أنشأته مصر
هل أنقذ سد « نيريرى» تنزانيا من الغرق؟
تقرير - أحمد إمبابى
تمثل تطور العلاقات المصرية التنزانية، نموذجًا يحتذى للتعاون والشراكة بين البلدين فى منطقة حوض نهر النيل، بفضل مجموعة من المشروعات الاستراتيجية المشتركة للبلدين، التى يتم تنفيذها بسواعد وأيادٍ مصرية، أبرزها تنفيذ سد «جوليوس نيريرى» لتوليد الطاقة الكهربائية، ومشروع المنطقة الصناعية المصرية فى تنزانيا.
وخلال الفترة الماضية، ظهرت المكاسب العملية لإنشاء «جوليوس نيريرى»، الذى تقيمه تحالف شركات مصرية، فى مواجهة موجة الفيضانات المرتفعة فى منطقة الهضبة الاستوائية، خصوصًا فى تنزانيا وكينيا، حيث كان للسد دور أساسى فى تقليل خسائر تنزانيا من موسم الفيضانات.
يعد مشروع سد «جوليوس نيريرى» على نهر روفيجي، واحدًا من أبرز مشروعات التعاون بين مصر وتنزانيا، حيث يتولى تنفيذه تحالف مصرى يضم شركتى المقاولون العرب والسويدي، فاز بمناقصة إنشاء هذا المشروع فى ديسمبر 2018 بتكلفة حوالى 2.9 مليار دولار.
وأسهم سد «جوليوس نيريرى» فى تقليل خسائر تنزانيا من الفيضانات، بعدما تسببت الأمطار الغزيرة التى هطلت خلال الأسابيع الماضية على المنطقة الاستوائية «بحيرة فيكتوريا» فى حدوث فيضانات شديدة خاصة فى كينيا وتنزانيا، منها حوض نهر روفيجى وروافده، المقام عليه السد، مما أثر على القرى القريبة وأدى إلى خسائر فى الأرواح وإصابات وأضرار فى البنية التحتية والمستوطنات والمدارس والأراضى الزراعية والمحاصيل.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن حوض نهر روفيجى أكبر الأنهار التنزانية يواجه مخاطر الفيضانات بسبب الأمطار الشديدة المتواصلة منذ أكتوبر الماضى، ولولا سد جوليوس نيريرى لتفاقمت الخسائر فى البنية التحتية والأرواح.
وقال إن أكثر من 637 ألف شخص فى دول شرق إفريقيا قد تأثر، وتوفى أكثر من 50 شخصًا فى تنزانيا ونزح أكثر من 200 ألف، مشيرًا إلى أن الفيضانات هذا العام، تعيد للأذهان ما حدث فى 12 مايو 2018 بانهيار سد باتل بكينيا أيضًا الذى راح ضحيته 50 شخصًا وتدمير عشرات المنازل، وكذلك سد بوط بولاية النيل الأزرق بالسودان فى 29 يوليو 2020، الذى دمر أكثر من 600 منزل وتشريد المئات.
وأوضح الدكتور عباس شراقى أن الهدف من سد جوليوس نيريرى الحماية من الفيضانات، وهذا يحدث بالفعل حاليًا، وتنمية زراعية، وتوفير مياه الشرب، ومضاعفة إنتاج الكهرباء فى تنزانيا بعد إضافة 2115 ميجاوات (تقريبًا مثل السد العالى) من خلال 9 توربينات بقدرة 235 ميجاوات.
97.7% نسبة تنفيذ المشروع
وفى نفس الإطار، تفقد الدكتورعاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، سير العمل بمشروع سد ومحطة جوليوس نيريرى الكهرومائية، الأسبوع الماضى، وأكد الدكتور عاصم الجزار، أن الدولة المصرية تولى اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ هذا المشروع الضخم، الذى يجسد العلاقات المتميزة بين مصر وتنزانيا، وتتم متابعته بشكل دورى من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأوضح وزير الإسكان أن المشروع يأتى من أجل تحقيق التنمية للأشقاء بدولة تنزانيا، وتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة لجمهورية تنزانيا، والسيطرة على فيضان نهر روفيجي، والحفاظ على البيئة.
وحول نسب إنجاز مشروع السد التنزاني، أوضح التحالف المصرى المنفذ للمشروع، أن المشروع يشمل إنشاء سد بطول 1025 مترًا وتم الانتهاء منه، وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد لـ 34 مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، حيث تم تخزين 33 مليار متر مكعب ببحيرة السد ووصول المياه إلى منسوب 184م من سطح البحر، والحد الأدنى لمنسوب تشغيل التوربينات 163 من سطح البحر.
ووصلت نسبة الإنجاز الكلية للمشروع 97.74%، حيث تم الانتهاء من السد الرئيسى، و4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائي، وأعمال المأخذ، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة إلى مبنى التوربينات، ومحطة توزيع وربط الكهرباء، وكوبرى خرسانى دائم على نهر روفيجي، وبلغت نسبة إنجاز محطة التوليد الكهرومائية 93.8%، والطرق الدائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع، 87.43 %، وبلغت كمية الخرسانية المدموكة بالسد الرئيسى 1.4 مليون م3، وتم تركيب البوابات الرئيسية للسد وجار تنفيذ أعمال التشطيبات النهائية، وبلغت كمية الردم المستخدم فى السدود الفرعية 5.5 مليون م3 بجانب 350 ألف م3 من الخرسانات.
وأشار مسئولو التحالف المصرى المنفذ للمشروع، إلى استمرار العمل فى المآخذ الرئيسية للقنوات الموصلة للمياه لمبنى التوربينات يسير وفق المعدلات المخططة، حيث تم الانتهاء من شق القنوات الرئيسية داخل الجبل بأطوال جاوزت 1500 متر، وتم الانتهاء من أعمال التبطين الخرسانى للـ3 قنوات الرئيسية، وتم تركيب وتجميع جميع بوابات المآخذ، كما تم ملء النفق المؤدى إلى التوربينات، مع استمرار العمل بالهيكل الرئيسى لمبنى التوربينات والذى يعد من أهم وحدات المشروع.
كما تم اختبار خط الربط واستقبال الكهرباء اللازمة للتشغيل المبدئى والاختبارات للتوربينات، وبدء توليد الكهرباء من التوربينات ورفعها على الشبكة الخارجية.
وتتعدد المكاسب المصرية من إقامة مشروع السد التنزاني، بداية من تعزيز مفهوم التعاون والتنمية مع الدول الإفريقية خصوصًا دول حوض النيل، حيث يعد المشروع مثالًا يحتذى به، بجانب تعزيز التعاون المباشر بين مصر وتنزانيا خصوصًا فى مجالات الطاقة والمياه، فضلًا عن اكتساب الشركات المصرية الخبرة الجيدة فى مجال تدشين السدود لتوليد الطاقة، والتأكيد على الإرادة المصرية لدعم التنمية فى الدول الإفريقية ودول حوض النيل.
مشاورات «مصرية - أمريكية» حول السودان
استقبل السفير حمدى سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، مبعوث الولايات المتحدة الخاص للسودان توماس بيريللو، ترافقه سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة هيرو مصطفى جارج.
تناول اللقاء التطورات الأخيرة فى السودان خاصة فى شمال دارفور والحاجة لتكثيف الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى وقف فورى وشامل ومستدام لإطلاق النار حقنًا لدماء الشعب السودانى الشقيق، وحفاظًا على أمن وسلامة المدنيين، وتعزيز جهود الاستجابة للوضع الإنسانى المتدهور، وتهيئة المناخ لبدء عملية سياسية جامعة تستجيب لتطلعات وآمال الشعب السودانى.
وتعد زيارة المبعوث الأمريكى للسودان لمصر، هى الثالثة له خلال الشهرين الماضيين، حيث سبق وأن زار القاهرة فى منتصف مارس الماضي، فى إطار أول جولة إقليمية بعد توليه منصبه، حيث التقى خلالها بوزير الخارجية سامح شكري، وأشار وقتها إلى أن زيارته تأتى تأكيدًا على إدراك الإدارة الأمريكية لأهمية دور مصر وتأثيرها فى المنطقة، ومحورية دورها فى أى حل مستقبلى للأزمة السودانية، وقال إن الاستماع للرؤية المصرية بشأن السبيل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية فى السودان، يأتى تأسيسًا على ما تتمتع به مصر من خبرة وفهم عميق لتعقيدات المشهد السودانى وعلاقتها التاريخية من الشرائح الاجتماعية والسياسية المتنوعة على الساحة السودانية.
كما زار المبعوث الأمريكى القاهرة فى أبريل الماضى، وأجرى مباحثات فى القاهرة تناولت الجهود المبذولة للوصول إلى وقف لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، حقنًا لدماء الشعب السودانى الشقيق وحفاظًا على أمن وسلامة المدنيين، إلى جانب إمكانية فتح ممرات إنسانية لتسهيل وصول الإمدادات الغذائية والطبية للسودانيين، مع تسليط الضوء على الدور المحورى لمصر ودول الجوار فى هذا المجال.
لأول مرة.. شرم الشيخ تستضيف منتدى السياحة الإفريقى
فى إطار دعم وتعزيز السياحة الإفريقية، استضافت مدينة شرم الشيخ، لأول مرة فعاليات منتدى السياحة الإفريقي، بمشاركة نخبة من المتخصصين فى قطاع السياحة الإفريقية، ومجموعة كبيرة من سفراء الدول الإفريقية ورجال الأعمال المصريين والأفارقة وأكثر من ٢٠٠٠ من صُناع السياحة يمثلون ٣٥ دولة.
ويعدّ هذا المنتدى الأول من نوعه على مستوى القارة الإفريقية، ويهدف إلى تعزيز التعاون فى مجال السياحة بين الدول الإفريقية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب الأفارقة.
وخلال المنتدى أوضح وزير السياحة المصري، أحمد عيسى، أن المنتدى، يعد منصة تشاركية فعالة، لتسليط الضوء على المقومات والمنتجات السياحية المتميزة والفريدة فى قارتنا الإفريقية، وفرصة لتعزيز التعاون السياحى المشترك بين الدول الإفريقية.
وقال إن المنتدى والمعرض يأتيان فى الوقت الذى تشهد فيه القارة الإفريقية نجاحًا كبيرًا فى استعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إليها حيث استعادت 96% من حجم الحركة الوافدة إليها خلال عام 2019، وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية، والذى وصفت فيه السياحة فى قارة إفريقيا بالأسرع نموًا خلال عام 2023.
وأشار وزير السياحة، إلى أن صناعة السياحة فى مصر حققت نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية، فى ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة بها، والتى تتضمن مجموعة من السياسات والخطط العامة لتطوير الصناعة بما يسهم فى تحقيق مستهدفاتها بنمو سنوى يتراوح ما بين 25% إلى30% وصولًا إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
ويهدف المنتدى إلى الخروج بتوصيات ملموسة لتعزيز التعاون فى مجال السياحة بين الدول الإفريقية، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وتُعدّ هذه التوصيات ضرورية لضمان استدامة قطاع السياحة فى إفريقيا.
تدريب «دبلوماسيين» من الصومال
نظم معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية دورة تدريبية لمدة أسبوعين لمجموعة من الدبلوماسيين من وزارة الخارجية والتعاون الدولى بجمهورية الصومال الفيدرالية.
وترتكز الدورة التدريبية على التزام وزارة الخارجية بمشاركة الأشقاء فى الصومال الخبرات المصرية فى مجال التدريب الدبلوماسى وبناء القدرات للدبلوماسيين الصوماليين والكوادر الأخرى من وزارات وأجهزة الحكومة الصومالية.
وشارك فى الدورة – التى يعقدها المعهد بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية – ٢٠ دبلوماسيًا صوماليًا من وزارة الخارجية والتعاون الدولى، وكذا من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء بالصومال.
قام بافتتاح أعمال الدورة كل من السفير وليد حجاج مساعد وزير الخارجية مدير معهد الدراسات الدبلوماسية، والسفير حسن شوقى الأمين العام المساعد للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وتناولت الدورة مجموعة من القضايا ذات الأولوية المطروحة على الساحتين العربية والإفريقية وكذا على الصعيد الدولى، وجملة من الموضوعات المرتبطة بتنمية المهارات والقدرات الدبلوماسية فى مجالات التفاوض، والصياغة، وإدارة الأزمات، والتعامل مع وسائل الإعلام، والمراسم، وتنظيم المؤتمرات، والقانون الدولي، إلى جانب شق فنى ينظمه مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.