ممدانى يفوز بولاية «المهمة المستحيلة»

صنع زهران ممدانى التاريخ بكونه أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، لكن هذا ليس إنجازه الوحيد، فقد نال السياسى البالغ من العمر 34 عامًا أيضًا لقب أصغر عمدة للمدينة منذ عام 1892، وأول عمدة مولود فى إفريقيا، والفائز فى الحملة الانتخابية الأكثر مشاهدة فى التاريخ الحديث.

يعد صعود ممدانى الدراماتيكى إلى قمة المشهد السياسى فى نيويورك أمرا مثيرا و استثنائيا، فقبل عام لم يسمع باسمه، فقد فاجأ الحزب بفوزه على الحاكم السابق أندرو كومو فى الانتخابات التمهيدية الديمقراطية ، ونقلته هذه المفاجأة من الغموض النسبى إلى منصة وطنية.

كما يعد ممدانى أيضًا شخصية جديرة بالمتابعة فى العالم العربى - فهو مولود فى أوغندا يتحدث العربية بطلاقة، بالإضافة إلى الهندية والأردية والبنغالية والإسبانية - وقد تزوج هذا العام من امرأة سورية ، وينحدر من عائلة غير سياسية، فقد انتقل إلى نيويورك فى سن السابعة مع والده، محمود ممداني، وهو أكاديمى بارز، ووالدته ميرا ناير، وهى مخرجة أفلام أمريكية هندية شهيرة. وقد شكّلت نشأته متعددة الثقافات وجذوره الهندية نظرته العالمية، مما أتاح له بناء علاقات عميقة مع مجتمعات جنوب آسيا وإفريقيا.

شكلت الحرب فى غزة اختلافا سياسيا جوهريا بين السيد كومو والسيد ممداني، فلهذا الأخير تاريخ طويل من النشاط المؤيد للفلسطينيين، حتى إنه وعد باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إذا عاد إلى نيويورك ، موطن أكبر جالية يهودية فى العالم خارج إسرائيل، فى المستقبل.  فبالتالى يمثل فوزه «نقلة نوعية» فى حياة اليهود ، فقد كان من المسلم به منذ زمن طويل أن يكون المرشحون لمنصب عمدة المدينة مؤيدين لإسرائيل للفوز بالمنصب، ولكن هذا لم يعد صحيحًا.

قدم ممدانى نفسه كرجل من الشعب، يستأجر شقة فى كوينز، والتقى بزوجته عبر تطبيق مواعدة، واشتهر خلال حملته الانتخابية بابتسامته المعهودة أمام الكاميرات.

أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن فوز ممدانى سيعتبر «فخا للحزب الديمقراطي» الذى يمر بأزمة هوية منذ هزيمته أمام ترامب والجمهوريين فى الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

فيما تمثل بالنسبة للجمهوريين والرئيس دونالد ترامب، فرصة كونه «خصما مثاليا» قبل انتخابات التجديد النصفى العام المقبل، حيث سيسعون إلى تصوير خصومهم على أنهم يساريون منفصلون عن الواقع.