السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأعلى للثقافة» يحتفى بأمير شعراء الرفض

«الأعلى للثقافة» يحتفى بأمير شعراء الرفض
«الأعلى للثقافة» يحتفى بأمير شعراء الرفض




كتبت - رانيا هلال


أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. أمل الصبان مؤخرا أمسية شعرية للشاعر الراحل الكبير أمل دنقل تألق فيها كوكبة من الشعراء والمثقفين تكريما له، بحضور الشاعر أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس، وزوجة الراحل الكاتبة عبلة الروينى والشاعرة فاطمة قنديل والناقد د. سيد ضيف الله، والباحثة أسماء يحيى الطاهر عبد الله والشاعر رجب الصاوى، بالإضافة لعرض فيلم تسجيلى عن حياة أمل دنقل ونماذج من أعمال الفنان حامد العويضى خاصة بأشعار الشاعر أمل دنقل، إلى جانب فقرة فنية للفنان على إسماعيل.. بدأت الاحتفالية بإلقاء عدة قصائد للراحل الكبير ألقاها الشاعر رجب الصاوى، أعقبها مجموعة مختارة من الأعمال الكاملة لأمل دنقل قرأها الشاعر أشرف عامر بعنوان «سفر التكوين»، ثم جاءت الفقرة الفنية والتى تمتع الحضور فيها بالفنان على إسماعيل بقصيدتين «ينزل المطر»، «قطر الندى» وعن تأثير أمل دنقل وقصيدته التى أهداها إليها تحدثت الباحثة أسماء الطاهر عبد الله حيث أكدت أن تلك القصيدة والتى تحمل عنوان «ليت أسماء تعلم» كانت بمثابة رسالة إليها تتأمل معناها مع مرور الوقت والسنوات وأضافت أنها مازالت تتفحص فحوى تلك الرسالة حتى الآن لما خلفته من علاقة أسطورية نشأت بينها وبين شاعر لم تره، أما الشاعرة فاطمة قنديل فوصفت قصائد دنقل بأنها شكلت وجدانها الشعرى لما لها من عمق وأثر فى النفس وقامت بإلقاء قصيدتين «دباجة»، «ساق صناعى»، وعن قصيدة الرفض التى اشتهر بها دنقل تحدث الناقد د. سيد ضيف الله الذى قال إن خطاب دنقل الشعرى لم يكن ابن لحظة تاريخية مضت وانتهت، بل تحول إلى ظاهرة ثقافية عابرة للسنوات والعقود، وأن دنقل له أكثر من ثمانية آلاف مقطع فيديو على وسائل الاتصال بمختلف أشكالها وأن آخر مقالاته عن هذا الشاعر الفذ تحدث فيه عنه وعن قصائده المعارضة والناقدة والتى تعد قصيدة «لا تصالح» من أشهرها وأكثرها انتشارا المكتوبة فى نوفمبر 1976 و»أغنية الكحكة الحجرية» بسفر الخروج المكتوبة عام 1972،» والبكاء بين يدى زرقاء اليمامة» المكتوبة فى يونيو 1967، وأشار «ضيف الله» إلى أن قصيدة «لا تصالح» استخدمت فى وقت كتابتها فى الصراع العربى الصهيونى والآن أصبحت تستخدم فى الصراع العربى.. العربى، مشيرا إلى أننا يمكن أن نقول بإمكان الشاعر إذا صدق فى شعره وفى مقصده أن يصبح أيقونة للرفض ورمزا للصمود والمقاومة دفاعا عن قضية قومية، كما هو الحال مع هذا الشاعر الكبير الذى لقب بأمير شعراء الرفض، وفى يوم وفاة الزعيم جمال عبد الناصر يُعلق أمل دنقل من موقعه البطولى القيمى عما حدث رافضا بقصيدته « لا للبكاء» أن يختزل الأمة فى فرد، لأن أمة البطل الشاعر أمة ولادة للمقاتلين تلو المقاتلين، ومن هنا يمكن القول إن البطولة الشعرية يكمن جذورها فى خيال شعرى منسجم فى ذاته ومنسجم مع «عقل الأمة» فى لحظة الدفاع عن وجودها، وهذا الخيال المنسجم جعل من الشعر بطلا بقدر ما جعل أمل دنقل من القارئ النموذجى بطلا.