الثانوية العامة

مع اقتراب انتهاء العام الدراسى واقتراب الطلاب من امتحان نهاية العام الكل يترقب امتحانات الثانوية العامة وماذا سيحدث بها، خاصة أن ما حدث فى العامين الماضيين أصبح هاجسًا يطارد المسئولين عن التعليم فى مصر ويطارد أولياء الأمور أيضا خاصة بعدما حدث فى العام الماضى فى امتحان الفيزياء وصعوبته التى كانت سببًا رئيسيًا فى خلق جو من التوتر بين أولياء الأمور، لكن الأهم على الإطلاق هو كيف تستطيع وزارة التعليم القضاء على أخطر ظاهرة تواجه العملية التعليمية على الإطلاق وهى الغش الجماعى الذى انتشر بشكل كبير فى السنوات الأخيرة وأصبح ظاهرة خطيرة جدًا تهدد مستقبل التعليم فى مصر بل تهدد مستقبل أولادنا خاصة بعد أن ظهر لنا جميعًا نتيجة الغش فى الثانوية العامة بعد التحاق الطلاب الغشاشين بكليات الطب ورسوب أكثر من 70٪ منهم بل وتم فصل عدد منهم بعد استنفادهم مرات الرسوب.

وخيرًا فعلت وزارة التعليم بدراستها عقد امتحان الثانوية العامة فى الجامعات المصرية رغم أن القرار لم يصدر بشكل رسمى لكن عقد امتحان الثانوية العامة فى الجامعات شىء مهم جدًا خاصة أن الجامعات المصرية مؤمنة بشكل كبير وبها وسائل تستطيع أن تشوش على عمليات الغش الالكترونى عن طريق سماعات الأذن وفى نفس الوقت لن يكون هناك أولياء أمور يقفون بجوار سور المدرسة ومعهم مكبرات الصوت لتلقين أبنائهم الإجابات الصحيحة لكن يجب على الوزارة دراسة هذا الأمر جيدا لأنه سوف يجد صعوبة كبيرة لدى بعض التلاميذ وأولياء الأمور الذين يقيمون فى أماكن بعيدة عن الجامعة خاصة فى محافظات الصعيد فالبعض منهم تبعد الجامعة عنه أكثر من 50 كيلو مترًا والبعض منهم يقيم فى أماكن يحتاج للوصول إليها ما يقرب من ساعتين إلى ثلاث ساعات هؤلاء سوف تكون لديهم صعوبة كبيرة للسفر من مقر إقامتهم إلى الجامعة يوم الامتحان لذلك يحتاجون إلى توفير وسيلة سفر آمنة تنقلهم من مقر إقامتهم إلى الجامعة يوم الامتحان وهنا يجب التنسيق بين إدارات المدارس والإدارات المحلية لتوفير وسيلة نقل آمنة تصل فى الميعاد ولا يتركون الطلاب للسفر بأنفسهم لأن البعض بكل تأكيد يمكن أن يتخلف عن أداء الامتحان بدون إرادته ويمكن الاتفاق مع إدارة المدرسة وأى إدارة أخرى تختص بنقل الطلاب بمواعيد ثابتة وتكون مسئولة عن نقلهم طوال فترة الامتحانات بتوصيلهم لمكان الامتحان وعودتهم مرة أخرى حتى لا يضيع عليهم الامتحان.

فكرة امتحان الطلاب فى الجامعات بلا شك فكرة جيدة جدا لكن يجب دراستها من كل أبعادها حتى نستطيع أن نوفر للطلاب كل سبل الراحة خاصة بعد أن شاهدت فى عدد من قرى الصعيد النائية حالة من التوتر خوفًا من عدم وصولهم إلى لجان الامتحان فى الجامعة لبعد المسافة عن مقر إقامتهم وهو ما يجب أن يؤخذ فى الاعتبار حتى لا يضيع مستقبل هؤلاء الطلاب الذين يجب أن نوفر لهم كل سبل الراحة.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.