الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فى الدين والعقل والفلسفة» عين على أفكار «تولستوى»

«فى الدين والعقل والفلسفة» عين على أفكار «تولستوى»
«فى الدين والعقل والفلسفة» عين على أفكار «تولستوى»




 

ضمن إصداراته لمعرض القاهرة الدولى للكتاب صدر حديثًا عن دار آفاق كتاب «فى الدين والعقل والفلسفة» للأديب الروسى تولستوى، بترجمة يوسف نبيل.
الكتاب يتضمن مجموعة منتقاة من مقالات وخطابات تولستوى تترجم لأول مرة تحوى أشهر مقالاته عن الدين وعلاقته بالأخلاق والمجتمع، وعن جدلية العلاقة بين الدين والعقل والإيمان.
 كما يطرح الكتاب مقالة عن فلسفة تولستوى عن الفضيلة وتحليله لفلسفة الأخلاق عند المدارس المختلفة.
يقول المترجم يوسف نبيل فى حديثه لروزاليوسف: «يوضح تولستوى أن تفسير الدين لمعنى الحياة بداخله النموذج الأخلاقي، لذلك لا يمكن أن تتأسس بمعزل عن الدين. هذه الحقيقة جلية فى المحاولات الفلسفية التى قام بها بعض الفلاسفة غير المسيحيين كى يؤسسوا نظاما أخلاقيا ساميا من فلسفاتهم. يعتقد هؤلاء الفلاسفة أن الأخلاقيات المسيحية ضرورية، وأنه لا يمكن العيش دونها، ويحاولون تقديم الأمر كما لو أن الأخلاقيات المسيحية تنبع من فلسفاتهم الوثنية أو الاجتماعية. يحاولون القيام بذلك ولكن هذه المحاولة تبدو بشكل أوضح للآخرين غير موفقة، فلا يقتصر الأمر على أن تلك الأخلاقيات لا تبدو نابعة من الفلسفات، بل تبدو أيضا مناقضة لفلسفات المنفعة الشخصية أو التحرر من المعاناة الشخصية أو حتى الفلسفات الاجتماعية».
ويضيف: «الناس يعرفون تولستوى الأديب، ولكن الكثير منهم لا يعرفون تولستوى المفكر، الذى تناول أعقد المسائل الفكرية والفلسفية ببداهة الأطفال وببساطة مخيفة، حتى أنها كانت صادمة، بشكل خلق لنفسه الكثير من الأعداء»، فهو  «يشكل بحق روحا جريئة مناقضة للتيار الفكرى العام، ألم ينعت فلسفة نيتشه بالتافهة والمبتذلة؟ ألم يرفض الموجة العارمة التى راجت بين المثقفين فى القرن التاسع عشر والمحتقرة للدين، بحجة أنه مجرد نتاج للخوف من ظواهر الطبيعة غير المفهومة للإنسان؟ ليؤكد بدلا عن ذلك من أنهم مجرد هاربين من النواميس الأخلاقية».. من أجواء الكتاب «ثمة ثلاثة عوامل تحفز حركة التاريخ البشرى بأكمله؛ الشعور، العقل، الإيحاء، الذى يطلق عليه الأطباء: التنويم المغناطيسى. أحيانًا ما يتصرف الإنسان تحت تأثير الشعور فقط، مكافحًا من أجل الوصول لما يرغب، وأحيانًا يتصرف بدافع العقل وحده، الذى يرشده إلى ما عليه فعله، وأحيانًا، بل فى أغلب الوقت، يتصرف الإنسان بدافع من الإيحاء الذى تتعرض إليه نفسه أو يعرضها إليه الآخرين للقيام بعمل ما، ويخضع دون وعى إلى هذا الإيحاء. فى الظروف الطبيعية للحياة الإنسانية تشارك العوامل الثلاث فى التأثير على النشاط الإنسانى».