السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اللواء مجدى شحاتة: مصر كلها شاركت فى صناعة النصر

التاريخ يرويه من صنعوه، ولا يوجد غير أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ليقصوا للأجيال قصة هذا النصر، الذى كتبه رجال القوات المسلحة بدمائهم على أرض سيناء الحبيبة، حيث قال اللواء أركان حرب مجدى أحمد شحاتة، أحد أبطال الكتيبة 83 صاعقة، وقائد لواء الصاعقة بحرب الخليج، إن نكسة 1967 كانت «صدمة» كبيرة للمصريين، خاصة أن المصريين قبل 67 كانوا على ثقة كبيرة بقدرة الجيش على تدمير إسرائيل، وذلك نتيجة الحشد الإعلامى الذى حدث وصور للشعب أن إسرائيل «قزم» ومصر قادرة على هزيمتها بأقل مجهود،



 وأضاف أن الغرب شعر بخطر كبير من مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر، نتيجة إجهاض مصر العديد من المخططات الغربية فى إفريقيا ودعمه  لحركات التحرر الوطنى فى العديد من الدول العربية والإفريقية، ما جعل مصر مستهدفة، وأوقعوها فى فخ 67، موضحًا أن الخطأ الرئيسى الذى تسبب فى النكسة هو عدم دراسة العدو بصور جيدة وعدم تقديره بصورة حقيقية، وهذا ما تلاشاه الجيش فى حرب 1973، حيث تم دراسة الجيش بصورة جيدة ووضع الخطة المناسبة لتحقيق النصر.

وتابع: «بعد النكسة حدثت استفاقة للجيش، وقمنا بإصلاح أخطائنا والعمل على رفع الروح المعنوية للمقاتلين، وبدأت الثقة تعود بالتدريج، حتى أصبحنا على ثقة أننا قادرون على استعادة الأرض، وهو الأمر الذى رآه الكثير شيئًا مستحيلاً خاصة بعد بناء خط بارليف وتحصيناته، وتفوق العدو فى السلاح والطيران كمًا ونوعاً، وخبراته التى اكتسبها من مشاركته كمراقب فى العديد من المعارك الأمريكية مثل حرب فيتنام، لكن القيادة وقتها كانت على ثقة تامة فى الله سبحانه وتعالى وقدرة المقاتل المصرى، التى ظهرت بعد وقت قصير من النكسة فى عدد من المعارك».

وأشار «شحاتة»، إلى أن العدو الإسرائيلى كان ينتهك سماء مصر عقب النكسة، وكانت مدرسة الصاعقة، أحد الأهداف الحيوية التى سعى العدو لضربها، بعد معلومات من  الجاسوس «فاروق الفقى»، وأعطاهم أنسب التوقيتات وأماكن تجمع الضباط لإحداث أكبر خسائر بسلاح الصاعقة، لكن بفضل الله لم تحقق الضربة أهدافها وسقط بعض الشهداء، وأصبت فى العملية، مضيفا أن بعد بناء حائط الصواريخ تغير الوضع ولم تعد سماء مصر مستباحة.

ولفت إلى أنه بعد النكسة، نجح أبطال الجيش فى تلقين العدو درسًا فى معركة «راس العش»، بعد نجاح فصيلتين من الجيش المصرى فى تكبيد العدو خسائر فادحة فى المعدات والأفراد، ومنعه من احتلال المنطقة حتى «بورفؤاد»، وبعدها بفترة قصيرة تم ضرب المدمرة إيلات وتدمير ميناء إيلات نفسه فى موقعة أخرى، وخاضت مصر حرب الاستنزاف حتى تحقيق النصر، مضيفا أن الدول العربية بعد النكسة، وقفت بجانب مصر حتى تحقيق النصر فى اكتوبر 1973، الجزائر والسعودية والعراق والكويت والسودان، وغيرها من الدول العربية، مؤكدا أن العرب فى وقت الخطر يقدرون الموقف ويتحدون ويتكاتفون خلف بعض.

  وتابع: «قبيل حرب أكتوبر كنا على يقين باقتراب المعركة، فبعد عودتنا من ليبيا، ونقلنا للإسكندرية، كانت كل المؤشرات تؤكد اقتراب المعركة، وبعد إعادة تمركزنا من الإسكندرية لمنطقة «الزعفرانة» بخليج السويس، أيقنا أن الحرب اقتربت، وقد كنت وقتها برتبة نقيب وقائد فصيلة بكتيبة صاعقة، وفى صباح يوم العبور المجيد، قام قائد الكتيبة العقيد أ.ح كمال الدين عطية، بتجميع المقاتلين وكان «خطيباً مفوهاً»، وألقى كلمة قام خلالها برفع الروح المعنوية للرجال، وأخبرهم بموعد الحرب، وقمنا بعدها بتنفيذ الإجراءات، وبعد تنفيذ الضربة الجوية ضد مواقع وحشود العدو فى سيناء وبدء التمهيد النيرانى للمدفعية ونجاح قواتنا فى عبور قناة السويس وتحطيم خط «بارليف»، مستطردًا:» بعد العبور بنحو ساعة ونصف تم إبرار سريتين جوياً وسرية بحرياً، علاوة على إبرار كتيبة لمنطقة «غرندل» وكتيبة لـ«راس سدر»، وكان الهدف من ذلك إشغال مسرح عمليات «جنوب سيناء» ومنع قوات العدو المتمركزة هناك من التدخل أو تقديم المعونة للقوات الإسرائيلية فى الشمال ومنطقة قناة السويس».

وأردف: «كان المقاتلون متشوقون للاشتباك مع العدو، وقد كنا متمركزين فى بداية «وادى فيران» والطريق الساحلى الرابط بين «القاهرة - وشرم الشيخ»، كنا نترقب مرور أى قوات للعدو، وهو ما حدث يوم 9 أكتوبر حيث أعددنا كميناً، وقمنا فيها بالقضاء على أتوبيسين للعدو بهما 65 طيارًا وملاحًا، ما تسبب فى كارثة داخل القوات الإسرائيلية، ورغم أن الأتوبيسين مؤمنان بعدد كبير من المدرعات والقوات، إلا أنهم فروا هاربين، وتركوا الأتوبيسين فى «جحيم» من نيران رجال الصاعقة،  وكانت كلمة السر «الله أكبر»، لتخرج كمية نيران لم أر لها مثيلا من قبل لتتحول ضحكات الإسرائيليين لصراخ وعويل».

واستطرد: «تسببت العملية فى أزمة داخل إسرائيل، حيث أرسل العدو طائراته الهيليكوبتر محملة بمدفع «نص بوصة»، واستهدفت المنطقة التى كنا نتواجد بها لتدمير أبطال الصاعقة،  كما أرسلت قوات المظلات وحاولت الاستيلاء على الجبل الذى نتحصن به، واستخدموا مكبرات الصوت لحثنا على الاستسلام، لكنهم فوجئوا برصاصتنا ترد عليهم، واشتبكنا معهم  حتى نفاد الذخيرة وكبدناهم خسائر فادحة فى المعدات والأفراد فى المعركة خسائر فادحة رغم تفوقهم فى العدد واستخدامهم الطائرات وخاصة الميراج فى ضربنا وكان عددنا نحو 43 شخصًا، وهم أضعافنا عشرات المرات، جعلتهم يتراجعون عن الضرب بعد أن استمرت المعركة حتى نفدت ذخيرة الكتيبة، وبعد انفصالى عن زملائى قررت التوجه شمالاً للانضمام إلى باقى القوات باتجاه وادى بعبع، فخضت 40 كيلو مترا فى الصحراء ما بين الاختباء والهروب من مطارة العدو، وبعد ثلاثة أيام من المطاردة العنيفة والهروب من طائرات العدو التقيت مجموعة من رجال الصاعقة، وبعد 7 أشهر خلف خطوط العدو رجعت إلى الوطن.

وقال «شحاتة» المصريون كلهم شاركوا فى تحقيق النصر فى حرب أكتوبر، والمعدن الحقيقى للشعب المصرى يظهر وقت الشدائد، فقد يرى الجميع أن الشعب مستسلم لكن فى الحقيقة هو من أذكى الشعوب، ففى وقت الخطر يكون قادر على القبول أو الرفض ولا يمكن لأحد أن يفرض عليه شىء، وهذا ما تجلى فى الأوقات الصعبة مثلما حدث فى أعقاب نكسة يونيو وثورة 30 يونيو، مضيفا أن الدولة المصرية حاليًا تسير فى الاتجاه الصحيح، وهذا لم يحدث منذ سنوات كثيرة، فعقب تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الحكم حدث طفرات كبيرة فى جميع القطاعات.

وأشار إلى أن جميع المخططات التى تستهدف الدولة، تسعى لإسقاط مصر كدولة، متابعًا: «الهدف هو إسقاط مصر عبر إسقاط الرئيس، لأنهم يخافون من حجم الجهد الذى يقوم به الرئيس السيسى فى تقوية الدولة وإعادتها لريادتها كقوة إقليمية لها ثقلها، علاوة على أن الرئيس السيسى ورث مشاكل كبيرة من العهود السابقة، أهمها المشاكل الاقتصادية، ونجح فى تجاوزها».

وأوضح، أن الرئيس السيسى، يقوم بحجم إنجازات كبيرة، ويفكر للمستقبل، وصنع فى سنوات قليلة ما يحتاج لعشرات السنين، وهو قارئ جيد للتاريخ، ويقدر المواقف جيدًا، لذلك يسير بخطوات ثابتة نحو المستقبل، متابعًا: «الرئيس يعمل بحس وطنى لصالح مصر والعرب والدول الإفريقية وهذا سر نجاحه».