الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بالتزامن مع زيارة البرهان لجنوب السودان

صعوبات تواجه المساعدات الإنسانية مع استمرار الاشتباكات بين الجيش والدعم

فى الوقت الذى يزور فيه رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السودانى عبدالفتاح البرهان جوبا، للقاء رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت لبحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع فى السودان التى تعانى من ويلات الحرب.



إذ تعد تلك ثانى زيارة خارجية للبرهان بعد مغادرته الخرطوم إلى بورتسودان بشرق البلاد.  تشهد العاصمة السودانية الخرطوم وضواحيها اشتباكات وقصفا مدفعيا بين الجيش وقوات الدعم السريع، فى ظل تردى الأوضاع الإنسانية والتحديات التى تواجه فرق المساعدات الإنسانية.

وتجددت الاشتباكات أمس الاثنين بين طرفى الصراع إذ أطلقت وحدات المدفعية الثقيلة التابعة للجيش عشرات القذائف طويلة المدى من «قاعدة كررى» العسكرية شمالى مدينة أمدرمان، مستهدفة مواقع انتشار قوات الدعم السريع وسط وشرقى أم درمان بينما.. من جانبها ردت قوات الدعم السريع بإطلاق قذائف صاروخية من مواقع تمركزاتها فى مدينة الخرطوم بحرى باتجاه المناطق التى يتمركز فيها الجيش بأحياء كررى شمالى المدينة، ويرافق ذلك تحليق طائرات الاستشكاف التابعة للجيش التى كثفت من طلعاتها الجوية فى عدة جبهات بالخرطوم وأم درمان.

أما فى الخرطوم فقد نفذت مقاتلة حربية أمس غارة جوية على أهداف جديدة تابعة للدعم السريع وسط العاصمة.

ونشر عناصر يتبعون لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو تُظهر وجودهم حول محيط قيادة سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبى الخرطوم فى وقت أعلن فيه الجيش أمس تأمينه لمحيط سلاح المدرعات التابع له.. أما الوضع الإنسانى فقد ازداد تفاقما حيث يحتاج أكثر من نصف السودانيين لمساعدة إنسانية، فيما بات 6 ملايين منهم على شفا المجاعة بحسب منظمات إنسانية.

وتهدد المعارك والجوع بانهيار السودان وإغراق المنطقة فى كارثة إنسانية بحسب تأكيدات الأمم المتحدة التى قالت إنها لم تتلق سوى ربع وعود التمويل، وتواجه عقبات بيروقراطية لنقل المساعدة.. من جانبه، كشف أحمد النور المنسق العام لمبادرة الأطباء السودانيين بتشاد، أوضاع صعبة يعيشها السودانيون داخل المخيمات على الحدود التشادية، واصفا الوضع بأنه مأساة إنسانية أوشكت على الانفجار.

وقبل أيام دعت منظمات أممية وإغاثية، إلى سرعة التحرك لاحتواء الأزمة، خاصة مع تزايد أعداد المتدفقين إلى الحدود تزامنا مع احتدام الصراع مجددا، فيما رصدت منظمات صحية انتشار أوبئة وأمراض بشكل مكثف. 

وضاعفت الأمم المتحدة، أمس، من نداء المساعدات الذى أطلقته، لمساعدة ما يقرب من مليونى شخص، متوقع أن يفروا من السودان، بحلول نهاية العام الحالى، وسط الاحتياجات المتزايدة.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فى بيان لها عبر موقعها الإلكترونى، إنها وشركاءها وجهوا نداء لجمع مليار دولار «لتوفير المساعدات الأساسية والحماية لأكثر من 1.8 مليون شخص من المتوقع أن يصلوا إلى 5 دول مجاورة بحلول، نهاية عام 2023»، فارين من الصراع الدائر فى السودان، بحسب البيان.. وتابعت المفوضية: «هذه زيادة مضاعفة عما كان مقدرا فى البداية مايو الماضى، بأنه مطلوب للاستجابة للأزمة السودانية، وذلك مع استمرار تزايد النزوح والاحتياجات».

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، قد طلبت فى البداية مبلغ 445 مليون دولار، للاستجابة الإقليمية للاجئين السودانيين، خلال العام الحالى، وقد رفعت بالفعل التقدير مرتين قبل إعلانها، أمس.

وحذرت المفوضية، فى بيان لها الشهر الماضي، من أن «6 ملايين شخص فى السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة».

وأشارت المفوضية إلى أن «أكثر من 14 مليون طفل فى السودان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية»، مشددة على «ضرورة تدخل المجتمع الدولى لإنهاء الحرب فى السودان».

وتتواصل، منذ أكثر من 4 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، فى مناطق متفرقة من السودان، تتمركز معظمها فى العاصمة الخرطوم، والتى أسفرت عن المئات من القتلى وإصابة المدنيين.