السبت 1 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد الأم

عيد الأم

عيد الأم هو عيد المحبة والإخلاص والوفاء هو يوم تكريم الأم، فالأم هى الكائن الوحيد الذى تعطى بلا مقابل وتضحى بالغالى والثمين من أجل سعادة أسرتها, ويظل نورها يضىء حياتنا ويمنحنا الكثير من الهدوء والطمأنينة، وهى من أبرز الأسباب فى بقاء المجتمعات والحفاظ على استمراريتها, فهى أساس بناء الوطن، فالأم هى من تربى وتعلم وهى ليست نصف المجتمع بل هى المجتمع كله. والأم لها دور فى كل شىء فى مساعدة الأب والابن والأخ، لها دور عظيم فى المجتمع الذى لا يصلح إلا بصلاحها وتستحق منا كل الحب والرعاية. وفى هذا اليوم يتم تكريم الأمهات المثاليات اللاتى عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن .. وقد تغنى بهن الشعراء فى قولهم (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق).



ويذكر التاريخ أن المؤسسة الفعلية لهذا اليوم فى العصر الحديث, هى السيدة (آنا جارفيس) بولاية فيرجينيا فى أمريكا, فبناء على طلبها قام المسئول عن ولاية فيرجينيا بإصدار أوامره بإقامة احتفال لعيد الأم يوم 12 مايو عام 1908، وهذا هو أول احتفال لعيد الأم فى الولايات المتحدة الأمريكية. واستمرت فى كتابة الخطابات التى تنادى فيها بأن يصبح هذا العيد عيدا قوميا بكل ولايات أمريكا. وبحلول عام 1909، أصبحت كل ولاية تقريبا تحتفل بهذه المناسبة إلى أن جاء الرئيس ويلسون فى 9 مايو عام 1914 بتوقيع إعلان للاحتفال بعيد الأم فى الأحد الثانى من مايو فى جميع الولايات.

ولم تكتف (آنا جارفيس) بذلك بل استمرت فى كتابة الخطابات، وإلقاء الكلمات التى تنادى فيها بأن يكون هذا العيد عيدا عالميا تحتفل به كل شعوب العالم وليس أمريكا فقط، وقبل وفاتها فى عام 1948 انتشرت الفكرة فى جميع أنحاء العالم حيث أخذت تحتفل به أكثر من 40 دولة على مستوى العالم.

أما فى الوطن العربى فقد بدأت قصة فكرة الاحتفال بعيد الأم أولا فى مصر على يد الأخوين مصطفى وعلى أمين مؤسسى دار أخبار اليوم الصحفية بعد ان وردت إلى على أمين رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل فاقترح الصحفى المشهور على أمين وعلى الصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار وتحت عموده اليومى بعنوان (فكرة): «لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيدا قوميا فى بلادنا، بلاد الشرق؟». وحدد على أمين هذا اليوم على أن يكون 21 مارس ، فإنه اليوم الذى يبدأ به الربيع وتتفتح فيه الزهور وتتفتح فيه القلوب، واحتفلت مصر بأول عيد أم فى 21 مارس سنة 1956م.. ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى.

ولقد أشار النبى- صلى الله عليه وسلم- لفضلها العظيم، وتقديم حقها ضعف حق الأب ثلاث مرات؛ وذلك عندما جاءه رجل ليسأله: (يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك، قال: ثم من؟ قال: أُمُّك، قال: ثم من؟ قال: أُمُّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك)، وبذلك أعطاها حق الأولوية فى البر والإحسان والطاعة والمعروف.

ومن حسن المصادفة أن يأتى يوم الاحتفال بعيد الأم فى الدول العربية بعد يوم واحد من احتفال العالم ببوم السعادة العالمى حيث يحتفل فيه المجتمع الدولى بالسعادة، ويأتى هذا بعد اعتماد الأمم المتحدة فى دورتها السادسة والستين عام 2012 تخصيص يوم للاحتفال بالسعادة عالميًا، وهو يوم 20 من شهر مارس من كل عام اعترافًا بأهمية تحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وتوفير الرَفَاهيَة لكل الشعوب.

وحسب تعريف الأمم المتحدة لمفهوم السعادة هو: «مدى رضا الشخص عن حياته» وفى رأيى أن من الأسباب الرئيسية لرضا الشخص عن حياته هو رضا أمه عليه. قال الإمام الشّافعى: «وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وأرضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ».

أستاذ بطب الأزهر