الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كان ياما كان

كان ياما كان
كان ياما كان




مديحة عزت  تكتب:

هذه الأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقى تذكرنا بالأخوة والمحبة مسلمين وأقباطاً.. يقول شوقى:
جبريل أنت هدى السماء وأنت برهان العناية
وزد الهلال من الكرامة والصليب من الرعاية
لم يخلق الرحمن أكبر منهما فى البراية
واجعل وسيلتك المسيح وأمه واضرع مرسل فى خلفه الرحمانا
عيد المسيح وعيد أحمد أقبلا يتباريان وضاءة وجمالاً
مع دعوتى بالرحمة والغفران لأمير الشعراء.. أقدم هذه الأبيات والأمنيات تحية لإخواننا الأقباط، وأطلب من الله العلى القدير أن يكون الحب سبيلنا والسماحة رائدنا وأن نشعر بالمواطنة الحقة فى وطن الرسالات ومهد الحضارات.. مصر التى تشرفت بالأنبياء والرسل، والتى نشأت فى ربوعها اليهودية والمسيحية.. والإسلام.
ولما كان شهر يونيو أصبح له مكانة وتاريخ لثورة شعب مصر المجيدة بإذن الله.. متى نصل إلى شهر «بشنس» بالقبطى يعنى يوينو شهر مجىء السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصر.. يحدثنا أشعياء النبى يعقوب فى سفر الإنجيلى «كان دخول السيد المسيح أرض مصر بركة كبيرة لازمتها وشعبها ومن الكتاب المقدس فى سفر «أشعياء» «مبارك شعبى مصر» وكما يقول السفر.. خرج يوسف الشيخ من أرض فلسطين كأمر الملاك وخرجت معه السيدة مريم العذراء راكبة على حمار وتحمل على ذراعيها يسوع المسيح.. ليست رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر بالأمر الهين بل كانت رحلة شاقة مليئة بالآلام.
لقد سارت «العذراء مريم» حاملة الطفل يسوع ومعها يوسف البار عبر الصحارى والهضاب والوديان متنقلة من مكان لمكان وكانت هناك مخاطر كثيرة فى البرارى وفى الرحيل عبر الصحراء.. وكانت زيارة السيد المسيح لمصر هى التمهيد الحقيقى.. لمجىء «مارمرقس» الرسول إلى مصر وتأسيس كنيسة الإسكندرية.. وسرى التدين إلى كل الناس فأصبح شعب مصر متديناً يعرف الله حق المعرفة.
وبدأت الرحلة عندما سارت العائلة المقدسة من بيت لحم حتى محمية الزرانيق غرب العريش ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهة الفرما الواقعة بين العريش وبورسعيد ومكثت العائلة المقدسة عشرة أيام فى المغارة التى أصبحت فيما بعد «كنيسة السيدة العذراء» الأثرية وفى الجهة الغربية من الدير ومذبح الكنيسة حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح فى هذا الدير وهو طفل.. وفى طريق العودة سلكوا طريقاً آخر انحرف بهم إلى جبل «أسيوط» المعروف بجبل «درنكة» وباركته العائلة المقدسة حيث بنى دير باسم السيدة العذراء مريم فى جنوب أسيوط ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ثم «المحمة» وهو اسم لمكان كانت السيدة العذراء تحمى السيد المسيح وتغتسل من أبياره وتغسل ملابسهم فيها.. ومنها إلى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف فى قرية الناصرة بالجليل.. وهكذا انتهت رحلة المعاناة التى استمرت ثلاث سنوات ذهاباً وإياباً ووسيلتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة أو ركوب السفن أحياناً فى النيل ومعظم الطريق مشيًا على الأقدام متحملين برد الشتاء وحر الصيف والجوع والعطش والمطاردة.. رحلة شاقة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء ستنا مريم والقديس يوسف يفرح لأجل شعب مصر وكما قال الإنجيل «مبارك شعبى مصر».
 ومن نتيجة رحلة العائلة المقدسة هذا العدد من الكنائس والأديرة.. كنيسة العذراء الأثرية ودير المحرق بأسيوط.. والمتحف القبطى فى مصر القديمة وكنيسة الفرما وكنيسة العذراء بكفر الشيخ ودير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وفى كل مكان مرت به العائلة المقدسة كنائس وأديرة كثيرة بداية من أولها كنيسة مارمرقس الرسول بالإسكندرية.. هذه بعض معلوماتى وقراءتى فى الكتب الدينية.
ويذكر السيد المسيح عليه السلام الذى كرمه رب العزة فى القرآن الكريم.. قال عز وجل «يا عيسى إنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا» الآية «55» من سورة آل عمران.
وقوله عز جلاله «والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً» الآية «33» من سورة مريم.
ومن كلمات السيد المسيح عليه السلام «سلام أترك لكم».
ومن كلمات سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.. «كونوا عباد الله إخوانا» وقول رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام «الأنبياء إخوة أمهاتهم شتى ودينهم واحد».
وهذه كلمة ورجاء بكل الحب إلى أصدقائى وزملاء عمرى وأحبابى من الأقباط رجاء أن تسامحونى يا أعز الأصدقاء لو كان فى معلوماتى نقص أو خطأ فسامحونى طبعاً من أخلاق السيد المسيح عليه السلام السماح والله محبة.
وكل عام وأنتم بخير وكل أقباط مصر ورجال الدين القبطى والمسيحيين فى مصر أو خارج مصر وكل الاحترام إلى البابا وجميع الكنائس.. رجاء.. ادعوا لمصر وشعب مصر بالسلام والسلامة والمحبة والحب.. وخالص التحية برحلة العائلة المقدسة فى مصر إلى كل مصر وشعب مصر مسلم وقبطى أجمعين..
وأخيراً هذه الأبيات إلى الإعلام.. ونقابة الصحفيين بالذات.. يقول الشاعر العزيز صالح جودت رحمه الله.
«يا رعاة الفكر فى مصر اتقوا فى الخلافات عقول القارئين
إنما الصحف رسالات الهدى وتتمات لآى المرسلين
عارضوا الحكام إن انحرفوا وانصروهم إن أفاءوا مخلصين
واعصموا الأهداف من أهواكهم وانقدوا للنقد فى رفق ولين
وأنا وأنتم وكل أصحابى وأحبابى وزملائى الأقباط كل عيد وكلنا ومن نحب ونعاشر ونعمل معهم بألف خير وحب وإخلاص والدين لله ومصر للجميع
وليكم الحب كله وتصبحون على حب