الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مدير المشروع  بالزراعة: «الأكوابونيك» نموذج لزراعة «الأسماك والمحاصيل» على الصخور وكسر الرخام

مدير المشروع  بالزراعة: «الأكوابونيك» نموذج لزراعة «الأسماك والمحاصيل»  على الصخور وكسر الرخام
مدير المشروع  بالزراعة: «الأكوابونيك» نموذج لزراعة «الأسماك والمحاصيل» على الصخور وكسر الرخام





حوار _  إبراهيم رمضان
تصوير - أيمن فراج

على مسافة عشرات الأمتار من مبنى ديوان عام وزارة الزراعة، وتحديدًا داخل مبنى الصوب الزراعية، يعكف مجموعة من الباحثين على تطوير نظام زراعة « الأكوابونيك.. الذى يجمع بين الزراعة المائية والاستزراع السمكى».
 اطلاعنا على المشروع البحثى، لم يكن بترتيب مسبق، ولكنه جاء بالصدفة، بعد أن طلب صديق أن أتوجه معه لوزارة الزراعة لمعرفة الإجراء القانونى المطلوب ليزرع سطح منزله أو حديقة منزله، ومعرفة الجدوى الاقتصادية للمشروع، إلا أننا فى البداية لم نجد إجابة لأسئلة الصديق لدى من قصدناه من المسئولين، مما دفعنى للتواصل مع مسئول بمركز البحوث الزراعية، توجهنا إليه لنسأله عن أى باحث متخصص فى مجال زراعة الأسطح، وفورًا قال لنا توجها لمبنى الصوب الزراعية، ستجدون ماتسألون عنه، لدى الدكتور أحمد توفيق.
ما إن وصلنا للمبنى حتى وجدنا الدكتور توفيق – مدير مشروع الأكوابونيك والأستاذ بالمعمل المركزى  للمناخ-  مع عدد من أعضاء فريقه البحثى ومعاونيه، يتابعون عملهم داخل إحدى الصوب المخصصة.
المشروع، مرحبًا بالإجابة عن جميع الأسئلة، التى طرحناها وأجابنا عليها خلال الحوار التالى:

 


■ أولًا: ما نظام الزراعة «الأكوابونيك»؟
- «الأكوابونيك» هو نظام متكامل يجمع بين الزراعة اطلمائية «بدون تربة» والاستزراع السمكى عبر نظام زراعى مغلق،  يتيح إنتاج أنواع من المحاصيل كالورقيات «الخس والكرفس والفجل وغيرها»، مستفيدين من الأمونيا الناجمة عن عمليات التمثيل الغذائى للأسماك والتى تتحول بعد ذلك لنترات سهلة الامتصاص لتغذية النبات، كما يقوم النبات بتنقية المياه لتعود مرة أخرى لأحواض الأسماك.
■ لكن هل تستخدم فى هذا النظام أى مبيدات أو أسمدة ؟
- فى هذا النظام من الزراعة لا تستخدم أى أنواع من الأسمدة أو المبيدات، وبالتالى فإن المحاصيل المنتجة خالية من أى ملوثات كيماوية، والفارق بينها وبين المنتجات الأورجانيك أن شرط المنتجات الأورجانيك هى الزراعة فى الأرض.
■ ما ترتيبنا فى هذا المجال؟
- هناك عدة دول تعمل بنظام الزراعة المائية «الأكوابونيك» ولكن لكل دولة النموذج الخاص بها فهناك النموذج الاسترالى والكندى والأمريكي، وذلك لاختلاف هذه البيئات، واختلاف نوعية الأسماك واختلاف نوعية النباتات، واختلاف نوعيات الأعلاف.
■ وهل المكونات التى تحتاجها لهذا النظام محلية أم مستوردة؟
- جميع مدخلات نظام «الأكوابونيك» وتجهيزاته محلية هى منتجات مصنعة فى مصر ولا نستورد منها أى شىء، وكانت هناك بعض المكونات التى يتم استيرادها وتغلبنا على ذلك بتوفير البدائل المحلية لها، بل إننا يمكننا الزراعة على «كسر الرخام والأحجار الصغيرة» حاليًا.
■ هل هناك شركات مصرية أو مزارع تعمل بهذا النظام حاليًا، وكيف يتم تسويق منتجاتها؟
- هناك 5 مزارع مصرية تعمل بهذا النظام وتبيع منتجاتها لعدد من سلاسل السوبر ماركت الكبيرة، وفى فروع محدودة، وهناك ترحيب من جانب هذه السلاسل بطرح منتجات هذه المزارع نظرا لجودة المنتجات.
■ ماذا عن منتجاتكم فى مركز البحوث الزراعية؟
- بالفعل مؤخرا اتفقنا مع عدد من سلاسل السوبر ماركت ووافقت على بيع منتجاتنا فيها، وبأسعار جيدة.
■ هل هناك تنافس بينكم وبين القطاع الخاص؟
- بالعكس هناك تكامل فيما بيننا فى مركز البحوث الزراعية والقطاع الخاص، حاليا خاصة أن المنتجات عليها إقبال من المستهلكين، ولدينا مشكلة عجز فى توفير احتياجات سلاسل السوبر ماركت من منتجات «الأكوابونيك» من المحاصيل الزراعية.
■ كيف يتم تسويق هذه المنتجات؟
- بالفعل مشكلة أى منتج هى التسويق، ولكن هذه المشكلة تمكننا من حلها فعليا بإنشاء شركة لتسويق هذه المنتجات، يساهم فيها كل من مركز البحوث الزراعية، وأكاديمية البحث العلمي، تتولى عملية الحصول على المنتجات الزراعية المختلفة والتعاقد مع سلاسل السوبر ماركت لطرحها للبيع، ونشجع الشباب والمستثمرين على استخدام هذا النظام خاصة أننا نقوم بتنفيذ المشروع ومتابعته، وتسويق المنتج، وهو ما دفع العديد من الناس مؤخرًا، من طلب تنفيذ مثل هذا المشروع.
■ لكن لماذا وافقت أكاديمية البحث العلمى على المساهمة فى هذه الشركة؟
- ماحدث هو أن الأكاديمية أعدت مسابقة للابتكارات الزراعية، تقدم فيها 75 مبتكرًا، فاز 9 كنت من بينهم، حيث فاز الابتكار الخاص بي، وهو حل لمشكلة عرض المحاصيل الورقية فى السوبر ماركت، خاصة أن عرضها فى الثلاجات يجعل فترة صلاحيتها 3 أيام فقط، إلا أننى قدمت نموذجا، يمكن للسوبر ماركت من عرض هذه المنتجات الزراعية طازجة، فى مساحة متر إلى متر ونصف، كما هى فى الأصص الخاصة بها، حيث يمكن للمستهلك أن يحصل على النبات الذى يرغب فى شرائه طازجًا.
 ■ لكن ماهو العائد المادى لمثل هذا النظام سواء كان على الأسطح أو فى مزرعة؟
- يمكن لأى شاب استغلال سطح منزله وزراعة عدد من المحاصيل الزراعية وإنتاج أسماك، على مساحة 100 متر مثلا، وسيدر ذلك ربحا عليه يتراوح مابين 1500 و2000 جنيه، فيما يدر المشروع فى حال تنفيذه مثلًا على مساحة 360 مترًا، دخلًا شهريَا يتراوح مابين 10 و 12 ألف جنيه.
■ لكن كيف سيسترد رأس المال الذى يحتاجه لبدء المشروع؟
يمكن لصاحب المشروع استرداد رأس المال الخاص به خلال عام ونصف العام على الأكثر.
■ ما العائد الاستثمارى للمشروع؟
- لن يقل الربح الناجم عن المشروع  35 % لكل جنيه يتم استثماره فى هذا المشروع.
■ ما أبرز المحاصيل التى يتم زراعتها فى هذا النظام حاليا؟
- نركز حاليًا على زراعة المحاصيل الورقية «الخس والكرفس وغيرهما»
■ هل يمكن تصدير هذه المحاصيل؟
بالطبع يمكن تصديرها وسيكون عائدها جيدًا بشرط نقلها للأسواق طازجة عبر الطيران وليس فى البواخر.
■ كيف يساهم نظام «الأكوابونيك» فى توفير المياه وتعظيم الاستفادة منها؟
- الزراعة بنظام «الاكوابونيك» موفرة للمياه، ولا تهدر فيها أى كميات، سوى تلك التى تتبخر بفعل حرارة الشمس، فكما قلت سابقًا المياه تمر فى دور مغلقة، كما أن إنتاج كيلو الأسماك يحتاج فى هذا النظام يحتاج لاستخدام 30 لتر مياه، بينما يحتاج فى نظام الاستزراع السمكى العادى إلى استخدام 30 متر مكعب من المياه وهو فارق شاسع فى استخدام المياه،  كما أن هذا النظام لا يتسبب فى أى تلوث للبيئة المحيطة، كما أن إنتاج طن السمك يكلف 8 آلاف جنيه، ويتم بيعه بـ14 ألف جنيه.
 ■ لكن كيف يتم نقل الخبرات العلمية للراغبين فى تنفيذ مثل هذا المشروع؟
- لنقل الخبرة العلمية للراغبين فى تنفيذ مثل هذا المشروع، نقوم بتدريب المواطنين على تنفيذ المشروع برسوم رمزية حوالى 500 جنيه للفرد فى الدورة، وبالفعل قمنا بتدريب وفود من عدة دول من شرق آسيا، كما نظمنا حوالى 4 دورات تدريبية لعدد من الشباب المصريين الراغبين فى تنفيذ مثل هذا المشروع.
■ لكن هل تشرف وحدك على هذا المشروع ؟
- بالطبع لا، فهناك فريق عمل من تخصصات مختلفة « مكافحة الأمراض وكلية الهندسة.. بالإضافة لعدد من التخصصات الأخري.
■ وما طاقة المشروع الذى تعملون على تطويره بمركز البحوث الزراعية حاليا ؟
- ننفذ المشروع الخاص بنا على مساحة 360 مترًا تضم 6 آلاف نبات و4 أحواض أسماك بها 8 آلاف سمكة، تكلفة تجهيز هذا النموذج من « الأكوابونيك» حوالى 200 ألف جنيه فقط.
■ لكن يمكن ضمان عدم تلوث المياه اللازمة لتربية الأسماك ؟
-  «الأكوابونيك» الذى ننفذه يحاكى النظام الطبيعى، فالمياه من حوض الأسماك يمر عبر فلاتر إلى النبات ثم تعود مرة أخرى، للأسماك بعد فلترتها، أثناء عودتها من النبات، وننتج حوالى 2 طن أسماك كل شهرين فى هذا النموذج.
■ لكن كيف يتم تسويق الناتج من الأسماك ؟
- فى الفترة الحالية لأن الكميات بسيطة «2 طن» فيمكن بيعها بسهولة، ولكننا فكرنا فى فكرة تسويقية جديدة واتفقنا مع سلسلة سوبر ماركت لطرح أسماك «بلطى مدخنة» بها.
■هل هذا النموذج سيساهم فى مواجهة تفتت الحيازة الزراعية فى الدلتا؟
- بالفعل سيساهم نموذج زراعة «الأكوابونيك» فى مواجهة مشكلة تفتت الحيازات الزراعية فى منطقة الوادى والدلتا وهى الأراضى القديمة، التى تبدأ حيازات بعض الفلاحين بداية من قيراط « 175 مترًا» وهى المساحات التى لا تعطى الفلاح أى مردود اقتصادى فى الزراعات التقليدية، إلا أن نموذج «الأكوابونيك» الحالى يمكن لأصحاب مثل هذه المساحات من تحقيق مكاسب من هذه المساحات.
■ هل سيتم تنفيذ هذه الفكرة فى مشروعات الاستصلاح القومية؟
- فى مشروع المليون و500 ألف فدان تم تنفيذ هذه فكرة «الهيدروبونيك»  على حوالى 350 فدانًا فى مشروع قرية الأمل، تم تكليف مركز البحوث الزراعية بعمل مركز تدريب وإرشاد لحل أى مشاكل تواجه المستثمرين فى هذا النظام، خاصة أن مركز التدريب يتبع مركز البحوث الزراعية مباشرة، وهو تكليف من رئاسة الجمهورية.
■ ماذا عن إمكانية نشر تلك الفكرة واستغلال أسطح المزارع فى الزراعة؟
- بالفعل النموذج الذى نستخدمه حاليًا يصلح لزراعة أسطح المنازل وتحقيق أرباح شهرية منها، بشرط ألا يقل سطح المنزل عن 100 متر، كما أننا نسعى لتطوير هذا النظام لتعظيم الاستفادة من المساحة المنزرعة وتعظيم العائد الاقتصادى منها، وللعلم فإن هناك كثيرًا من الدول أصبح المواطنون فيها ينتجون غذاءهم بأنفسهم من أسطح منازلهم.
■ هل طلب منكم تنفيذ هذا النموذج على سطح أى منشأة حكومية؟
- بالفعل طلب منا تنفيذ هذا النموذج على سطح مسجد السيدة نفيسة، من خلال الاستفادة من مياه الوضوء  بعد إعادة تنقيتها، لضمان عدم إهدارها، والاستفادة منها فى زراعة نباتات طبية وعطرية» النعناع والبردقوش ..وغيرهما»، يمكن بيعها للمصلين والمواطنين فى تلك المنطقة، وهو المشروع الذى سيتم تنفيذه بتمويل من أكاديمية البحث العلمى ومؤسسة مصر الخير بتكلفة 500 ألف جنيه، وسيتم إفتتاحه فى الأسبوع الأخير من شهر رمضان المقبل.