26 يونيو 2019 - 45 : 14
رئيس مجلس الإدارة
عبد الصادق الشوربجي
رئيس التحرير
احمد باشا

«قطب» يترك الهندسة ليحترف الكاريكاتير

تتراقص أنامله بانسيابية على الورقة البيضاء لترسم ملامح وجهك بعد أن التقط بعينيه مفاتيح روحك، فلا تمر إلا دقائق معدودة ليهدى إليك صورتك، وعندما يقع نظرك عليها سرعان ما ترتسم الابتسامة على وجهك، لتقول: « ما ألطفني»، لتتأملها ثانية فتجدها تبوح بالكثير خلف تلك اللمسات الكاريكاتيرية التى أضفاها على وجهك، وكأنه اخترق أبواب نفسك المغلقة وقرأ ما بها.



محمد محمود سعيد وشهرته قطب قر أن يهجر الهندسة إلى رسم البورتريه الكاريكاتيرى أو بالأدق لايف كاريكاتير، والمقصود به هو أن يجلس الشخص أمامه فيرسم وجهه فى دقائق معدودة بشكل مبهج، بهدف  نشر الابتسامة من خلال الفن والإبداع. «قطب» شاب يبلغ من العمر 28 عاما، تخرج فى كلية الهندسة 2014، وعمل فى مجال دراسته لمدة عامين، إلا أن وظيفته لم تحقق له السعادة التى يبتغيها، فيقول : «كنت شغال والدنيا مستقرة، ولكن أدركت أنى بشتغل 14 ساعة فى اليوم، مما يمنعنى من ممارسة الرسم، فحسيت أنى مش مبسوط، ودورت أزاى أرسم مرة ثانية، ولم أفكر حينها فى عمل كارير شيفت». بدأت رحلة «قطب» مع الرسم منذ طفولته، فأحبه من خلال مجلات ميكى وعلاء الدين والقصص المصورة للأطفال كفلاش، وحاول تقليد تلك الرسومات، وتعليم نفسه ذاتيا، حيث أنه تربى فى قرية بالدقهلية وقرر دراسة الهندسة بدلا من الرسم، لأن الثقافة المنتشرة فى بلدته هى إما أن تكون دكتورا أو مهندسا، أما دخول كلية فنية ككلية فنون جميلة سيثير التساؤل حول ماهية الوظيفة التى سيعمل بها، قائلاً: «كانت والدتى تقول ستتخرج لتكون مدرس رسم، وأنا لم أكن أحب مدرسى الرسم، لأنهم لم يعلمونا شيئا بالمدرسة، ودائما ما تتحول حصته إلى حصة عربى أو رياضيات». ويضيف : « قبل أن أترك عملى بالهندسة حرصت على الاشتراك فى عدة ورش حتى أدركت أن الرسم هو حلمي، رغم أن أهلى يعتقدون أنه مجرد هواية لتسلية الوقت ولكنى أراه مهنة شغوف بممارستها، فاستقلت فى أكتوبر 2017، وبالطبع تعثرت فى البداية خاصة عندما نفدت مدخراتى وفكرت فى العودة مرة أخرى إلى عملى، إلا أنه لحسن الحظ وجدت فرصة للعمل بمجال الأنشطة الفنية فى متحف الطفل، كما اتجهت إلى اللايف كاريكاتير، وهو فن يناسب مختلف الفئات العمرية، ويستخدم فى الحفلات وأعياد الميلاد والأفراح لإضفاء البهجة، وعائده المادى جيد». ويؤكد أنه يشعر بالرضا لاتخاذه قرار تغيير مساره الوظيفى ويرغب فى تطوير نفسه باستمرار، وأن مشروعه الشخصى هو أن يكون فنان« كوميكس »والذى يعنى الحكى البصرى عن طريق الرسومات.