الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سجاد «ساقية أبوشعرة» فى غرفة الإنعاش




"ساقية أبوشعرة" التابعة لمركز أشمون منوفية تحولت من قرية عالمية مصدرة للسجاد على مر العصور المختلفة إلى قرية مهملة من المسئولين وأصبحت المهنة مهددة بالانقراض وخاصة بعد تحول الكثير من صناعها إلى مهن أخرى وترك الصناعة التى توارثوها عبر الأجيال.

وكانت قرية ساقية ابو شعرة من أشهر المناطق التى تصنع السجاد اليدوى الحرير الذى يصدر الى الخارج ويرجع تاريخها للعصور الفرعونية فهى من القرى المصرية القديمة التى تعاقبت عليها عصور وحضارات مختلفة من فرعونية ويونانية ورومانية وإسلامية فهى من القرى المصرية القديمة التى تحاول الاحتفاظ بصناعة السجاد فتجد على مدار تاريخها فى كل منزل نول نسيج يدوى وفى كل تخطيط لمنزل بها مكان لوضع النول حتى أصبح من مكونات المنزل الرئيسية.
"روزاليوسف" قامت بجولة داخل هذه القرية، فى البداية يقول عادل شعبان ان مهنة صناعة السجاد متوارثة من الاجداد وداخل كل منزل يوجد نول يختلف حجمه من منزل لآخر يعمل بالمهنة جميع افراد الاسرة ويتعلمها الاطفال من سن 4 سنوات لمساعدة الاهل لصعوبة المهنة وانهم يقضون من 5 الى 8 ساعات يوميا امام نول السجاد مشيرا الى انخفاض نسبة العاملين بالمهنة من اهالى القرية من 80% الى 30% وخاصة بعد اهمال المسئولين لنا من الشئون الاجتماعية ووصول سعر المواد الخام الى مبالغ هائلة.
ويضيف عادل شعبان ان سعر الحرير الخام الذى تعتمد عليه الصناعة وصل الى 400 جنيه بعد ان كان يصل سعره الى 200 جنيه ومتر السجادة الواحد تحتاج الى 4 كيلو حرير الى جانب ان الصناع يقومون بشرائه خاما وصبغه فى المنازل حسب الالوان التى تحتاجها السجادة وتستلزم صنع متر واحد من السجادة نحو شهرين والسجادة الكاملة تستغرق نحو 4 شهور وبعد ذلك تبدأ معاناة التسويق.
ويشير محمد صابر الى انهم يواجهون مشاكل كبيرة من الحصول على الخامات وحتى تسويق المنتج فهم يقومون بتسويق المنتج بأنفسهم فى المناطق السياحية فى الهرم والحسين ويجدون صعوبة كبيرة فى بيعه للتجار لقلة اعداد السياح وتراكم الانتاج.
وأوضح صابر ان تصنيع السجادة يتم على أربع مراحل تبدأ بإعداد النول من خلال تثبيت الخيوط التى يتم نسج السجادة عليها ثم تأتى المرحلة الثانية باختيار تصميم السجادة وتفريغ هذا الرسم إلى ألوان على ورق الرسم البيانى ليسير عليها العمال أثناء عملية التصنيع هناك أيضاً مرحلة صباغة خيوط الحرير البيضاء للحصول على الألوان المطلوبة أما المرحلة الأخيرة فتتعلق بإعداد السجادة للبيع من خلال غسلها وكيها وتغليفها.
ويلفت ابراهيم محمد الى انه يعمل بالمهنة منذ 28 عاما وكان عمره 6 سنوات لانه لا توجد وظائف والمهنة تحتاج الى تركيز كبير وعلى مدار السنوات تضعف البصر مشيرا الى تخلى الشئون الاجتماعية عن دعمهم منذ سنوات طويلة وكانت مهمتها الاساسية هى جلب المواد الخام وتسويق المنتجات.
وتقول الطفلة حبيبة عادل اصغر صانعة سجاد بالقرية تبلغ من العمر 9 سنوات انها تعلمت المهنة منذ 5 سنوات فى الصف الثالث الابتدائى وتعمل يوميا لمدة ساعة بدلا من والدها مؤكدة انها تعملت هذه المهنة فى 6 شهور هى وشقيقتها فاطمة التى تبلغ من العمر 12 سنة.