الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجعافرة.. والعريضة.. وأبو الغيط» قرى لمعت فى عالم الإجرام بالقليوبية




القليوبية - حنان عليوة


تعتبر القليوبية حلقة الوصل بين 5 محافظات بالوجه البحرى شمالا ومحافظتى القاهرة والجيرة جنوبا، هذا الموقع جعلها معقلا لتجار السلاح والمخدرات ومأوى آمنا لأرباب السوابق والمسجلين والهاربين من الأحكام بدائرة المحافظة.
«روزاليوسف» تكشف قرى الإجرام بالقليوبية وهى «الجعافرة وكوم السمن والقشيش» والتى يطلق مثلث الرعب بشبين القناطر بالإضافة إلى «أبو الغيط والخرقانية والكلافين بدائرة مركز القناطر الخيرية والعريضة بطوخ وميت العطار وميت الحوفيين فى بنها»
هذه القرى لمعت فى عالم الإجرام وحفرت أسماءها فى سجلات العنف والبلطجة وتجارة المخدرات وتصنيع الأسلحة بالقليوبية مما جعل المواطنين يعيشون فى حالة من الرعب والقلق نظرا لكميات السلاح الكبيرة التى تتواجد فى العديد من منازلها لذلك تشن أجهزة الأمن حملات متتالية لضرب تلك البؤر الإجرامية والقبض على عصابات السرقة بالإكراه المنتشرة بطول الطريقين الدائرى والزراعى وعلى طرق شبين- قليوب، وشبين طوخ وعلى الطرق الحدودية
ويقوم المسجلون خطر بقطع تلك الطرق فى ساعات متأخرة من الليل ويسرقون السيارات ويتم وضع تسعيرة مقابل عودتها لأصحابها أو بيعها لتجار المخدرات وهذه التسعيرة تتراوح ما بين 10 آلاف جنيه و30 ألفا حسب ماركة السيارة المسروقة
ويقول متولى السيد موظف إن عصابات تجارة المخدرات والسلاح استفحلت خلال الفترة الماضية بسبب الغياب الأمنى، وتراجعت مؤخرا مع بدء شن حملات أمنية لمقاومتها وبدأت المواجهات بين هذه العصابات ورجال الشرطة بشكل واضح، ويمكن القول بأن هذه الحملات استطاعت أن تحقق المأمول منها، ومازالت فى مجهوداتها للقضاء على البؤر الإجرامية وعودة هيبة الدولة.
 ويلفت إسلام جمال أحد الأهالى إلى أن منطقة « رمادة بقليوب» على طريق شبين قليوب أصبحت من أخطر البؤر الإجرامية، فقد شهدت هذه المنطقة حوادث سرقة بالإكراه سواء لشخصيات عامة أو أفراد عاديين، ووصل الأمر إلى تثبيت أكثر من 3 من رؤساء محاكم وسرقة سياراتهم فى هذا الطريق.
وننتقل من منطقة رمادة الى إمبراطورية الشر أو عش الدبابير قرية «العريضة» التابعة لمركز طوخ والتى اقتحمتها الشرطة منذ أيام قليلة وتمكنت من ضبط زعماء تجار المواد المخدرة والسلاح بالقرية وهم: احمد س.ع وشهرته عبدربه، وشقيقة رجب، سعيد.ع، فيصل أ.ت وبحوزته كميات من البانجو والمواد المخدرة والأسلحة النارية والاتجار بها.
وكانت العناصر الإجرامية بالقرية يستعين بهم بعض الخارجين على القانون لحمايتهم بتأجيرهم مقابل مبالغ مالية كبيرة لفرض سيطرة وأحيانا القتل إذا لزم الأمر وآخر هذه المجازر معركة مول «العابد» بين بعض أفراد العريضة وعزبة عيسى والتى راح ضحيتها شخص وأصيب 6 آخرون بسبب رغبتهم فى فرض السيطرة على صاحب المول وتعيين أبنائهم بالقوة.
أما بخصوص مايحدث فى قرى المثلث الذهبى «كوم السمن والجعافرة والقشيش» مرورا بالسلمانية وعزبة أبو جهل فهى فحدث ولاحرج حيث اشتهرت تلك القرى فى تصدير الشر والعنف وتجارة السلاح والمخدرات فلا يمر يوم فى القليوبية إلا ويدب الرعب والخوف فى قرية من القرى ويكون بطل تلك الأحداث إحدى القرى التى تشتهر بتجارة السلاح والمخدرات.
وفى عزبة الكلافين بميت العطار التابعة لمركزبنها كانت هناك أسطورة تدعى «بربري» هذا الرجل الذى ذاع صيته قبل أعوام ليتربع على عرش القوة فى القليوبية حتى كان اليوم المشهود عندما تم قتله على إيدى أحد عائلة الكلافين داخل منزله بعد أن خلد إلى النوم هو وزوج شقيقته فقررت عائلته الانتقام من عائلة الكلافين وتوجه فريق منهم بالموتوسيكلات والسيارات إلى مدخل عزبة الكلافين يحمل أفراده الأسلحة الآلية والرشاشات وأسطوانات الغاز وأحرقوا 14 منزلًا وقتلوا 32 شخصًا وأصابوا 22 آخرين لتتحول القرية إلى مجزرة ومازال شبح الموت والدمار يخيم على القرية.
لتعود المجزرة من جديد فى قرية ميت العطار منذ شهور معدودة عندما قرر شاب الأخذ بالثأر لعائلته فأخذ سلاحه الآلى وأمطر وابلا من الرصاص بشكل عشوائى على أهالى القرية لتبدأ مجزرة جديدة راح ضحيتها 17 من أهالى القرية ومازالت تعيش ميت العطار حالة من الاحتقان.
من جانبه يؤكد اللواء محمود يسرى مدير الأمن أن المديرية وضعت خطة أمنية شاملة للقضاء على البلطجة ومواجهة مناطق الإجرام التى يحكمها البلطجية، وذلك بالتعاون مع مصلحة الأمن العام، بسبب خطورة العناصر الإجرامية التى تمتلك كمية كبيرة من السلاح الآلى، فضلا عن استخدام الكثير من العناصر الإجرامية لهذه المنطقة كمأوى لها.
وقال مدير الأمن إن محافظة القليوبية تحوى عددا كبيرا من المسجلين خطر والهاربين فى أحداث 25 يناير، وشنت المديرية أكثر من 45 حملة أمنية مكبرة خلال الشهر الماضى فقط، فضلا عن بدء حملة مستمرة منذ بداية شهر يونيو الجارى وحتى الآن على قرية الجعافرة إحدى قرى الإجرام بشبين القناطر، وأسفرت الحملات عن ضبط 13 تشكيلا عصابيا يضم 48 متهما فى 51 حادثة سرقة بالإكراه، واشار يسرى إلى أنه تم القبض على 54 متهما مطلوب ضبطهم وإحضارهم فى عدد من القضايا إلى جانب 5 متهمين عليهم حكم مراقبة و4 محكوم عليهم بالإعدام، و52 هاربا من السجن المؤبد.
ولفت إلى أنه تم ضبط 29 بندقية آلى و9 فرد خرطوش، 6 مسدس، 135 خزنة بإجمالى 180 قطعة سلاح، وأحراز 376 قضية مخدرات، 495 كيلو بانجو، 6 كيلو و600جرام حشيش، 4 كيلو و400 جرام هيروين، و170 جرام أفيون، 30 ألفا و400 قرص مخدر.
وأوضح أن المديرية شنت عدة حملات مؤخرا على الخانكة والخصوص وأبو زعبل وشبين القناطر، حيث تم ضبط أكثر من 100 مسجل شقى خطر وبلطجى يفرضون سيطرتهم ويمارسون تجارة المخدرات ويكونون عصابات للسرقة بالإكراه، كما تمكنت الحملات من تصفية زعيم وكبار تجار المخدرات بالمثلث الذهبى والقضاء على إمبراطورية «عليوة» فى شبين القناطر.
وأكد اللواء محمود يسرى، ان المحافظة لم تشهد حالة سرقة بالإكراه خلال الـ 10 أيام الماضية، مشددا على عدم التهاون مع تلك الحوادث ويتم مواجهتها بكل حزم، وشدد مدير الأمن على أن أفراد الشرطة يضحون بأرواحهم من أجل الحفاظ على أرض الوطن، ويتعرضون يوميا للمخاطر من قبل التشكيلات العصابية والعناصر الإجرامية الخطرة، مناشدا المواطنين التعاون مع أجهزة الأمن والإدلاء بأى معلومات حول البؤر الإجرامية أو أى وقائع.