الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غزة فى انتظار الهدنة

تكثفت سحب الهدنة فوق غزة فى اليوم الـ47 للحرب، وسط تأكيدات من أطراف عدة بقرب هطول «الأمل» على المدنيين بالقطاع، رغم استمرار القتال، حيث تعتقد الولايات المتحدة، أن إسرائيل وحركة حماس، تقتربان من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح بعض الإسرائيليين المحتجزين فى غزة.



وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن أمس الأول إنه يعتقد أن الاتفاق قريب، فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربى عن الاتفاق: «نحن أقرب الآن مما كنا عليه من قبل».

كيربى، أضاف: «ما زلنا نواصل العمل من أجل إطلاق سراح المختطفين.. نحن قريبون ونأمل فى التوصل إلى اتفاق، لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به».

تفاصيل الهدنة

فى المقابل، قال القيادى فى حركة «حماس»، عزت الرشق، فى تصريحات صحفية امس، إن الحركة اقتربت «بشكل أكبر من الإعلان عن اتفاق هدنة خلال الساعات المقبلة» مع إسرائيل، معتبرا أن الاتفاق سيكون مقبولا للحركة.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان  رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، أنّ الحركة «تقترب من التوصّل لاتّفاق» على هدنة بينها وبين إسرائيل فى الحرب الدائرة بين الطرفين منذ شهر ونصف الشهر.

وحول تفاصيل الاتفاق، قال مصدران مطّلعان على المفاوضات الجارية حول الاتّفاق بين إسرائيل وحماس لوكالة «فرانس برس» إنّ «الصفقة تتضمنّ هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلى فى سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط».

وأضاف المصدران، أنّ «الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 و100 رهينة محتجزين فى قطاع غزة لدى حماس والجهاد الإسلامى من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء الفلسطينيين».

اشتباكات مستمرة

ميدانيا، يشهد قطاع غزة اشتباكات فى عدد من المحاور فى المنطقة الشمالية، مع تكثيف إسرائيل عملياتها البرية قبل إعلان الهدنة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل جنديين وإصابة 5 فى المعارك الجارية.

وترتفع بذلك حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلى إلى 70 قتيلا منذ بدء التوغل البرى الإسرائيلى بغزة فى 27 أكتوبر الماضى.

 فى السياق ذاته، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن الجيش إن هناك حاليا أكثر من 10 آلاف جندى إسرائيلى منتشرين فى قطاع غزة.

وتتمركز تلك القوات بشكل رئيسى فى أحياء الزيتون وجباليا بمدينة غزة، حسبما ذكرت الصحيفة.

وفيما يدور الحديث عن الوضع الميدانى وهدنة مؤقتة، ذهبت أطراف دولية أبعد من ذلك، وطرحت المقترحات حول مرحلة ما بعد الحرب، وسبل إدارة غزة، وحل معضلة الأمن الإسرائيلية.

حديث الحل الدائم

إذ استبعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، «نظام حماية برعاية الأمم المتحدة فى غزة»، وقال «هذا ليس حلّا». 

ودعا جوتيريش إلى «مرحلة انتقالية تشارك فيها جهات فاعلة متعددة، أبرزها الولايات المتحدة والدول العربية». 

وقال جوتيريش، فى تصريحات صحفية، إنه «من المهم أن نكون قادرين على تحويل هذه المأساة إلى فرصة، ولكى يكون هذا ممكنا، من الضرورى أن نتحرك بعد الحرب بشكل حاسم ولا رجعة فيه نحو حل الدولتين».

مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، التقط خيطا من حديث جوتيريش، وقال إنّ قيام دولة فلسطينية هو السبيل «الأفضل لضمان أمن إسرائيل»، مشيرًا إلى أن محادثاته فى المنطقة أوصلته إلى «استنتاج سياسى جوهرى».

ونقلت إحاطة مكتوبة حول الاجتماع مع وزراء خارجية دول التكتل عن بوريل قوله: «أعتقد أنّ أفضل ضمانة لأمن إسرائيل هى قيام دولة فلسطينية»، مؤكدًا ضرورة وجوب ألا تحتلّ إسرائيل قطاع غزة بعد انتهاء النزاع الحالى وكذلك أيضاً على وجوب تسليم إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية.

وقال جوزيب بوريل: «على الرغم من التحديات الهائلة، علينا أن نطرح أفكارنا فى ما يتعلّق بإرساء الاستقرار فى غزة والدولة الفلسطينية المستقبلية».

مبادرة جديدة لوقف الحرب

كذلك، قالت الخارجية التركية أمس، إن مجموعة تشكلت حديثاً تضم ​​مسؤولين كباراً من دول إسلامية ستزور الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي، وبلدان أخرى للدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار فى غزة.

وتشكلت المجموعة فى وقت سابق من الشهر الجارى فى قمة جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بالرياض، وتضم وزراء خارجية وممثلين عن تركيا، وقطر، ومصر، والأردن، ونيجيريا، والسعودية، وإندونيسيا، والسلطة الفلسطينية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامى.

وقال المصدر، إن المجموعة بدأت محادثات مع الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن، وهم الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، حيث زارت بكين أمس الإثنين، وستزور دولاً أخرى أيضاً. 

وذكر المصدر، أن «الهدف الأساسى لمجموعة الاتصال هو إعلان وقف إطلاق النار فى أسرع وقت ممكن وإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة».

وأضاف «الهدف النهائى هو المساهمة فى حل الدولتين فى إطار المعايير المقبولة دولياً، ليعيش الفلسطينيون فى بلدهم بأمان واستقرار وازدهار».

وتقول إسرائيل إن نحو 1200 شخص قتلوا فى الهجوم الذى شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة فى 7 أكتوبر الماضي. فيما قالت حكومة غزة إن ما لا يقل عن 13300 فلسطينى قتلوا فى القصف الإسرائيلى منذ ذلك الحين. وتفيد الأمم المتحدة بأن ثلثى سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة صاروا بلا مأوى.

على الجانب اللبنانى، قال قائد الجيش اللبنانى العماد جوزيف عون،  أمى إن الجيش الإسرائيلى يقصف القرى والبلدات الحدودية الجنوبية فى لبنان بذخائر محرمة دولياً.

وعلى مستوى تداعيات الحرب، استدعت إسرائيل سفيرها لدى جنوب أفريقيا، إلياف بيلوتسركوفسكي، إلى القدس «للتشاور»، قبل إجراء برلمان جنوب أفريقيا تصويتا لتقرير مصير السفارة الإسرائيلية فى بريتوريا أمس.