الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القمة العربية فرصة لتوحيد الصف العربى

القمة العربية فرصة لتوحيد الصف العربى
القمة العربية فرصة لتوحيد الصف العربى




تعقد اليوم أعمال القمة العربية فى تونس وسط تحديات كبيرة تواجه القادة العرب وفى مقدمتها تأكيد عروبة الجولان السورى المحتل، وسبل دعم القضية الفلسطينية، خاصة فى ظل القرارات الأمريكية غير المشروعة والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.
كما يتصدر ملف مكافحة الإرهاب، وتقويض الدور الإيرانى فى المنطقة اهتمامات القادة العرب.
قال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك الكثير من الملفات الشائكة المطروحة على طاولة القادة العرب فى القمة العربية المرتقبة، يأتى فى مقدمتها القرار الأمريكى بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وتطورات القضية الفلسطينية، التى طرأت على هذا الملف الحرج بينها نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها إلى القدس، وقطع أمريكا المساعدات عن وكالة الغوث واللاجئين، وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية وممارستها للضغوط المتزايدة على السلطة والشعب الفلسطيني، وانتهاز إسرائيل لهذا الموقف السلبى من قبل الإدارة الأمريكية لإظهار المزيد من التعنت والعدوانية تجاه الشعب الفلسطينيى خاصة فى قطاع غزة.
وأضاف «هريدي» فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف»، أن مستقبل القضية الفلسطينية والأراضى العربية المحتلة قاتم ومن الصعب التنبؤ بالمسارات التى سيأخذها إذا استمرت هذه الضغوط والسياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى التدخل الخارجى والإقليمى فى الشأن العربي، سواء فى شمال سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن ملف الإرهاب وكيفية التعامل مع الجماعات الإرهابية التى بدأت تعيد إنتاج نفسها بعد هزيمتها فى العراق وسوريا من أهم الملفات المطروحة على طاولة القادة العرب، فضلًا عن الاهتمامات الاقتصادية والتحول الاقتصادى الرقمى فى العالم العربى والخطوات التى اتخذت لتفعيل إنشاء منطقة تجارة حرة عربية، والدعم المالى المُلح للفلسطينيين خاصة المؤسسة الفلسطينية الوطنية للتمكين الاقتصادي، وصندوق القدس، مضيفًا: «نأمل أن تتخذ القمة قرارات فعالة وإيجابية تعكس طموحات الشعوب العربية».
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الملف اليمنى والليبى ضمن الملفات الساخنة فى قمة تونس، لافتًا إلى أن الملف اليمنى سيشهد التأكيد على اتفاق ستوكهولم ومساندة الجهود التى يبذلها مبعوث الأمم المتحدة مارتين جريفيث، وإدانة التدخل الإيرانى فى اليمن، وفى ليبيا سيكون هناك دعوة لتأييد ومساندة خطة الأمم المتحدة وتأييد للمؤتمر الوطنى الجامع، والإعداد لانتخابات عامة فى ليبيا، مؤكدًا أن السودان والجزائر شأن داخلى يخص الشعبين السودانى والجزائرى و لن تتدخل فيه القمة العربية.
ومن جهته قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القادة العرب يواجهون أزمات سياسية كبرى فى اليمن وسوريا وليبيا، فضلًا عن المشكلة الرئيسية المتمثلة فى القضية الفلسطينية، وما استجد عليها من الموقف الأمريكى غير القانونى الذى يخالف كل شرائع القانون الدولي.
وأوضح «بيومي» فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف»، أن القمة العربية تسعى فى إطار ما تملكه وما تستطيعه حل الأزمات، ولكن الخلافات اليمنية والسورية والليبية الداخلية وخلافات حماس مع السلطة تجعل القادة العرب أمام تحديات كبيرة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه ربما يتم إصدار قرارات منع التمويل عمن يخرج عن الإجماع العربي، لافتًا إلى أن الضغط المالى ربما يكون وسيلة لحل جزء من هذه الأزمات.
فيما قال السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك 3 ملفات شائكة للغاية على طاولة القمة العربية وفى مقدمتها الملف السوري، والملف الفلسطينى وما يشهده من تناقض صارخ بين مايقوله ترامب وما يفعله، وأضاف «حسن» فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف»، أن الملف اليمنى شائك للغاية فى ظل وجود شعب جائع وبلاد مدمرة، وانتشار الأمراض والأوبئة والمجاعات، مؤكدًا ضرورة وقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات بين الأطراف اليمنية وفقًا للمبادرة الخليجية، وقرار مجلس الأمن 2216، وفرض رقابة دولية.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن قرارات القمة الاقتصادية التى انعقدت فى بيروت مثل السوق العربية المشتركة، والمنطقة التجارية الحرة، وتنمية الاستثمارات العربية، والربط الكهربائى بين الدول العربية جميعها قرارات تتطلب دعم لتنفيذها.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن عدم وجود توافق على تعريف الإرهاب فى المنظمات العربية والدولية من أهم الملفات الشائكة التى تواجه القمة، بالإضافة إلى حل الخلافات الليبية، مشيرًا إلى أن السودان والجزائر شأن داخلى ليس للجامعة العربية سلطة عليه.
وفى السياق ذاته قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة العربية فرصة لتوحيد الصف العربى فى مواجهة المخاطر المُحدقة بالمنطقة، والتصدى للهجمة الشرسة على القضية الفلسطينية والأراضى العربية لتمكين إسرائيل من العديد من القضايا التى كانت محلًا لإجماع دولى وعلى رأسها قضية القدس وقرار نقل السفارة ثم القرار الأمريكى وإقرار السيادة الإسرائيلية على الجولان السورى المحتل.
وأضاف «حجازي» فى تصريح خاص لـ«روزاليوسف»، أن المنطقة العربية تعج بالنزاعات المسلحة التى تستلزم من القادة العرب سرعة اتخاذ القرارات اللازمة لتسوية تلك الأوضاع  خاصة فى سوريا، لافتًا إلى أن الرئيس السيسى والوزير سامح شكرى فى 9 إبريل سينقلان إلى الرئيس ترامب مدى الغضب وعدم الرضا الذى بات يسود الشارع العربى حول السياسة الأمريكية وأن الولايات المتحدة الأمريكية تضع أصدقاءها فى موقف حرج.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الدور الأمريكى المرتقب فى المنطقة أصبح بلا معنى والولايات المتحدة لم تعد شريكًا فى عملية السلام بل حليفًا لإسرائيل فقط ولم تعد قادرة على قيادة عمليات صلح بين الأطراف العرب وإسرائيل، كما سيكون الملف الليبى فى مقدمة اهتمامات القمة.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الملف اليمنى يمر بمخاض هام جدًا لذلك لابد من تثبيت الشرعية والتأكيد على أن مخالفة الحوثيين دائمًا لما يتم التوصل إليه واستجلاب إيران لتهدد أمن الخليج والأمن القومى العربى يعطل التوصل إلى تسوية تستند إلى مبادئ الشرعية وما تم التوافق عليه بين دول الخليج ومنظومة مجلس التعاون الخليجى ومخرجات الوفاق الوطني، مشيرًا إلى أن السودان والصومال فى حاجة لدعم ومساندة الأشقاء العرب.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أنه سترفع نتائج أعمال  الملف الاقتصادى والاجتماعى على أمل أن تتخذ القمة قرارات وإجراءات فى سبيل تدعيم القدرات العربية والنهوض بها اقتصاديا وتعزيز ماتم التوافق عليه من قبل من  حيث والبنية التحتية ولربط السكك الحديد والربط والكهربائى بين الأقطار العربية، لافتًا إلى أن القادة العرب أمام العديد من قضايا النزاعات ولكن هناك قضيتين هما الأهم قضية إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل وقضية تراجع الولايات المتحدة عن الإجماع الدولى بشأن الجولان، ووصفها بالأراضى المحتلة وهو ما أكده مجلس الأمن وما أكدته الدول كاملة العضوية مثل بريطانيا وفرنسا.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الولايات المتحدة عزلت نفسها بهذا القرار ولن يقبل أحد الاعتراف به وسيظل  هذا الأمر مفتوحا لموقف عربى صارم  للذين يفكرون فى مثل هذه القرارات، ولابد من تفعيل المواجهة العربية حتى تقف كحائط ضد من تسول له نفسه خيانة الأمانة أو التعدى على الحقوق الفلسطينية أو السورية، موضحًا أن المدخل الوحيد هو موقف عربى صامد ينقل للولايات المتحدة بطرق مختلفة سواء ثنائية كما تفعل مصر والأردن أو متعدد الأطراف من خلال البيانات التى يمكن أن تصدر من المجتمع الدولى أو مجلس الأمن أو مايصدر عن القمة العربية من قرارات.
وتابع: «هناك تحديات لايمكن إغفالها مثل الإرهاب الذى انتصرت عليه سوريا والعراق، ولكن فلول داعش باتت تهدد المنطقة بالانتقال عبر الحدود لذلك فإن تنسيق المواقف وتبادل المعلومات أمر هام وضرورى فى هذه المرحلة مع استمرار حصار منابع الإرهاب ومصادر تمويلها خاصة فى قطر وتركيا لتحقيق المقاربة الشاملة التى تدعو إليها مصر دائمًا والتى تستند على مواجهة الإرهاب من زاوية أمنية وعسكرية وأيديولوجية وثقافية حتى تتمكن المنطقة من التخلص من هذا الخطر الذى مازالت دول بعينها داخل المنطقة وخارجها تستخدمه لتحقيق أهداف سياسية ومحاصرة مصادر تمويله ودعمه الإعلامى والسياسى من خلال الرؤية العربية المشتركة».
وشدد على ضرورة التصدى لتوغلات تركيا وإيران التى تهدد أمن وسلامة المنطقة وتزيد الصراعات داخل المنطقة العربية وتهدد السلامة الإقليمية للكثير من الدول مثل سوريا، وتعطل التوصل لحلول فى اليمن وليبيا، وتابع: «نحن أمام مشهد عربى يحتاج المزيد من تكثيف الجهود لمواجهته بشكل جماعي».