بعد إهماله طوال السنوات الماضية.. الكنيسة تحتفل بمرور خمسين عاما على أسقفية الخدمات التى أنشأها الأنبا صموئيل
روزاليوسف اليومية
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى وفاة الانبا صموئيل الذى استشهد فى حادث المنصة والذى اغتيل فيه الرئيس الراحل السادات وهو أحد المرشحين للكرسى الباباوى أمام الراحل البابا شنودة الثالث.
والأنبا صموئيل أسقف الخدمات هو أحد الأساقفة الذين اختارهم السادات فى اللجنة الخماسية لإدارة شئون الكنيسة عندما أصدر قراره بالتحفظ على البابا شنودة وتشكيل لجنة خماسية لإدارة شئون الكنيسة والتى تكونت من الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية، والأنبا صموئيل أسقف الخدمات، والأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى، والأنبا اثناسيوس أسقف بنى سويف، والأنبا يؤانس أسقف الغربيه وسكرتير المجمع المقدس.
ولمن لا يعرفه هو سعد عزيز حصل علي ليسانس الحقوق ثم تتلمذ وترهب علي يد المتنيح أبينا مينا المتوحد,وعاش معه باسم الراهب مكاري لمدة ثلاث سنوات بدير مارمينا بمصر القديمة,ثم دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل مغاغة ثم دير السيدة العذراء (السريان) ورسم قسا 1950 وقمصا 1951. وكان يشرف علي القسم الداخلي بالكلية الإكليريكية 1952 كما كان يقوم بتدريس مادة اللاهوت الطقسي والرعوي بالكلية، واختاره البابا كيرلس سكرتيرا روحيا له عام 1959 ثم أسقفا عاما لأسقفية الخدمات في 1962/9/30.
الأنبا صموئيل كان سفيرا للكنيسة القبطية في العديد من المؤتمرات المسكونية منها:مؤتمر الكنائس العالمي في إيفانسون 1954 الذي انبثق عنه مجلس الكنائس العالمي,وحصل علي منحة دراسية نال بها درجة الماجستير بامتياز عام1955, تعين مندوبا عن الكنيسة القبطية باللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمى.
وكان علي علاقة طيبة مع جميع الكنائس والمحافل الدولية. وإذا تصفحنا سجل وطنيته سوف نجد فيه خلال العدوان الثلاثي علي مصر سنة1956كانت له جولات في الخارج لإرسال المعونات الغذائية والطبية للجرحي والمرضي وكان يتجول في ربوع الغرب ليشرح للرأي العام العالمي وقائع الاعتداء الغاشم وصمود الأقباط والمسلمين في وجه الاستعمار.
كما تولي جمع التبرعات لمنكوبي الحرب والمهاجرين من مدن القناة في1967. وسعي لإعفاء الإعانات من الرسوم الجمركية لتوزيعها علي المنكوبين.
وأيد طلب وزارة الصحة بشأن التبرع من الخارج بكميات كبيرة من الأدوية بمناسبة حرب الاستنزاف خلال عشر سنوات، وكان عضوا بلجنة المواطنين من أجل المعركة1970.
واستورد بنفوذه وعلاقاته مع مجلس الكنائس العالمي مائة ألف بطانية وكثيرا من الأدوية والأجهزة الطبية بلغت ثلاثين ألف جهاز حديث لنقل الدم. عهد إليه البابا كيرلس السادس برئاسة اللجنة التنفيذية لمشروع بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، فقام بإتمام المشروع ، وكان المسئول الأول عن ترتيب الاحتفالات الكنسية بمناسبة مرور 19 قرنا علي استشهاد كاروز الديار المصرية مارمرقس.
ونجحت المفاوضات مع بابا روما بولس السادس بإحضار رفات مارمرقس إلي مصر كما نجحت مراسم الاحتفالات التي شرفها بالحضور رئيس الجمهورية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا ومائة واثنان وسبعون رئيسا للكنائس والطوائف.
وكان حبيبا للفقراء فأسس لهم مشروعه الباقي حتي اليوم (التدريب المهنى) وكان شعاره بدلا من أن تعطيه سمكة علمه كيف يصطاد، وتخرج من هذا المشروع آلاف الخريجين الذين يعملون في كافة المهن هذا إلي جانب مشاركته الفعالة في مجلس إدارة (جماعة الإخاء الدينى).
في أحداث الزاوية الحمراء 1981 كانت بينه وبين الرئيس حسني مبارك النائب في ذلك الوقت خط تليفوني ساخن للاتصال الدائم والوقوف علي خطوات الأزمة ساعة بساعة، وأثناء التحفظ علي الآباء الأساقفة والكهنة والعلمانيين بعد أحداث الزاوية الحمراء 1981 كان يرسل لهم الاحتياجات ويرسل مندوبيه للسؤال عنهم في المعتقل.
وبعد رحلة كفاح طويلة خدم فيها الكنيسة بكل أمانة وإخلاص، وبذل الجهد من أجل وطنه مصر سقط شهيدا في حادث المنصة في1981/10/6 .
واهتم الأنبا صموئيل بخدمة المهجر مبكراً جداً قبل شيوع ظاهرة الهجرة ذاتها فى ستينات القرن العشرين بوقت طويل.
وأختاره الأنبا يوساب بابا الإسكندرية (115) ليرأس وفد الكنيسة القبطية فى المؤتمر الثانى لمجلس الكنائس العالمى فى عام 1945 فى إيفانستون بالولايات المتحدة الأمريكية حيث ضم الوفد القمص صليب سوريال والدكتور عزيز سوريال عطية، وتوقف الوفد فى لندن لإقامة أول قداس قبطى فى العصر الحديث فى 15 أغسطس 1954 وقد حضر الأستاذ وهيب عطا الله – الأنبا أغريغوريوس – هذا القداس حيث كان موفداً هناك من الإكليريكية لدراسة الدكتوراه، وتابع الوفد سفره إلى أمريكا حيث قام بتمثيل الكنيسة القبطية.
وفى امريكا سعي لإنشاء كنيسة قبطية هناك لخدمة الطلبة الأقباط المنتشرين فى ولاياتها، وقد أرسل الأنبا يوساب بابا الإسكندرية خطاباً يبارك بإنشاء كنيسة قبطية مصرية أرثوذكسية فى شيكاغو، واهتمامه بإحاطة الجمهور بتاريخ الكنيسة المجيد وطقوسها وتقاليدها السامية الكريمة، وقد أرسل هذا الخطاب فى 24 أغسطس 1954.
بعد عودة القمص مكارى السريانى من بعثته فى أمريكا فى عام 1955 كرس الجزء الأكبر من وقته وحياته لهذه الخدمة الوليدة فكان لا يدخر جهداً فى سبيل رعاية المهاجرين فى كل مكان، وفى كل أسفاره وانتقالاته بين دول العالم ما أن يصل إحدى المدن حتى يسارع بالاتصال بأفراد الشعب القبطى وتحديث قاعدة البيانات، وعندما أختير القمص مينا المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا للإسكندرية فى 1959 أختار القمص مكارى السريانى تلميذه الأول سكرتيراً له، ثم رسمه أسقفاً للخدمات العامة فى 30 سبتمبر 1962باسم الأنبا صموئيل القمص أنطونيوس السريانى – البابا شنوده الثالث – الذى رسم أسقفاً للتعليم.
وأصبحت هذه الأسقفية تعرف باسم أسقفية الخدمات العامة الاجتماعية والعلاقات المسكونية وشئون المغتربين،
ولعب الأنبا صموئيل دوراً هاماً ومحورياً لا يمكن إغفاله فى تأسيس كنائس أمريكا وكندا وأستراليا وأوربا والشرق الأوسط.