد ليسرد للزائرين أمجاد وبطولات سطّرها رجال القوات المسلحة البواسل لتبقى راية الوطن عالية خفاقة.

وقد سرد لنا أحد القادة بالجيش تفاصيل عن النقطة موضحًا: أن نقطة عيون موسى الحصينة التى أنشأها العدو الإسرائيلى لاستهداف مدينة السويس تتكون من 6 دشم خرسانية مسلحة ذات حوائط سميكة مغطاة بقضبان سكة حديد وفوقها سلاسل من الصخور والحجارة التى يمكنها تحمل القنابل زنة 1000 رطل، كما أنها محاطة بنطاقين من الأسلاك الشائكة ومزودة بشبكه إنذار إلكترونية. 

وتكمن الخطورة فى أن كل دشمة من دشمها الست تحتوى على مدفع هاوتزر عيار 155 مم والمعروف باسم مدفع أبو جاموس وقد أطلق عليه ذلك المسمى لأن صوت مدافعه عندما تطلق تشبه صوت الجاموس، وكل دشمة بابها من الصلب وهناك أماكن مخصصة لمبيت الجنود والقادة تربطها خنادق للمواصلات وتعلوها نقط مراقبة ومنشآت إدارية وطبية وهذه النقطة بها الاكتفاء الذاتى الذى يكفيها لمدة شهر.

 وتكمن خطوره ذلك المدفع فى أنه بعد إطلاق قذائفه يختبئ فى مكانه تحت الأرض فلا يستطيع الطيران المصرى رصد مكانه لمواجهته، بالإضافة إلى أن ذلك المدفع الموجود فى النقطة الحصينة بعيون موسى والتى كانت محصنة ضد القنابل والصواريخ - وكان من المحال تدميرها- كان محملًا على قضبان السكة الحديد، وكانت له بوابة حديدية من ضلفتين لا يستطيع مائة رجل تحريكها من ضخامتها وسمك دروع الباب. 

 وفى حالة الاشتباكات يتم صعوده بحيث تكون فوهة المدفع خارج البوابات لفتح النيران ثم يعود إلى الاختباء، وتقفل فتحة المغزل أو الجدار، والنقطة التى تحت الأرض لا يؤثر فيها أى ضرب أو قنابل وبعد انتهاء الاشتباكات يتم سحبه إلى الداخل. 

ويضيف: تسبب ذلك المدفع فى تهجير الكثير من أهالى السويس عام 1967، بعد أن قذف مصانع البترول والزيتيات ومصنع السماد وميناء الأدبية والمنشآت المدنية بمدينة السويس وبور توفيق مما اضطر الرئيس وقتها لإصدار قرار التهجير لمنع سقوط المزيد من الضحايا. بينما بقيت مجموعة كبيرة من الشباب للقيام بأعمال فـدائية للدفاع عن أراضيهم. 

ورغم كل التحصينات التى تتمتع بها تلك النقطة إلا أن 3 مجموعات قتال فقط من الجيش الثالث الميدانى التابع للجيش المصرى نجحت يوم 9 أكتوبر 1973م، فى الاستيلاء عليها، حيث انسحبت منها قوات العدو خوفًا، تاركة وراءها الموقع بكامل أسلحته ومعداته، التى أصبحت الآن تعد مزارًا سياحيا شاهدًا على بطولات الجيش المصرى.

كما لاحظت أثناء الجولة وجود منظار، وأخبرنا أحد الضباط المرافقين لنا فى الجولة أن قوة تكبيره X150، وهو ما زال يعمل حتى الآن، وعند النظر فيه ترى حركة المواصلات والتنقلات فى شوارع السويس، وقبل انتهاء الزيارة قمت بالدخول والسير والتجول داخل الدشم ورأيت أماكن مبيت العدو والأسلحة وأجهزة الاتصالات التى كانوا يستخدمونها والتى ما زالت تحتوى عليها الدشم، وتذكرت لحظتها أن تلك المنطقة فيما مضى كانت تحت أيدى العدو الإسرائيلى والآن أصبحت أكبر شاهد على عظمة جيشنا العظيم ونصره المبين وهزيمته للعدو هزيمة ساحقة.