خدمات صحية «ذكية» فى الجمهورية الجديدة
محمود جودة
يشهد القطاع الصحى المصرى، تحولًا رقميًا واسعًا، يُغير شكل خدمات التشخيص والعلاج، ويرفع كفاءة المنظومة الصحية ضمن رؤية «مصر الرقمية» واستراتيجية مصر 2030، حيث أصبحت التكنولوجيا جزءًا أصيلًا من تقديم الخدمة، بدءًا من أنظمة الحجز الإلكترونى وتيسير الوصول للعلاج، وصولًا إلى إدماج الذكاء الاصطناعى والتطبيب عن بُعد فى المستشفيات، إذ تتبنى الدولة خطة شاملة لرقمنة الخدمات الصحية، لتسهيل رحلة المريض، وتقليل الازدحام وتحسين دقة التشخيص.
وتشمل الخطة، التوسع فى الطب عن بُعد، بما يتيح للمرضى فى المحافظات النائية والحدودية الحصول على الاستشارة الطبية، عبر الفيديو كونفرانس دون الانتقال للقاهرة، مما يقلل قوائم الانتظار ويعجل من اتخاذ القرار العلاجى.
من جانبه، أكد د.بيتر وجيه، مساعد وزير الصحة للطب العلاجى، أن تقنية الفيديو كونفرانس ساهمت فى إصدار آلاف قرارات العلاج على نفقة الدولة، دون حضور المرضى فعليًا للمجالس الطبية خلال العام الجارى 2025، بما يعكس التزام الدولة بإتاحة الخدمات الرقمية للجميع.
وفى مجال التشخيص، أدخلت المستشفيات الكبرى، أنظمة ذكاء اصطناعى لتحليل الأشعات والاختبارات الطبية بدقة عالية، ما يساعد على اكتشاف الأمراض مبكرًا، خاصةً الأورام والأمراض المزمنة، ويسرع من التدخل العلاجى.
وفى نفس السياق، تعتمد المختبرات الطبية على أجهزة حديثة تُصدر النتائج خلال ثوانٍ، حسب أحمد الدبيكى، نقيب العلوم الصحية، وهو ما يدعم سرعة التشخيص، ووضع خطة العلاج السليمة المبنية على أساس علمى، ومن ثم رفع نسب الشفاء للمرضى.
كما يمثل التطبيب عن بُعد نموذجًا للعدالة الصحية الرقمية، حيث يتيح لمواطن فى قرية نائية، مستوى خدمة يضاهى مستشفى جامعى فى العاصمة، وهو ما تؤكده تجارب ربط المستشفيات ببعضها لتعزيز سرعة التشخيص وإنقاذ الحالات المعقدة.
وشهدت منظومة التأمين الصحى الشامل قصص نجاح تعكس أثر الرقمنة فى تقريب الخدمة للمواطن، وإجراء جراحات دقيقة عالية التكلفة، وإتاحتها بجودة عالمية، ويتكامل ذلك مع تطوير أنظمة الحجز الإلكترونى للعيادات والفحوص، بما يقلل وقت الانتظار ويسهل متابعة المريض لسجله الطبى بشكل رقمى.
ورغم التحديات القائمة، ومنها الحاجة إلى بنية إنترنت قوية، وتدريب الكوادر على الأنظمة الرقمية، إلا أن الدولة تمضى فى خططها لتحديث كل مفاصل المنظومة الصحية، وتعزيز أمن البيانات، وتوسيع إتاحة الخدمات الإلكترونية، بما يضمن تقديم رعاية صحية أكثر كفاءة وإنصافًا.
كما تشهد منظومة التأمين الصحى القديم فى مصر، تطويرًا واسعًا، يستهدف تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، وعلى رأسها تسهيل إجراءات حجز الكشف الطبى داخل العيادات والمستشفيات التابعة للهيئة، فلسنوات طويلة، عانى المنتفعون من خدمات التأمين الصحى، خاصة من طوابير الانتظار والزحام أمام العيادات، بسبب اعتماد منشآت كثيرة على الحجز اليدوى وسجلات الورق، هذا الواقع دفع الهيئة إلى تبنى خطة متكاملة لإعادة هيكلة نظام الحجز، عبر تحديث البنية التكنولوجية وإدخال آليات إلكترونية، تسهل على المرضى الحصول على الخدمة دون عناء.
وأتاحت الهيئة الحجز المسبق للكشف داخل العيادات الخارجية، إما من خلال شباك الحجز المميكن، أو عبر نظام إلكترونى داخل الوحدة نفسها، يسمح بتحديد المواعيد بشكل دقيق، وتقليل الزمن المستغرق للحصول على الخدمة، مما يساهم فى تنظيم تدفق المرضى على مدار اليوم، ويقلل من فترات الانتظار، ويحسن تجربة المنتفع داخل المنشأة الصحية.
وجار العمل على ربط منظومة الحجز الجديدة بملف المريض الإلكترونى، بحيث يستطيع الطبيب الاطلاع على تاريخه المرضى، ونتائج الفحوصات السابقة، بمجرد بدء الكشف، دون العودة إلى الملفات الورقية، مما يسهم فى دقة التشخيص وسرعة اتخاذ القرار العلاجى، ويقلل الأخطاء المرتبطة بتبادل الملفات.






