مأساة السوريين من جحيم أردوغان إلى صراع الحدود

خلود عدنان
من جحيم تركيا إلى صراع الحدود تأزمت مآسى اللاجئين السوريين، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع فيه عن غرق أحدهم، أو موته برصاص الجندرما التركية بينما يحلم بحياة آمنة كريمة، فقد تعاظمت أزمتهم، بعد أن أرسلهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى المجهول ليكونوا العصا التى يشعل بها فتيل الحرب على الحدود التركية اليونانية وأداته للانتقام من أوروبا التى رفضت دعم جيشه الذى منى بهزائم على الأراضى الليبية والسورية.
وبينما تشعل قواته الحرب على الحدود اليونانية، ذهب أردوغان إلى بروكسل أمس الاثنين للاستنجاد بدعمها، بعد أن فشلت لهجته العدائية فى ابتزاز دول الاتحاد الأوروبى بتدفق اللاجئين، طامعا فى الحصول على المزيد من الدعم من المجتمع الدولي، بعد أن وعدوه بدفع 6 مليارات دولار ولكنهم ترجعوا بعد جرائمه بحق السوريين واعتدائه على أراضيهم.
وقد أجرى أردوغان فى العاصمة البلجيكية محادثات مع كبار مسؤولى الاتحاد الأوروبى وهم رئيس المجلس الأوروبى تشارلز ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين، للحديث حول أزمة الهجرة.
لكن عدد من دول الاتحاد الأوروبى عبرت هذه المرة عن رفضها للابتزاز الذى يمارسه أردوغان من بينها ألمانيا التى نوهت إلى حرمان تركيا من المساعدات المالية المخصصة لدعم اللاجئين بعد نكس التزامها بالاتفاقات.
وذكرت صحيفة «تايم الترك» نقلا عن «دويتش فيلا التركية» أن ألمانيا أرسلت تعزيزات من شرطتها إلى الحدود لدعم اليونان.
قبرص لم يختلف موقفها عن الموقف الألمانى فقد قررت إرسال قوات أمنية إلى منطقة الحدود التركية اليونانية فى إيفروس للدفاع عن حراسة الحدود اليونانية والأوروبية.
النمسا أيضا انضمت إلى ألمانيا وقبرص فى موقفهم الداعم لليونان، وقررت بالأمس تعزيز خدمات الدعم النمساوية إلى جهاز الشرطة اليونانى، إذ أرسلت 13 ضابطًا من الوحدات الخاصة، وطائرة بدون طيار، ومركبة مدرعة ومليون يورو كمساعدات إنسانية إلى اليونان للمساهمة فى تأمين الحدود مع تركيا ومواجهة الأزمة الراهنة الخاصة بتدفق اللاجئين.
ولإنقاذ أطفال سوريا من الموت غرقا او قتلا بالرصاص، أعلنت ألمانيا أن الاتحاد ينظر فى استقبال ما يصل إلى 1500 من الأطفال المهاجرين العالقين فى الجزر اليونانية كإجراء دعم إنسانى. هولندا أيضا تدخلت إنسانيا لدعم اللاجئين السوريين، إذ أطلقت مبادرة لاستقبال مئات اللاجئين السوريين العالقين فى جزيرة «ليسبوس» اليونانية، وهى المبادرة التى قدمتها بلديتى «ليدن» و»أمستردام» لاستقبال 1759 من أبناء اللاجئين السوريين.
ولازال الوضع متدهورا على الحدود التركية اليونانية، إذ اندلعت بالأمس اشتباكات اللاجئين وخفر السواحل اليوناني، ما أدى إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد محاولات المهاجرين للدخول عبر الحدود إلى اليونان، فى حين أطلقت السلطات التركية كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع على الجانب اليونانى من الحدود.