الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المعرض العام».. ما بين السلبيات والإيجابيات

«المعرض العام».. ما بين السلبيات والإيجابيات
«المعرض العام».. ما بين السلبيات والإيجابيات




 

طوال تاريخ فنى طويل منذ إنشائه تباينت مستويات دورات «المعرض العام» ارتفاعا وانخفاضا من دورة إلى أخرى وصولا إلى دورته الأربعين والتى انتهت فعالياتها مؤخرا وشهدتها قاعات متحف الفن المصرى الحديث.
بداية صاحب الإعداد للمعرض حالة من التخبط وعدم التنسيق نتيجة لاتخاذ د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية قرارا بتأجيل المعرض هذا العام، تلاه قرار لوزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم بإقامته فى ميعاده باعتباره أحد الروافد الفنية الهامة للحركة التشكيلية المصرية.
وبعد اختيار الفنان طه القرنى قوميسييرا للمعرض والإعلان عن إقامة المعرض فى متحف الفن الحديث بديلا عن قصر الفنون، تلا ذلك حالة من التباين والاختلاف داخل الأوساط التشكيلية، مؤيدون باعتبار أن الدورة الحالية استثنائية والمتحف يقدمها بما يليق بها علاوة على تخوف مسئولى المعرض من إضرار الأمطار بالأعمال الفنية فى حالة عرضها بقصر الفنون خاصة مع تهالك نوافذه، وآخرون معارضون باعتبار أن مفهوم العروض الموسمية كالمعرض العام مخالف تماما لمفهوم العروض المتحفية، وكلا الرأيين على قدر من الصواب، علاوة على انقسام آخر بين مؤيد ومعارض نتيجة لاتخاذ القوميسيير قرارا بإلغاء الدعوات الموجهة لكبار الفنانين.
وبعد استعراض سريع للأحداث العامة التى صاحبت الإعداد والتجهيز للمعرض العام الأربعين وحتى نعطى كل ذى حق حقه ينبغى ألا نغفل مجهود الفنان طه القرنى قوميسيير المعرض ومجهود موظفى ومسئولى وإداريى «قصر الفنون» و«متحف الفن المصرى الحديث» فى التجهيز والإعداد والتنسيق للعرض.. لكنه ومن باب الإنصاف كانت هناك ملاحظات عدة أُسلط الضوء عليها بسلبياتها وايجابياتها وهو ما أستعرضه بإيجاز تاليا.

سلبيات

 

كان من اللافت ظهور لا يُغنى ولا يُسمن من جوع لمجالات فنية كاملة مثل فنون الطباعة والجرافيك رغم قوة ما يُقدم فى هذا المجال فى الفعاليات والبيناليات الأخرى، وأيضا ضعف مستوى أعمال الرسم والتصوير إلا من القليل من الأعمال الفنية، كما اختفت تماما الفنون الحداثية مثل الفيديو آرت، وأيضا أعمال التجهيز فى الفراغ إلا من أعمال قليلة جدا، كما شهد المعرض اختفاء تاما لفنون الأداء الحركية «البيرفورمانس» رغم التطور الفنى والتقنى فى هذا المجال والذى شهدته الحركة التشكيلية المصرية وتحديدا منذ بدايات القرن الواحد والعشرين وحتى الآن، وشاهدناه ولامسناه مليا فى معارض وصالونات متعددة خلال السنوات الماضية.
شهدت استمارة المشاركة استحداث مفهوم «الفنون الفطرية» ضمن مجالات المشاركة رغم أن المفهوم العام لأى عمل فنى يحمل بين طياته معايير فكرية وجمالية وتقنية تجعله كذلك حالما توافرت به؛ وهى ما تحكم على ما يُقدم باعتباره عملا فنيا أو غير ذلك، وبالتالى لم يكن هناك داع لتخصيص ذلك الأمر كمجال فنى تقدم الأعمال من خلاله؛ بل كان الأدعى أن يتم تقييم العمل الفنى باعتباره إما رسما أو تصويرا أو غير ذلك.
جاءت أعمال التصوير الفوتوغرافى قليلة فى مُجملها فى حين ظهرت أعمال الخزف والنحت بشكل جيد وهو ما ظهر جليا فى أعمال الخزف المعروضة فى الدور الأول للمتحف فى قاعة منفصلة علاوة على أعمال أخرى تناثرت وتوزعت فى أرجاء المتحف تعددت خلالها مستويات الأعمال ارتفاعا وانخفاضا.

إيجابيات

صاحب المعرض العام مجموعة متميزة من الندوات الثقافية من إعداد الفنان والناقد محمد كمال والذى قدم تنوعا ملحوظا فى المحتوى والموضوعات المتناولة كما صاحبها مائدة مستديرة شهدت تنوعا فى الحضور واختلافا فى الرؤى والأفكار المطروحة وهو ما قرأته واطلعت على ما بها من توصيات أرجو أن يأخذها مسئولو قطاع الفنون التشكيلية على محمل الجد، علاوة على إصدار نشرة نقدية شرفت بالمشاركة فيها باعتبارها أحد وجوه التنوير والتثقيف المصاحب لمثل هذه الفعاليات قومية الصبغة.

جولة سريعة

وفى عُجالة ألفت لبعض الأعمال المتميزة، ففى مجال التصوير ظهرت أعمال متعددة الأسلوب والخامات منها عمل الفنان بلال مقلد والذى زاوج بين الطباعة الخشبية البارزة والملونة مع الكولاج ومع التشكيل بالسلك فى تزاوجات فنية محكمة البناء، كما تميزت أعمال الفنانين: د.أحمد نوار، د.صلاح المليجى، د.عبد الوهاب عبد المحسن، تيسير حامد، أحمد فريد، إسلام الريحانى، زكريا حافظ، طارق الشيخ، معتز كمال، ماهر جرجس، وفى «التصوير الجدارى» تميزت الفنانة جيهان مدكور بعملها الذى استلهمت فيه من عناصر الطبيعة مستخدمة جذع شجرة فى بناء تشكيلى فنى محكم وزاوجته بقطع الزجاج المعشق والموزايك.
وفى مجال النحت جاء عمل الفنانة سماء يحيى محملا بروح الفن الشعبى حيث زاوجت ما بين أرجل الدكك القديمة والحُليات المعدنية المستخدمة فى الأبواب والشبابيك وزاوجتهم بمفردات شعبية أخرى مثل المنجل والشمعدان وقطع الأرابيسك، كما تميز الفنانون: حامد جبريل، عماد عادل توفيق. وفى مجال الرسم تميزت أعمال الفنانة د.أسماء الدسوقى، محمد عطية، خالد خالد، وفى مجال الفوتوغرافيا تميز الفنانون: دينا المهدى، أحمد شبيطة، ندى محروس، وفى مجال الخزف تميزت أعمال الفنانين: سمر عبد الصادق، عماد الدين المغربي، مروة رضوان.