الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«النظام والنظافة» .. شعار المصلين بالمساجد على مدار أسبوعين 

مع مرور أسبوعين على فتح المساجد ظهرت معظم المساجد لا سيما المساجد الكبرى مثل  الجامع الأزهر  ومساجد السيدة زينب والنور فى صورة منظمة، بعد تعليق دام لأكثر من ثلاثة أشهر، وتداول الجميع صور المصلين بالمسجد وسط حالة من الفرحة بعودة الصلاة والتزام الجميع بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية، والتى كان أهمها حضور كل مصلٍ إلى المسجد متوضئًا، وكذلك دخول كل مصلٍّ مرتديًا كمامة، وإحضار كل مصلٍّ سجادة الصلاة الخاصة به بعد التأكد من تعقيمها جيدًا، والالتزام بالتباعد بين المصلين بحيث لا تقل المسافة بين كل مصلٍ وآخر عن المتر، وعدم المكوث فى الجامع بعد أداء الصلاة.



هذا الالتزام الواضح قوبل بإشادة  من وزارة الأوقاف التى رصدت عمل المساجد وتابعت تنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية التى أعلنتها للحفاظ على المصلين ومنع انتشار المرض، وقامت باتخاذ إجراءات فورية ضد أى مخالفة كما حدث فى مسجد الإمام الحسين حيث قرر وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة غلق مسجد الإمام الحسين لحين إشعار آخر، وإحالة جميع الأئمة والعاملين بالمسجد للتحقيق لتقصيرهم فى واجبهم الوظيفى. 

نتيجة خروج بعض المصلين عقب إحدى الصلوات عن الإجراءات الاحترازية التى قررتها الوزارة فى التباعد والاقتصار على أداء صلاة الفريضة.

من جانبه قال وزير الأوقاف د. محمد محتار جمعة أنه فى حال استمرار المصلين على روح الانضباط والالتزام بالضوابط الإجرائية والاحترازية، سيتم عرض الأمر على لجنة إدارة أزمة كورونا بمجلس الوزراء الموقر للنظر فى رفع تعليق صلاة الجمعة فى الوقت الذى تراه اللجنة مناسبا. 

واستطرد: لذا نناشد كل العاملين بالأوقاف وكل المصلين الالتزام الجاد والتام بجميع الضوابط الإجرائية والوقائية التى حددتها الوزارة حتى نتمكن من رفع تقرير إيجابى إلى لجنة إدارة أزمة كورونا بهذا الشأن.

ومن داخل جامع الأزهر  كانت الصورة الإيجابية هى السائدة  عند كل صلاة وكان عمال الجامع الأزهر وأفراد أمنه كلمة السر فى ضبط العملية التنظيمية بأكملها أثناء دخول وخروج رواد المسجد، وإجراء عمليات التعقيم الدورية فيما بين الصلوات الرئيسية، والتأكد من وجود علامات الصلاة فى كل ركن من أركان الجامع الأزهر.

أفراد الأمن بالجامع الأزهر يستقبلون مع كل صلاة المصلين على بوابة الجامع ببسمة ارتسمت على وجوههم لسان حالها «أهلا بكم، اشتقنا إليكم كثيرا»، وجهاز لقياس درجات الحرارة للتأكد من خلوهم من أعراض الأمراض، وعبوات لتعقيم اليدين بديلة عن المصافحة، والتأكد من ارتداء الكمامات، ووجود سجادة الصلاة الشخصية، ومحادثة بسيطة تتخللها بعض التعليمات بضرورة الالتزام بكافة الاجراءات التى تحافظ على صحة الجميع داخل المسجد.

كما حرص العاملون فى الجامع الأزهر على القيام بتنظيف وتعقيم سجاد المسجد وكل ما من شأنه أن يتعرض لملامسة أيدى المصلين عقب كل صلاة، إضافة إلى التأكد بشكل دورى من علامات الصلاة الموجودة بأرضية الجامع وتوفير بدائل حال عدم تواجدها.

لم يقف الأمر عند ذلك فحسب، بل حرص العاملون وأفراد الأمن على التواجد داخل أروقة الجامع لمتابعة المصلين وتوجيه النصح بضرورة ارتداء الكمامات وعدم خلعها أثناء الصلاة، والالتزام بالتباعد البدنى من خلال الالتزام بالعلامات الموجودة وتوجيه البعض إلى أقرب مكان للصلاة.

وأظهر رواد الجامع الأزهر رد فعل إيجابى من خلال التعاون والالتزام بكافة الإجراءات التى حددتها إدارة المسجد والتى تضمنت الحضور متوضئين، وارتداء الكمامات، وإحضار سجادة للصلاة، والالتزام بالمسافة المقررة بين المصلين، وترك التجول فى الجامع بغير داع.

من جهة أخرى ساهمت فتاوى لجنة الفتوى بالأزهر والتى يتم نشرها على أوسع نطاق فى رفع وعى المصلين وعدم النكدس بالمساجد، وكانت أبرز تلك الفتاوى صحة صلاة الجماعة بالمسجد مع التباعد مع المصلين، حيث أكدت لجنة الفتوى الرئيسة بالأزهر إنه من المعلوم أن لتسوية الصفوف شأْنًا عظيمًا فى إِقامة الصلاة وحُسْنِها وتمامها، وفى ذلك من الفضل والأَجر وائتلاف القلوب واجتماعها؛ ما شهدت به النصوص من السنة النبوية المطهرة، وما أكدته هذه النصوص من أن الأُمة المحمدية قد تميزت بأن صفوفها للصلاة كصفوف الملائكة؛ إلا أنه مع انتشار «فيروس كورونا المستجِد» (كوفيد-19) كثرت الدعوات لإيجاد حلول للاحتراز من تفشيه بين التجمعات البشرية، ومن بين هذه التجمعاتً جموع المصلِين فى المساجد سواء أكان ذلك فى الصلوات الخمس أو صلاة الجمعة، وقد كان من هذه الحلول المقترحة: «الصلاة مع تباعد المصلين».. وعليه فإنه تجوز الصلاة الجماعية مع التباعد فى زمن انتشار الوباء؛ على أن تعود تسوية الصفوف لما كانت عليه بعد ارتفاع البلاء.

كما كانت من أبرز الفتاوى مراعاة لانتشار فيروس كورونا أفضلية صلاة السنة فى البيت بعد أداء الفريضة فى المسجد منعًا للاختلاط ودفعًا للضرر، وقالت إنه لا حرج على المصلى أن يخرج من المسجد مباشرة بعد أدائه صلاة الجماعة قائلًا أذكار الصلاة فى طريقه إلى البيت، مصليًا السنة فى بيته.