الإثنين 24 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

55 شقة تحولت لكومة غبار.. محاولات لتفسير انهيار مبنى فى فلوريدا

تزداد الضغوط التى تمارسها عائلات قاطنى برج سكنى انهار فى فلوريدا للحصول على إجابات بشأن كيفية وقوع الكارثة، فى وقت يواصل فيه عناصر الإنقاذ البحث عن ناجين تحت الأنقاض.



وانهار جزء من المجمع المطل على المحيط فجأة الخميس، إذ تحولت 55 شقة إلى كومة من الغبار . ولا يزال 159 شخصاً فى عداد المفقودين.

وكان من المفترض أن يتقدم مجمع «تشاملاين تاورز ساوث» الذى أُنجز بناؤه عام 1981 بطلب للحصول على شهادة صلاحية العام الحالي، بما يتوافق مع قواعد السلامة المطبقة فى مقاطعة ميامى داد التى تتم مراجعتها كل 40 عاماً. وكان السقف يخضع لأعمال تصليح فى هذا الإطار.

لكن مسئولى المقاطعة شددوا على عدم وجود ما يؤشر إلى علاقة سببية بين أعمال التجديد والانهيار الذى بلغت حصيلة القتلى جراءه حتى الآن 4 أشخاص، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال حاكم الولاية، رون ديسانتيس، إنه إضافة إلى أقارب القتلى والمفقودين والأشخاص الذين تشردوا فجأة «هناك كثير من الأشخاص الآخرين فى صفوف المجتمع وفلوريدا ممن يريدون معرفة الكيفية التى يمكن من خلالها لمبنى أن ينهار بهذه الطريقة».

ودعا إلى تفسير «فى الوقت المناسب»، مضيفاً أنه «يحق (للعائلات) أن تعرف» ما حصل. وقال مايك سالبيرغ الذى لا يزال بانتظار الحصول على معلومات بشأن 5 من أفراد عائلته عدوا فى عداد المفقودين، بينهم والداه: «أريد إجابات... العائلات مهمشة مستبعدة».

لكن الأنظار تركزت على دراسة أشرف عليها أستاذ البيئة فى جامعة فلوريدا الدولية شيمون ودونسكى، تمت على أساس بيانات رادارية من الفضاء، خلصت إلى وجود مؤشرات على انخساف فى الأرض فى الموقع بين عامى 1993 و1999.

وقال عبر محطة «سى إن إن»: «لا أعرف إن كان الانهيار متوقعاً... لكن رصدنا أن المبنى تحرك فى تسعينيات القرن الماضي». وأضاف أن الحركة كانت «خفيفة للغاية، تبلغ ميليمترين كل عام، لكن الأقمار الصناعية كانت قادرة على كشفها على الرغم من ذلك»، واصفاً ما كان يحدث بأنه عملية انحطاط «بطيئة» أكثر من كونه غرقاً.

وأضاف : «فى هذه الحالة، فإنه مؤشر داخلى جداً لهذا المبنى... ولا يعنى بالضرورة أن المبنى غار (بدرجة أعمق) فى الأرض... قد تكون المسألة هى أن المبنى تحرك من داخله، إذا كان هناك خلل هيكلى من نوع ما داخل المبنى».

وحذرت جامعة فلوريدا الدولية، فى منشور على موقعها، من أن «هبوط الأرض بحد ذاته لا يتسبب على الأرجح بانهيار مبنى». ولفتت إلى أن الهبوط الذى رُصد فى مدينة سيرفسايد كان أبطأ بكثير من ذاك الذى درسه ودونسكى فى أجزاء أخرى من العالم. فعلى سبيل المثال، تشهد مكسيكو هبوطاً للأرض بمعدل نحو 38 سنتيمتراً كل عام؛ أى بمعدل أعلى بألفى مرة عن ذاك المسجل فى سيرفسايد.

وحذر رئيس قسم الهندسة المدنية والبيئية فى الجامعة ذاتها، أتورود أزيزينميني، فى تسجيل مصور عبر الإنترنت، من أنه لا يزال من المبكر جداً وضع فرضيات بشأن سبب الحادثة.

وأشار إلى أن مهندسى الإنشاء سيجمعون كميات كبيرة من البيانات عن مخططات تصميم المبنى وأساليب البناء، وسيأخذون عينات من الفولاذ والأسمنت، وسيبحثون عن مؤشرات على حدوث صدأ، وسيتفحصون الأساسات بحثاً عن مؤشرات على حدوث تحرك فى قواعد المبنى، ومحاولة اكتشاف أى حدث غير عادى سبق الانهيار.

وقال أزيزينميني: « فور حصولنا على كل المعلومات، يمكننا محاكاة مختلف السيناريوهات على وجه الدقة، ويمكننا تحديد كيفية حصول الانهيار». وتابع: «للأسف، لن يحصل ذلك فى غضون أيام وأسابيع... سيستغرق الأمر بعض الوقت».

وأشارت وسائل إعلام أمريكية بشكل منفصل إلى دعوى قضائية تقدم بها عام 2015 أحد المالكين، جاء فيها أن إدارة المبنى أخفقت فى صيانة جدار خارجي، ما أدى إلى أضرار ناجمة عن المياه وتشققات.