طوارئ بالمحافظات لمواجهة التقلبات الجوية
عبدالوكيل أبوالقاسم- والمحافظات- علا الحينى ومصطفى عرفة وشهيرة ونيس وخالد الجهينى ومى الأزمازى
مع دخول فصل الشتاء بدأت وزارة التضامن الاجتماعى، من خلال فريق التدخل السريع التعامل مع البلاغات حول المتضررين من كبار وصغار بلا مأوى لتقديم الدعم اللازم لهم ونقلهم إلى دور رعاية، فضلًا عن الجهود المكثفة التى تبذلها «التنمية المحلية» والأجهزة المعنية بالمحافظات على مستوى الجمهورية عبر تنفيذ خطط واسعة لمواجهة آثار التقلبات الجوية، ورفع درجة الاستعداد داخل غرف العمليات، مع تكثيف انتشار المعدات وفرق التدخل السريع فى الشوارع والطرق الحيوية، لضمان التعامل الفورى مع الأمطار والرياح وتقليل أى مخاطر محتملة على المواطنين.
الفرق الميدانية تعمل على تنفيذ حملات ليلية لرصد الحالات التى تتعرض لمخاطر الطقس القاسى، والتعامل الفورى معها بنقلها إلى دور الرعاية أو تقديم خدمات الإغاثة العاجلة، وذلك تنفيذًا لتكليفات الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، التى تشدد على أن الأولوية خلال هذه الفترة هى توفير بيئة آمنة للمشردين والمعرضين للخطر.
يتم أيضًا توفير وجبات ساخنة، وملابس شتوية، وأماكن إيواء مناسبة، إلى جانب تقديم الدعم الطبى لمن يحتاجه، إلى جانب استقبال البلاغات على مدار الساعة عبر الخط الساخن، والتحرك الفورى للاستجابة لها، وهناك خطة شاملة لحماية الفئات الأولى بالرعاية خلال فصل الشتاء، وضمان عدم تعرض أى مواطن للتشرد أو الخطر نتيجة الظروف الجوية.
«بيوت صغيرة وحضانات إيوائية»
وحول الحالات التى تم التعامل معها خلال الشهر الماضى، وبحسب محمد يوسف، رئيس فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعى، خلال شهر نوفمبر الماضى، فإن الفرق تعاملت مع 519 بلاغًا واستغاثة وشكوى، تنوعت ما بين حالات الكبار والأطفال بلا مأوى وحالات إنسانية وتنفيذ وإجراء تدخلات بمؤسسات الرعاية الاجتماعية لذوى الإعاقة والأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية والأطفال المعرضين للخطر والبيوت الصغيرة وحضانات إيوائية.
وبلغت نسبة الإنجاز %100، وتصدرت محافظات «القاهرة - الجيزة - الإسكندرية - القليوبية - الغربية - الشرقية - الدقهلية - المنوفية - الأقصر - البحيرة - دمياط - أسوان» قائمة التدخلات، وتم التنسيق والتعاون مع النيابة العامة ومنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة برئاسة مجلس الوزراء، وهيئة الإسعاف المصرية والمجلس القومى للمرأة، وخط نجدة الطفل التابع للمجلس القومى للطفولة والأمومة والجمعيات والمؤسسات الأهلية.
كما شهد شهر نوفمبر الماضى تنفيذ تدخلات مع 29 حالة إنسانية، وفحص 110 بلاغات عن أطفال بلا مأوى، وفحص 4 بلاغات للمرأة المعنفة، وفحص 140 بلاغًا عن كبار بلا مأوى، واستقبال 46 حالة بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بين أطفال وكبار بلا مأوى، ونقل 31 حالة كبار بلا مأوى لمستشفيات وزارة الصحة لتوقيع الكشف الطبى عليهم وحجزهم بالمستشفيات لحين تحسن حالتهم الصحية تمهيدًا لاستقبالهم بمؤسسات رعاية الكبار بلا مأوى.
«لجنة الضبطية القضائية»
أيضًا، تم تنفيذ 21 دراسة حالة لكبار وأطفال بلا مأوى وتم دمجهم داخل أسرهم، وفحص 5 بلاغات بوجود بعض انتهاكات داخل بعض مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وغلق 4 مؤسسات رعاية اجتماعية متنوعة لرعاية ذوى الإعاقة والأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية وبيوت صغيرة بمحافظات القاهرة والغربية والإسكندرية، فضلًا عن إجراء 18 تدخلًا إداريًا وقانونيًا مع ما تم رصده بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بالتنسيق مع لجنة الضبطية القضائية بالوزارة.
فى ضوء ذلك، ومع اقتراب فصل الشتاء وتزايد احتمالات التقلبات الجوية، بدأت المحافظات تنفيذ خطط عاجلة واستباقية لمواجهة الآثار المحتملة للأمطار والرياح وموجات عدم الاستقرار، وتأتى هذه الإجراءات فى إطار توجيهات الدولة برفع كفاءة البنية التحتية وتحسين جاهزية المرافق الحيوية، لا سيما شبكات مياه الشرب والصرف الصحى، لضمان انسيابية الحركة بالشوارع وحماية المواطنين وتقليل الآثار السلبية للتقلبات الجوية.
وكثفت المحافظات عمليات المتابعة الميدانية لأعمال الصيانة وتجهيز المعدات، حيث قامت الأجهزة التنفيذية بعمليات حصر شامل لمواقع تجمعات المياه خلال السنوات السابقة، وتحديد النقاط الحرجة التى تحتاج إلى تدخل إضافى قبل بدء ذروة الشتاء، كما جرى التأكيد على استمرار التواصل بين غرف العمليات الرئيسية بالمحافظات وغرفة عمليات مجلس الوزراء لمتابعة مستجدات حالة الطقس والتعامل الفورى مع البلاغات.
وفى إطار خطة الاستعداد، تابعت المحافظات أعمال تشغيل وصيانة محطات رفع الصرف الصحى ومعدات شركات الصيانة، إلى جانب أجهزة المدن الخاصة بمرافق مياه الشرب والصرف الصحى، وجرى تنفيذ مراجعة شاملة للمحطات للتأكد من جاهزيتها الفنية، مع ضبط منسوب أغطية البلوعات وغرف صرف الأمطار لضمان كفاءة التشغيل خلال الشتاء وتجنب أى تجمعات للمياه فى الشوارع.
«ضمان انسيابية حركة المياه»
شملت الجهود الميدانية تطهير بلوعات الصرف والمطر، ومعالجة النقاط الحرجة لضمان انسيابية حركة المياه، وتحسين كفاءة التصريف بالشبكات، إضافة إلى تركيب أغطية جديدة لعدد من البلوعات فى الأحياء الحيوية ضمن خطة الارتقاء بمستوى الخدمات الأساسية، فضلًا عن تجهيز وصيانة مولدات الكهرباء الخاصة بالمحطات لضمان استمرارية العمل فى حالات الطوارئ أو انقطاع التيار.
وإلى جانب الأعمال الفنية، نفذت المحافظات تدريبات عملية للعمالة الفنية بشركات الصيانة، لرفع جاهزيتهم فى التعامل مع المواقف الطارئة، خاصة خلال فترات هطول الأمطار الغزيرة، ناهيك عن أنه تم رفع المخلفات والرواسب من غرف الصرف والمجرى المائى لضمان عدم حدوث انسدادات، فضلًا عن صيانة سيارات الكسح والشفاطات والمعدات الميدانية لضمان جاهزيتها للتدخل السريع.
فى محافظة الإسكندرية، أعلنت الأجهزة التنفيذية رفع حالة الاستعداد القصوى لاستقبال موسم الشتاء، نظرًا لطبيعة المحافظة الساحلية التى تتأثر سريعًا بالتقلبات الجوية، وجرى تكثيف المرور الميدانى على شبكات الصرف، والتأكد من جاهزية سيارات الكسح، إلى جانب مراجعة نقاط تجمع المياه التى شهدت مشكلات خلال المواسم الماضية، والتنسيق بين شركتى المياه والصرف الصحى والأحياء المختلفة لتفعيل خطط الانتشار السريع وقت الأزمات.
«إقليم القناة جاهز»
إلى ذلك استعدت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظات القناة «السويس - الإسماعيلية - بورسعيد» وأعلنت جاهزيتها الكاملة لاستقبال موسم الشتاء، تنفيذًا لخطة الدولة لمواجهة الأمطار والسيول، حيث أكد اللواء أ.ح أحمد محمد رمضان رئيس الشركة، أن العمل جار وفق خطة شاملة لصيانة محطات رفع الصرف الصحى، وتطهير الشبكات والمطابق وبيارات الصرف، وتطهير شنايش وبالوعات الأمطار لضمان سرعة التعامل مع أى تجمعات محتملة للمياه، خاصة فى محافظة الإسماعيلية التى تشهد بطبيعتها بعض النقاط الحرجة.
كما أن محطات الرفع جاهزة للعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، إلى جانب إجراء تجارب عملية بعدد من المناطق المتوقع تأثرها بتجمعات المياه، بهدف قياس القدرة التشغيلية والتأكد من سرعة الاستجابة، فضلًا عن الانتهاء من صيانة وتجهيز طلمبات الكوبوتا وسيارات الكسح وشفط المياه، والدفع بها إلى المناطق الساخنة بالتنسيق مع فرق الطوارئ وغرف العمليات، ورفع درجة التأهب القصوى للأطقم الفنية، مع تفعيل خطة الاستدعاء الفورى عند تغيرات الطقس.
«الصعيد يراجع مخرات السيول»
وفى محافظات الصعيد، شملت أعمال الاستعداد للطقس السيئ متابعة مكثفة لأعمال تطهير مخرات السيول استعدادًا لهطول الأمطار المتوقعة على بعض المناطق الجبلية، وجرى تأكيد إزالة أى عوائق تعترض مسارات المياه، والتأكد من جاهزية المعدات الثقيلة للتعامل مع السيول فى حال حدوثها، خاصة فى المحافظات الأكثر تأثرًا مثل أسوان والبحر الأحمر والوادى الجديد.
وتؤكد الأجهزة التنفيذية أن لجان المتابعة الميدانية تعمل بشكل مستمر على تقييم جاهزية مخرات السيول وتفقد نقاط التجمع المحتملة، مع تعزيز التنسيق بين المحافظات ووزارة الموارد المائية والرى لضمان إدارة آمنة لمياه الأمطار والسيول.
كان اللواء عمرو حنفى، محافظ البحر الأحمر، قد كلف برفع درجة الاستعداد القصوى بجميع القطاعات الخدمية، وعلى رأسها مياه الشرب والصرف الصحى، والوحدات المحلية، والحماية المدنية، مع التشديد على تفعيل غرفة العمليات المركزية على مدار الساعة، فضلًا عن مواصلة تطهير مخرات السيول الرئيسية والفرعية، وإزالة العوائق الطبيعية التى قد تعوق مسار المياه، ومراجعة سدود الحماية وبحيرات التخزين لضمان كفاءتها فى استقبال أى كميات مياه محتملة.
«جاهزية وتنسيق على مدار الساعة»
تأتى خطط الاستعداد التى يجرى تنفيذها فى المحافظات، استكمالًا للاستراتيجية الوطنية لمواجهة آثار التقلبات المناخية، عبر توفير بنية تحتية قوية ومنظومة طوارئ فعالة قادرة على الحد من الأضرار، كما شددت غرف العمليات على ضرورة التزام المواطنين بالتعليمات الصادرة وقت موجات الطقس السيئ، والتواصل الفورى للإبلاغ عن أى تجمعات مياه أو أعطال فى المرافق.
وتواصل المحافظات جهودها على مدار الساعة لضمان استقبال فصل الشتاء دون مشاكل كبيرة، مع الاستعداد لأى سيناريوهات محتملة، بهدف توفير شتاء أكثر أمانًا للمواطنين وتقليل آثار التقلبات الجوية إلى أدنى حد ممكن.
وكشفت تصريحات للدكتورة هبة الجلالى، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى ببنى سويف، عن تنفيذ حزمة واسعة من الإجراءات الوقائية والخدمية لحماية المواطنين ودعم الأسر الأكثر احتياجًا، موضحة أنه تم توزيع 500 ألف بطانية ولحاف ضمن برنامج شتاء دافئ، بما يضمن وصول الدعم إلى مختلف الفئات المستحقة فى قرى ومراكز المحافظة، وتم تشكيل غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة لتلقى البلاغات والتعامل الفورى معها، من خلال التنسيق اللحظى مع غرف عمليات الوزارة والمحافظة، بما يضمن سرعة التحرك وسيولة الاستجابة لأى طارئ.
وفى إطار تلك الجهود، تم تطوير مركز الإغاثة شرق النيل بتكلفة وصلت إلى 5 ملايين جنيه، حيث جرى تزويده بالمستلزمات والاحتياجات الحيوية كافة، ليضم خيمًا وأسرة ومطبخًا مجهزًا ومستشفى صغيرًا، بما يؤهله للقيام بمهام الإغاثة والإنقاذ فى الظروف الطارئة، ناهيك عن تم تجهيز 8 نقاط إيوائية موزعة على مراكز المحافظة، مجهزة بكامل الاحتياجات الأساسية، إلى جانب توفير سيارات لنقل المعدات والمواد اللازمة.
«طوارئ بالمناطق الجبلية»
أما فى شمال وجنوب سيناء، فقد رفعت المحافظتان درجة الاستعداد القصوى نظرًا لطبيعة تضاريسهما الجبلية التى تزيد من احتمالات تشكل السيول، وبدأت الأجهزة التنفيذية هناك فى تنفيذ خطة موسعة لتطهير مخرات ومسارات السيول، ودعم السدود الترابية والبحيرات الصناعية المصممة لتجميع مياه الأمطار والاستفادة منها.
ففى شمال سيناء تمت مراجعة جاهزية المعدات الثقيلة، خاصة فى مدن العريش والشيخ زويد وبئر العبد، مع تكثيف المرور على الطرق الدولية لمتابعة أى تأثيرات محتملة على حركة السير، كما جرى التنسيق مع مديريات التضامن والصحة لتجهيز مخزون استراتيجى من المستلزمات الضرورية لاستخدامها وقت الطوارئ.
أما جنوب سيناء، فأجرى المحافظ جولات ميدانية لمتابعة أعمال تطهير المخرات فى مدن الطور وسانت كاترين ونويبع ودهب، مع تأكيد ضرورة الالتزام بخطط الإخلاء الآمن فى المناطق المعرضة للسيول، فضلًا عن رفع كفاءة محطات الرفع وشبكات التصريف فى شرم الشيخ، استعدادًا لاستقبال أى موجات مطرية مفاجئة.






