الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الإنقـاذ»: أنهت «حكم الإخوان» وتسعى لدولة مدنية فى 2014




تُعد «جبهة إنقاذ مصر»، أكبر تكتل سياسى تكوّن فى 22 نوفمبر 2012، بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي، واستمر تواجده خلال عام 2013، وبرز دوره ككيان معارض خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وتعددت التساؤلات حول دوره بعد انتهاء حكم الإخوان.

تشكلت الجبهة من 35 حزبا وحركة سياسية وثورية، وجميعها ذات أيديولوجيات ليبرالية ويسار، وأبرز تلك الشخصيات التى كانت فى الجبهة محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى وعمرو حمزاوى ومحمد أبو الغار ومنير فخرى عبد النور، انتقدها البعض بأنها تضم رجالا من النظام السابق أبرزهم عمرو موسي.
ساندت الجبهة عزل محمد مرسى عن رئاسة مصر فى يوم 3 يوليو عام 2013، وقد كان رفض الحوار مع مرسى هو الشعار السائد الذى ترفعه الجبهة لأى دعوة للحوار مع الرئاسة فى ذلك الحين، بجانب وقوفها بجانب حملة «تمرد» لعزل مرسى، والموافقة على خارطة الطريق، والحشد  مؤخرًا للتصويت بـ«نعم» فى الاستفتاء القادم.
بعد عزل مرسى، ثارت التساؤلات حول دور الجبهة، فهل مازال لها دور أم لا، وهل يتعلق هذا الدور بدعم الرئيس القادم وتشكيل كتلة برلمانية خلال البرلمان القادم.. وهو الأهم فى تاريخ مصر؟ إذ سيترجم نصوص الدستور المقرر من خلال لجنة الخمسين، خصوصا بعد الدور التاريخى لها.
فى هذا الشأن، يرى السياسيون أن الحفاظ على الدور التاريخى الذى قامت به هذه الجبهة يقتضى ضرورة توقف نشاط جبهة الإنقاذ الوطني، بتحقق الهدف الذى تأسست من أجله، خصوصا أن الجبهة تتكون من قوى سياسية تختلف فى أفكارها وبرامجها، إلا أنها توحدت تحت راية الوطن المصرية من أجل إنقاذ مصر، ولكن آخرين يرون استمرار عمل الجبهة، حتى يتم دعم الرئيس القادم وتكوين كتلة برلمانية مدنية داخل البرلمان القادم، حتى لا يتم تركه للتيار الإسلامي. 
ومن جهة أخرى؛ هناك مخاوف من استمرار العمل، ومن ثم زيادة الخلافات بين التيارات المتواجدة بها بسبب اختلاف الأيديولوجيات، وبالأخص أن تيار الإسلام السياسى يرى أنها جبهة «خراب مصر»، وليس لها دور فى الشارع، وتضم نخبة متعالية ومتناقضة، ودعمت عزل الرئيس الشرعى للبلاد ـ من وجهة نظرهم، وسمحت بعودة الحكم العسكرى الذى أطلقوا عليه «حكم العسكر»، وقضت على ثورة يناير وأهدافها.
ورغم كل تلك التساؤلات والاختلافات، فمازالت «جبهة إنقاذ مصر» من أبرز الكيانات التى لمعت خلال عام 2013، وتركت تأثيرًا واضحًا لدى جموع المصريين، ورغم العديد من الأزمات التى ظهرت من قادتها كموقف البرادعى وتركه لمنصبه وسفره للخارج (الذى وصفه بعض القوى السياسية بـ»الهروب والقفز من المركب» فى حين وصفه البعض بالقراءة المبكرة للوضع الحالى)، وكذلك موقف دكتور عمرو حمزاوي، الذى ابتعد عن العمل السياسى بعد ثورة 30 يونيو، ولكنها ستظل «جبهة إنقاذ مصر» التى أنهت حكم الإخوان وساندت رغبة شعب مصر فى التخلص من حكم الإخوان المسلمين. 
مازال الكثيرون ينتظرون من الجبهة الإعداد لتحالف مدنى لخوض الانتخابات البرلمانية، والاستعداد لدعم واختيار مرشح رئاسى مدني، ومازالت الجبهة حتى الآن لم تحدد دعمها إما للفريق عبد الفتاح السيسى أو حمدين صباحي، وكذلك الانتهاء من المرحلة الانتقالية على النحو المطلوب.