الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد عاشور هاشم: فوزى بالجائزة يعد إجابة عن سؤالى لنفسى.. ما الاستفادة التى تنالها من كتابتك؟

محمد عاشور هاشم، يكتب الرواية والقصة وأدب الطفل، له عدد من الأعمال المنشورة، مثل رواية «برفقة أحمد سعيد» نشرت عام 2013م فى دار نهضة مصر، ووصلت هذه الرواة للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فرع المؤلف الشاب، عام 2014م، له أيضا رواية بعنوان» رجل القش» وهى من مطبوعات دار نشر الفاروق، 2022م/ وهناك أيضا مجموعة قصصية بعنوان» فى لوحته وحيدا» صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2011م/ كما أن له العديد من الإصدارات فى مجال أدب الطفل، فنشر له كتب، «جنة الحكايات»، وريم تقابل شهداء 25 يناير، والقائد المنتصر، أمام قاضى المدينة، خروف العيد، وهذه الكتب نشرت فى الهيئة العامة للكتاب وهيئة الاستعلامات، ودار أصالة اللبنانية، ومكتب التربية العربى لدول الخليج، كما أنه حصل على العديد من الجوائز فى مجال أدب الطفل، مثل جائزة سوزان مبارك 2006، 



 

جايزة الهيئة العامة لقصور الثقافة مرتان، المركز الأول عام 2010م/ والمكز الثالث عام 2015م، وجائزة مكتب التربية العربى لدول الخليج مرتان 2011، 2012م، وجائزة أدب المدينة المنورة ومركز بحوث المدينة المنورة 2011م. 

كما انه عضوا عاملا فى الأمانة العامة  لمؤتمر أدباء مصرمن لأربع  دورات، وكان أمينا عاما لمؤتمر أدباء الجيزة عام 2016م

■ حدثنا عن كتابك «حروب صغيرة» وكيف جائتك الفكرة؟

- هى رواية للفتيان، وهو المال الذى أحب الكتابة فيه، ولى فيه رواية سابقة بعنوان « فى بلاد التنين» صادرة عن دار نشر شأن الأردنية 2022م، وراوية حروب صغيرة، جاءتنى من خلال مشاهدتى لعالم الحيوان، وخصوصا القطط والكلاب، وما يتعرض له البعض منهم من آلام ومضايقات، فأحببت أن أعبر عن بعض التجاوزات التى تحدث من بعض الناس تجاههم، وتولدت لدى الفكرة، فبدأت كتابتها نهاية العام 2021م. لم تكن الواية مكتملة فى ذهني، ولكن كانت تنمو وتتمدد فى عقلى شيئا فشيئا إلى أن انتهيت منها تقريبا فى أربعة شهور من الكتابة المستمرة. الواية رواية أصوات، تعج بالكثير من الشخصيات التى يؤرقها حدث واحد يدفع بكل التطورات، كل شخصية تحكى أحداث الرواية من منورها الخاص، ومن خلال تلك الروايات المختلفة للأبطال تكتسب الرواية زخمها وتأثيرها وعدد كلماتها الذى بلغ أربعين ألف كلمة، وهو عدد كبير نسبيا فى روايات الفتيان واليافعين. والحقيقة أن الرواية كما أخبرنى الكثير من الأصدقاء ممن قرأوها مخوة قبل ان أرسلها إلى جائزة كتارا، تصلح لأن تكون رواية للكبار، وهى تشبه فى جنسها الأدبى وطريقة كتابتها كتابات لروايات مشهورة ومعروفة كان أبطالها أطفال أو يافعين، مثل رواية «هكلبرى فن» و»توم سوير» للكاتب الأمريكى مارك توين، وروايات الكاتب الانجليزى شارلز ديكنز.  

■ كيف استقبلت خبر فوزك بالجائزة وهل كنت تتوقعها؟

- بالطبع تلقيت خبر الفوز بسعادة كبيرة، فجائزة كتارا واحدة من كبريات الجوائز فى الوطن العربي، وينال الحاصلون عليها نصيبا كبيرا من القراءة ومن تسليط الأضواء عليهم، كما أن فوزى بالجائزة يعد إجابة على سؤال قديم لطاما سألته لنفسي، ما هى الاستفادة التى تنالها من كتابتك؟ إن كنت تقتطع من وقتك وجهدك الكثير لأجل أن تكتب، وتمضى الوقت الذى يفترض فيه أن تعمل وتكتسب ما تستطيع أن تعيش به، ما الذى يعود عليك من وراء ذلك؟ حصولى على الجائة هو جواب شاف لهذه الأسئلة، فها هو الأدب أيضا يدر ما يمكننى به أن أواصل مسيرتى دون أن أقلق كثيرا على توفير معايش الحياة والحقيقة أننى لم أكن أتوقع الفو بالجائة، فعدد المتقدمين إليها كثير جدا، مئات وربما آلاف، ومؤكد أن كل هذه الأعمال تتمتع بقدر كبير من التميز، ومعظمها يصلح للفوز، وعندها يكون فوز ثلاثة أعمال فقط فى كل فئة أمرا صعبا ونسبة حدوثه ضئيلة للغاية.    

■ صدرت لك حديثا « فى بلاد التنين» حدثنا عنها؟

- هى رواية لليافعين، حاولت فيها أن أقدم عالما متخيلا لمدينة يسكنها التنانين، وهى تتنقل بين عالمين متوزايين، وكل عالم يعانى من مشكلة كبيرة، ولكى تحل المشكلتان كان يجب أن يعبر أحد ساكنى العالمين إلى العالم الآخر، وهو ما حدث وتنامت بعد ذلك الأحداث. الرواية تعتمد على التشويق، وحاولت فيها تقديم نماذج لشخصيات محببة إلى المراهقين، حيث يميلون فى هذه السن إلى القراءة عن الشخصيات المغامرة والطريفة وغير التقليدية، وأتمنى أن أكون قد نجحت فى ذلك وأن تكون الرواية ممتعة ونافعة لليافعين من قراء العربية.

■ كيف ترى واقع أدب الناشئة فى مصر والعالم العربي؟

- أدب الناشئة فى مصر –والوطن العربي- عامة لا يزال أدبا وليدا، يحبو أولى خطواته، ففى مصر لم يهتم الكثير من الكتاب بمحاولة إصدار أعمال خاصة موجهة لهذه الفترة الزمنية الحرجة، وقليلون هم من صرفوا جل جهودهم للكتابة لهذه الفئة كالكاتب على ماهر عيد الذى أصدر أعمالا كثيرة مهمة فى هذا المجال، وحصل على الكثير من الجوائز العربية الكبرى، وأيضا الكاتبة عفاف طبالة التى نقلت الكتابة للناشئين والكتابة للأطفال أيضا نقلة أخرى، بكتاباتها المتميزة، وأعمالها الإبداعية الجميلة، كروايتها «البيت والنخلة» التى حصدت جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل، وجاء فى وقت لاحق الكاتب أحمد قرنى محمد الذى برع فى تقديم عدد كبير من روايات اليافعين، وحصل أيضا على مجموعة من الجوائز الكبرى, عدا ذلك فالأسماء التى اهتمت بهذا الصنف الأدبى قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة، وأحيانا يدخل المبدعون، سواء أكانوا كتابا أم شعراء إلى هذا المجال رغبة فى الحصول على مكاسب مادية، ففى ظنهم أن الكتابة للأطفال والناشئين تجعلهم يفوزون بجوائز مهمة، ويحصلون على مكافآت نشر جيدة من الكثير من الدوريات المتخصصة فى أدب الأطفال، ولكن يُلقى هذا بظلاله على إبداعاتهم، فتجدها لا تمت بصلة للمراحل التى يكتبون لها، ولا يستطيعون للأسف مخاطبة القارئ الصغير أو اليافع بالصورة الصحيحة التى تحببه فى القراءة ةتثؤى مخيلته وقبل ذلك تُمتِّعه. 

■ ما الذى شكل طفولتك ومخيلتك حتى الآن؟

- منذ أن كنت صبيا وأنا أحب القراءة، وأقول عن نفسى أننى قارئ فى المقام الأول، وجاءت الكتابة بعد ذلك نتيجة لهذه الهواية الجميلة، وأذكر أننى فى سنوات عمرى المبكرة قرأت لكُتَّاب كبار، كتوفيق الحكيم، الذى قرأت له روايته عودة الروح، ويوسف إدريس بعالمه السحرى وشخصياته المصرية الأصيلة، قرأت أيضا فى البدايات روايات بوليسية لأجاثا كريستى وروايات شارلوك هولمز، وقرأت أيضا لمجدى صابر ونبيل فاروق روايات بوليسية تعتمد على التشويق والإثارة، وكل هذا ساهم فى تكوين ذائقة إبداعية بدلخلي، ورغَّبنى بعد ذلك فى الكتابة، ثم فى مراحل تالية قرأت روايات نجيب محفوظ، وفتنتنى رواياته التى تنتمى للمرحلة الواقعية من كتاباته، كروايات زقاق المدق، والسراب والثلاثية، والسمان والخريف، وأعجبتنى أيضا بشدة روايته الملحمية « الحرافيش»، كذلك قرأت لصبرى موسى وأعجبتنى روايته الفارقة «فساد الأمكنة» بعد ذلك بدأت أنفتح على الكثير والكثير من الكتاب المصريين والعرب والعالميين، فقرأت رواية جذور للكاتب المريكى أليكس هيل، وللكاتب الكندى لورانس هيل روايته كتاب الزنوج، وللصينى مو يان الحائز على جائزة نوبل فى الأدب، روايته البديعة حقل الذرة الرفيعة، وروايته الثور، ولغيرهم من الكتاب الذين أثروا مخيلتى وساهموا فى تشكيل وعيى الثقافى.  

■ كيف ترى مستقبل أدب الطفل فى ظل تصاعد دور التكنولوجيا؟

- الكتابة للطفل ستظل كما هى بأدواتها واعتمادها على الحكى والحدوتة فى المقام الأول، ولكن مع استمرار التقدم التقنى ستختلف الأدوات التى يتم بها تقديم هذه الكتابة، ففى ظنى أن فى المستقبل سيقل الاعتماد على الكتب الورقية لصالح الكتب الرقمية، فمعظم الأطفال الآن، ومنذ سنين عمرهم المبكرة يمسكون فى أيديهم بتابلات أو أجهزة محمول صغيرة مخصصة لهم وعليها يرون أفلام الكارتون أو الأغانى أو الكتب المصورة، وهو ما يعد مجاراة واقعية للتقدم المستمر فى التكنولوجيا وأدوات تقديم الأدب والكتابة للأطفال.

■ حدثنا عن مشروعك الابداعى القادم؟

- أعكف حاليا على كتابة رواية للكبار، وقد كتبت فيها قدرا كبير ويتلقى عدة فصول اتمنى أن أنتهى منها فى أقرب وقت، وهذه الرواية تتكلم عن عالم القرية المصرية، هذه القرية التى أحاول فى كتاباتى أن أعبر عنها بصورة جيدة، وهى قرية تختلف كليا عن القرية التى سبق للرواد الكتابة عناه، كيوسف إدريش ويحيى حقى الذين قدموا عالم القرية المصرية فى الخمسينات وما بعدها تقديما مثاليا، وأنا أطمع أن أستطيع أن أقدم القرية المصرية الجديدة فى بدايات القرن الواحد والعشرين تقديما مناسبا يعبر عن ما لاته هذه القرية من تغيرات اجتماعية وبيئية وسلوكية، وسبق لى أن حاولت أن أفعل ذلك فى روايتى السابقة، رجل القش، التى صدرت هذا العام عن دار نشر الفاروق.