نحن فى زمن الكورونا

استطاعت أزمة فيروس كورونا أن تحيى داخل الأغلبية منا ما يسمى بالنستولوجيا أى الحنين إلى الماضى.. أصبح هناك الوقت للاستغراق فى التفكير فيما كان من ذكريات حميمية.. وأصبح الكل يتوق إلى التواصل الاجتماعى الحقيقى بين الأهل والأصدقاء .. وبدأنا نلاحظ شيئا من الود والألفة فى سلوكيات التعامل بين الجميع إحساسا منهم أن الجميع يقع فى نفس البوتقة وأن الكل فى مواجهة الأزمة.

وظهر فى الأفق بريق من الوعى الصحى الذى أصبح يتبعه أغلب الأفراد والأسر وهذا ماكنا ننادى به دائما.. ونما لدينا الكثير من الإحساس بالالتزام من خلال اتباعنا للإجراءات الوقائية والحظر.

وحدث الكثير من التغيير لمفاهيم الحياة لدينا وتبدلت الأولويات واختلفت الأهداف.. وأصبحنا أكثر اهتماما بالاستمتاع بالحياة بكل ما فيها من جمال وطبيعة حتى الأشياء البسيطة التى لم نكن نلتفت اليها أصبحت تبهجنا.. وعاد التجمع العائلى داخل المنزل وأصبح هناك وقت لتبادل الأحاديث.. وتعاظم داخلنا الإحساس بالآخرين ومشاعر التعاطف الإنسانى.

وهكذا رغم مشاعر الخوف بل والذعر أحيانا من أزمة فيروس كورونا والإصابة به.. إلا أنه أثمر عن تغيير أتاح لنا الفرصة لإعادة تقييم الكثير من المفاهيم والأشياء.

 واستطاع أن يسهم فى إذكاء الكثير من المشاعر التى افتقدناها مع روتين الحياة اليومية وما نواجههه من ضغوط.. ترى هل يستمر هذا التغيير مابعد الأزمة.. هل سوف نتذكر أن كل منا ليس ببعيد عن الإصابة بالمرض وأن العمر لحظة.

هل سوف نقدر منحة الحياة بكل مافيها من أجمل الأشياء وأصعبها.. وهل سوف نتمسك بالأواصر العائلية ونراعى صلة الرحم.

ندعو الله أن تنقضى الأزمة وتعود الحياة إلى سابق عهدها مع عقول قد استنارت بالوعى والفهم والإدراك.. وقلوب ملؤها الرحمة والحب والخير.