«تعليم عالى» آمن رقميًا ويفتح أبواب «سوق العمل»
شيماء عدلى
شهد قطاع التعليم العالى والبحث العلمى فى مصر، تحوّلًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، ارتكز على أربعة محاور رئيسية: تطوير البنية التحتية الرقمية، التوسع فى الجامعات التكنولوجية، زيادة عدد كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى، ودمج الذكاء الاصطناعى فى جميع البرامج وجميع التخصصات، إذ تهدف هذه المحاور لإعداد خريجين مؤهلين للعمل محليًا ودوليًا، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى للابتكار.
من جانبها استثمرت وزارة التعليم العالى أكثر من 12 مليار جنيه منذ 2019 فى تطوير البنية الرقمية للجامعات، تشمل مراكز البيانات، الحوسبة السحابية، معامل الذكاء الاصطناعى، وأنظمة الاختبارات الإلكترونية التى تجاوز عددها 3.5 مليون اختبار سنويًا، وربطها بمنصات الجامعات الذكية وبنك المعرفة المصرى، الذى سجّل أكثر من 70 مليون زيارة سنويًا، كما دعم صندوق تطوير التعليم مشروعات الابتكار والذكاء الاصطناعى، بتمويل 30% من مشروعات البحث فى هذا المجال، لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى الزراعة، الصحة، وإنتاج الطاقة.
ووفقا لإحصاءات وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، بلغت عدد كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى 92 كلية ومعهدًا، مع التوقعات بتجاوز 100 كلية خلال العام الدراسى الجارى، ويصل عدد الطلاب الملتحقين بها إلى 112 ألفًا بزيادة 39% عن العام الماضى، تشمل التخصصات: الذكاء الاصطناعى، تحليل البيانات الضخمة، الأمن السيبرانى، الروبوتات، الحوسبة السحابية، والبرمجيات المتقدمة.
وارتفعت عدد الجامعات التكنولوجية إلى 10 جامعات، ضمن خطة لإنشاء 17 جامعة على مستوى الجمهورية، وتقدم برامج تطبيقية مباشرة مرتبطة بسوق العمل، مثل الميكاترونكس، تكنولوجيا الصناعات المعدنية، تكنولوجيا السيارات، الطاقة الجديدة والمتجددة، والأوتوترونكس.
وتُعد هذه الجامعات حلقة وصل بين التعليم الأكاديمى واحتياجات سوق العمل، كما يسعى الخريجون إلى فرص عمل محلية ودولية، خاصة فى الخليج وأوروبا.
وفى سياق متصل، تبنت جامعة القاهرة استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعى، تضمنت إنشاء معهد علوم وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، وربط البحث العلمى بالاحتياجات الوطنية فى الصحة والزراعة والتعليم، ودعم 200 مشروع بحثى طلابى سنويًا، كما أعلنت جامعات مصر للمعلوماتية، عين شمس، الإسكندرية، المنصورة الجديدة، وجامعة الجلالة عن تطوير معامل متقدمة، عن شراكات مع شركات عالمية، وإطلاق برامج دراسات عليا متخصصة بالذكاء الاصطناعى لتعزيز البحث العلمى وربط الطلاب بسوق العمل.
من جانبه، أوضح الدكتور شريف كشك مساعد وزير التعليم العالى للحوكمة الذكية لـ «روزاليوسف»، أن الوزارة وقّعت 4 بروتوكولات واتفاقيات تعاون مع شركات عالمية لضمان مواءمة المناهج الدراسية مع احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى إطلاق مبادرة «تعليم عالى آمن رقميًا» لتدريب 1000 موظف على حماية البيانات وتأمين البنية التحتية الرقمية خلال 6 أشهر، مضيفا أن جهود الوزارة تضمنت تطوير برامج تدريبية للعاملين بقطاع تكنولوجيا المعلومات، شملت الذكاء الاصطناعى، البيانات الضخمة، الحوسبة السحابية، الأمن السيبرانى، وتقنية الجيل الخامس 5G، بالإضافة إلى دعم مشاريع الابتكار الطلابى والبحثى عبر صندوق تطوير التعليم.
ولفت كشك، إلى أن مصر جاءت فى المركز الأول على مستوى قارة إفريقيا فى عدد الأبحاث فى مجال الذكاء الاصطناعى، مشيرا أنه أصبح لدى الطلاب الراغبين فى دراسة تخصصات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى المزيد من الخيارات، مما يتيح لهم اختيار الجامعة التى تناسب احتياجاتهم وقدراتهم.
وقال الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات: إن زيادة عدد كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى إلى نحو 100 كلية هذا العام، تمثل استجابة مباشرة لاحتياجات سوق العمل الدولية التى تشهد نقصًا حادًا فى المتخصصين فى الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات، مضيفا أن الجامعات المصرية بدأت تنفيذ استراتيجية شاملة لتأهيل الطلاب فى مختلف التخصصات بمهارات الذكاء الاصطناعى لتعزيز تنافسية الخريجين إقليميًا ودوليًا.






