الإثنين 7 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قميص عثمان




 الضمير الآثم لا يحتاج إلى إصبع اتهام.. بل يحتاج إلى من يوقظه قبل أن يحاسبه.. الضمير الذى لطخ بدماء الأبرياء وضاع تحت طلقات الرصاص.. عن الدماء المصرية البريئة المراقة سنتحدث.

أنا هنا سأتحدث عن «قميص عثمان».. قميص سيدنا عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين.. الذى استخدم قميصه المضرح بالدماء لاشعال الحروب بين المسلمين.. وهو منهم براء.

 سأتحدث هنا كل نقطة دماء سقطت منذ ثورة 25 يناير.. دماء بريئة اريقت من نظام فاسد ثم دماء أخرى خلال الفترة الانتقالية ومنها إلى حكم الإخوان المسلمين وما بعد ثورة 30 يونيو ومنها إلى دماء الضباط فى سيناء ومنه إلى كل مدينة مصرية.

لا جدال فى أن من قتل أى مصرى هو مجرم.. ولا اخبأ عليكى سرا إذا قولت إننى الآن اكتب اليك تحت تأثير الطالب الجامعى الذى قتل أمس الأول فى إحدى تظاهرات الإخوان.. طلب لم يتجاوز من العمر 18 عاما قتلته يد اثمة فى جو من الفوضى.. ولكن قتلته يدا أخرى عندما اقنعوه بأن المشاركة فى المظاهرات الإخوانية من أعمال الصالحين.. وأن مصر دخل اليها الإسلام يوم تولى محمد مرسى الرئاسة وخرج منها الإسلام يوم أن تم عزله.. أنا هنا لا ادافع عن أحد بل أنا اهاجم الجميع.. من العابثين الهاربين إلى جزيرة الشيطان والمحرضين على الثورة على من عزلوهم.. بالرغم ان من عزلهم كانوا من اختياراهم.. يهتفون بإسقاط حكم العسكر بالرغم من انهم هم اللذين اعادوه .. ويطالبون بمحاكمة وزيرى الدفاع والداخلية من منطلق انهم قادة الانقلاب «بالرغم من انهم هم اللذين عينوهم».. وينددون بدخول الشرطة إلى جامعة الأزهر بالرغم من ان حرائقهم هى التى اجبرت إدارة الجامعة على السماح للشرطة بدخول الأزهر.. يتباكون على مقتل زميلهم «بالرغم من مطالبتى محاكمة من قتله» ولا نسمع لهم صوتا عن ضحايا الحادث الإرهابى فى مديرية أمن الدقهلية.. نسمع أصواتهم مطالبة بالقصاص لمقتل أحدهم ولا نسمع هذا الصوت يندد أصلا بالعمليات الإرهابية فى سيناء ضد قواتنا المسلحة.. وذهلت عندما سمعت أحدهم يتمنى ان تدخل إسرائيل إلى سيناء لتدمير جيشنا.

لا تتعجب فهؤلاء احبوا جماعتهم أكثر من وطنهم .. واصبح صوت الباطل لديهم اعلى من صوت الحق .. نسوا كتاب الله وساروا وراء اشاراتهم الربعاوية .. لم يحفظوا حرمة دماء .. ولا مستقبل وطن .

الان .. يجلس كبيرهم فى احد السجون ببرج العرب .. سعيدا منتشيا مما يرتكبه أهله وعشيرته من جرائم فى حق الوطن بدعوى عودة الشريعة.. شرعية زائفة وحكم كان يجب أن يسقط مثل القناع الذى اخفى وراؤه كل قبيح.

إنه قميص عثمان الذى يرفعونه فى تظاهراتهم لاستعطاف أصحاب القلوب الرحيمة وهم لا يعرفون رحمة.. دفعوا بخيرة شبابنا إلى تظاهرات ليقتلوا وليبكوا عليهم بعد ذلك وليذرفوا الدموع عليهم.. ولكن دموعهم كدموع التماسيح.أيها الإخوان: أعرف وتعرفون ان ما يحدث الآن لعبة.

سياسية بعيدة كل البعد عنها كلعبة دينية.. إذن لا ترفعوا شعار الإسلام فى تظاهرات الهدف منها السلطة.. ولا تكونوا السبب فى اراقة دماء الهدف من ورائها العودة للحكم.. لآن التاريخ لن يرحمكم ولتعلموا أﻥ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍلآﺛﻢ ﻻ‌ ﻳﺤﺘﺎﺝ لإﺻﺒﻊ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﻟﺬﺍ ﺍﺑﺪأوا ﺑﻤﺤﺎﻛمة أنفسكم أﻣﺎﻡ ﺿﻤﺎﺋﺮﻛﻢ ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ أن ﺷﺠﺮة ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻻ‌ ﺗﺜﻤﺮ ﻭأن من ﺑﺎﻟﻎ ﻓى ﺍﺳﺘﺴﻼ‌ﻣﻪ ﺿﺎﻕ ﻓﻜﺮﻩ ﻋﻦ ﺭﺅﻳة ﺍﻟﺤﻘﻴقية.

ﻭﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎة سخر ﻣﻨﻪ ﺿﻤﻴﺮﻩ.