دولة التلاوة
مشروع وطنى يعيد الريادة المصرية
د.مريم الشريف
ردود فعل إيجابية واسعة أحدثها برنامج دولة التلاوة ، فهو أضخم برامج المسابقات الدينية، الذى يستهدف اكتشاف أجمل الأصوات بين الموهوبين قراء القرآن الكريم من مختلف الفئات العمرية، فيما خرجت قلة تمثل ميليشيات التنظيمات المتطرفة ومنها جماعة الإخوان الإرهابية لمحاولة النيل من البرنامج بطريقة غير مباشرة عبر الهجوم على مقدمته المذيعة آية عبدالرحمن.
وما بين الإشادة الشعبية الواسعة، واحتفاء رواد مواقع التواصل الاجتماعى بالأصوات الرائعة خاصة الأطفال منهم، عكست آراء الخبراء نجاح البرنامج فى تحقيق أهدافه، فيما تقدم الإذاعى إسماعيل دويدار رئيس شبكة القرآن الكريم بمبادرة لإبلاغ الشركة المتحدة لاعتماد المواهب الفائزة فى البرنامج للانضمام لقراء إذاعة القرآن الكريم.
من جهته أكد الإذاعى إسماعيل دويدار، رئيس شبكة القرآن الكريم، أن البرنامج يمثل منصة تشجيعية لحفظة كتاب الله، وساهم فى إثراء الخريطة الدينية وخلق منافسة شريفة بين المتسابقين. وشدد على عدم صحة ما أُثير حول أداء مقدمة البرنامج آية عبدالرحمن، مؤكدًا أنها تقدم عملها بمهنية عالية وبتقديم يتسق تمامًا مع رسالة البرنامج.
وطالب دويدار بضم أعضاء جدد للجنة المصحف، بينهم متخصص فى التربية الموسيقية وقرّاء بارزون إلى جانب الشيخ طه النعمانى، مثل الشيخ أحمد نعينع أو الشيخ حلمى الجمل، مشيرًا إلى أن الأصوات المشاركة «مبشرة».
وعرض رئيس الشبكة انتقاء عدد من المتسابقين وإحالتهم إلى لجنة اعتماد القرّاء والمبتهلين بالإذاعة لاختبارهم ومنحهم فرصة الانضمام إلى الإذاعة والتليفزيون. كما كشف عن استعداد إذاعة القرآن الكريم لإطلاق مسابقة للابتهالات قريبًا.
إشادة بأصوات المتسابقين ودعوة لتكثيف
البرامج الدينية
من جانبها، وصفت الإذاعية هاجر سعدالدين البرنامج بأنه «رائع» ويضم نخبة من الأصوات المميزة، مؤكدة أن المتسابقين ما زالوا فى مرحلة التعليم، وأن توجيهات لجنة التحكيم تصنع فارقًا حقيقيًا فى تكوينهم. وأشادت بتعاون الشركة المتحدة ووزارة الأوقاف فى إنتاج برنامج دينى بهذا الحجم.
أوضحت سعدالدين أن أخطاء المتسابقين «ليست عيبًا» بل مرحلة طبيعية للتطور، مؤكدة أن البرنامج حقق صدى واسعًا وقاعدة جماهيرية كبيرة. ودعت إلى تكثيف البرامج الدينية الجادة التى تزرع مبادئ القرآن والأخلاق، مؤكدة أن «إعادة بناء الإنسان المصرى لن تتحقق إلا بالتمسك بالقيم القرآنية».
البرنامج يستحضر إرث كبار القرّاء
أما الإعلامية دعاء عامر، فاعتبرت «دولة التلاوة» أكثر من مجرد برنامج، واصفة إياه بأنه «حدث روحى وثقافى» أعاد ترتيب أولويات المشاهدة فى البيوت المصرية. وقالت: إن البرنامج استطاع منذ اللحظة الأولى أن يجعل القرآن مشهدًا يجمع الصغار والكبار حول المعنى قبل الأداء.
وأشارت إلى أن البرنامج أعاد للأذهان إرث التلاوة المصرية العريقة واستحضر أسماء كبار القرّاء مثل الحصرى والمنشاوى ومصطفى إسماعيل، مؤكدة أن لجنة التحكيم— بما تضمّه من علماء الأزهر والقرّاء الكبار— أعطت العمل عمقه الحقيقى وروح الاعتدال.
وأثنت على دور وزارة الأوقاف فى تحويل البرنامج إلى «مشروع وطنى يخدم الهوية ويعزز قيم الوسطية»، معتبرة أن ظهور الأطفال المتسابقين كان من أكثر عناصر البرنامج تأثيرًا، إذ أثبتوا أن الجيل الجديد قادر على حمل هذا الإرث إذا وجد البيئة المناسبة.
واعتبرت دعاء عامر أن «دولة التلاوة» أعاد للقرآن حضوره المهيب وفتح باب السكينة فى النفوس، متمنية أن يكون البرنامج بداية لمسار ممتد يعتنى بالمواهب الشابة ويرتقى بالخطاب الدينى وذائقة المجتمع.
المشاهدون متشوقون للبرامج الدينية
قال ماهر فرغلى، الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الاسلامية: إن جماعة الإخوان الإرهابية تنتهز أى شىء مميز تقوم به الدولة كى تنتقده، لا تريد أى شىء يجمع المواطنين حول نجاحات الدولة، ولا تريد أى عمل يشيد الناس به وهذا أمر طبيعى لأن التنظيم يعتبر نفسه ممثلًا للإسلام.
«فرغلى» أوضح أن التنظيم يرى أن وجود برنامج دينى وهو «دولة التلاوة» يعنى أن الدولة تسحب البساط منه وتأخذ الشىء الذى يتمسك التنظيم به ويخدع به الناس تحت ستار الدين، فالتنظيم يعتبر نفسه محتكرًا للدين، وهذا هو السبب فى انتقاده البرنامج .
وأشار إلى أن برنامج «دولة التلاوة» مهم بأن يتم تقديمه فى دولة 120 مليون مواطن، والضجة التى حدثت حوله لأن المشاهدين متشوقين لهذه النوعية من البرامج خاصة أنه لا توجد برامج مثله ، لافتًا إلى ضرورة وجود برامج متنوعة دينية وثقافية وعلمية.






